ترتفع نسبة الرطوبة، اليوم الجمعة، بالساحل الشرقي إلى مستويات عالية جداً بين 70 و80 %، تستمر خلال الثلاثة ألايام القادمة، ومؤثرة في مضاعفة الإحساس بدرجات حرارة أعلى من المعلنة، المقاسة إرصاديا بين 46 و48 درجة مئوية، حيث يساعد تشبع الهواء ببخار الماء في تشكل طقس كاتم ومرهق، خصوصا مع استمرار الحرارة المرتفعة وسكون الرياح خلال هذه الفترة على نحوٍ ملحوظ، وتكون باتجاهات متقلبة شمالية شرقية وجنوبية، فيما تزداد كمية الإشعاع الشمسي، بزاوية سقوط أقرب إلى العمودية، قبل ان تتزحزح نحو الجنوب حين تتعامد على خط الاستواء بالاعتدال الخريفي في 21 سبتمبر المقبل، ويتضح أن التوزيع المكاني لدرجات الحرارة، نتاج تفاعل عدد من العوامل المتداخلة، إلى جانب مدى الارتفاع عن سطح البحر، والقرب أو البعد من البحر واتجاه الرياح السائدة، فيما تشير التوقعات الى انحسار موجة امطار الصيف خلال 24 ساعة القادمة بإذن الله، التي شملت عدة مناطق، وتستمر غربا وعلى المرتفعات الجنوبية الغربية، كما تتأثر منطقة المدينةالمنورة بالأجواء غير المستقرة حتى مطلع الاسبوع المقبل، حيث تتكاثر السحب الرعدية عصرا ومساء وتهطل الامطار الرعدية بمشيئة الله، وتتشكل العواصف الرملية نتيجة كثافة السحب المتوقعة، مؤديةً الى انخفاض حاد في مدى الرؤية الافقية بأماكن متفرقة، وتبقى درجات الحرارة مرتفعة جدا كما هو الحال في شمال ووسط وغرب المملكة. وبحسب الدكتور عبدالله المسند، الاستاذ المشارك بجامعة القصيم الطقس: ان درجة الحرارة الظاهرية، تعد مقياسا رياضيا يجمع أثر حرارة الهواء في الظل مع درجة رطوبة الجو، والتي تؤخذ بعين الاعتبار كعامل يؤثر في كفاءة عملية تبريد الجسم، والنتيجة هي الدرجة التي يشعر ويحس بها الإنسان، خاصة حين تكون حركة الرياح خفيفة، وطبقاً لمؤشر حساب درجة الحرارة مع الرطوبة الجوية (الحرارة الظاهرية) وأثرها: فإنها تسجل اعلى القيم عادةً، وفي المثال عندما تكون درجة الحرارة في الرياض 42 درجة مئوية، ودرجة الرطوبة النسبية 30 % فإن جسم الإنسان يشعر بدرجة حرارة تبلغ 50 درجة مئوية، بينما في الدمام عندما تكون درجة الحرارة 42 درجة مئوية (كما في الرياض)، ودرجة الرطوبة النسبية 75%، فإن جسم الإنسان في الدمام يشعر بدرجة حرارة تبلغ 71 درجة مئوية، فيشعر بالضيق والإرهاق لاجتماع حرارة الهواء مع رطوبة عالية، والجسم يتعرق فيتبخر العرق ثم يبرد الجسم، وعند ارتفاع الرطوبة في الأجواء يحدث التعرق، ولكن تضعف أو تنعدم عملية التبخر فتتعطل آلية التبريد الذاتي، فيكون الشعور بالضيق والإرهاق والتوتر، وهو الذي يوضح دور الرطوبة المرتفعة السلبي في شعور الإنسان بالراحة من عدمها، خاصة في هذه الايام من فصل الصيف. من جانبهم، نفى خبراء المناخ وجود تأثير مباشر بموجة الحر السائدة من الانفجارات الشمسية، حيث تستمد الأرض حرارتها نتيجة لتسخين سطحها عبر الاشعة الشمسية، ويحيط بسطح الأرض غلاف جوي يحمي الانسان وسائر الكائنات الحية من اشعاعات الشمس الضارة، وبالتالي يقوم المجال المغناطيسي للأرض بحمايتنا من الموجات الشمسية المغناطيسية التي تضرب كوكب الأرض، ولا يصل الى سطح الأرض بمشيئة الله: الانطاق محدد من أطياف الاشعة الشمسية، وسبق ان تعرضت المملكة لموجة حارة قوية أيضا عام 2010 حيث ترافقت مع الدورة الشمسية في بدايتها أي ذات نشاط منخفض، ويعود سبب التأثر بالموجة الحارة الحالية بسبب تمدد المنخفض الموسمي الحراري والمترافق مع كتلة هوائية حارة من الشرق نحو المملكة وبلاد الشام، حيث كان هذا الامتداد أكثر قوة من المعتاد، ولوحظ أن مناطق مختلفة من العالم تمر بأجواء متطرفة من حيث الموجات الحارة القوية وموجات البرد في أماكن أخرى في نفس الوقت، كذلك كثرة الأعاصير والفيضانات وتساقط الامطار في أماكن شديدة الجفاف لا تشهد تساقط الامطار في هذا الوقت، وقد يفسر بعض من ذلك ببداية وصول مؤثرات النينو التي تشهد الامتداد بقوة على مستوى الكرة الارضية خاصة في ارتفاع درجات الحرارة السطحية للمحيط الهادي لمدة تزيد عن 3 أشهر، وهي ظاهرة مناخية طبيعية لا علاقة لها بما يجري في الشمس.