تقترب درجة الحرارة من 50 مئوية في الظهران وحفر الباطن والاحساء وبقيق خلال الأيام الخمسة القادمة، وارتفاع في الدمام بمتوسط 46 درجة نهارا، مع ارتفاع كبير في نسبة الرطوبة الذي يساعد في الاحساس بحرارة شديدة الوطأة خاصة في الليل، حيث تتشكل السحب الكاتمة للجو مساءً في نهاية الاسبوع، وتعد درجات الحرارة حول معدلاتها بفترة عمق الصيف حاليا، ويمثل الارتفاع بدرجتين الى ثلاث حالة مؤقتة في مثل هذا الوقت من العام، حيث يلاحظ تفاوت في المدد الزمنية التي تستغرقها كل 72 ساعة بين زيادة وتراجع نسبي، ويفسر ذلك باختلاف الوقت في اليوم، وعند وصول الطاقة الشمسية صباحا يتم تسخين طبقة من الهواء فوق سطح الأرض مباشرة، ويتجاوز الإشعاع الشمسي الوارد الطاقة الحرارية الصادرة لعدة ساعات بعد فترة الظهيرة (بين الساعة الثالثة والخامسة بعد الظهر)، فيما لا علاقة لذلك بالقرب من الشمس، حيث يعود السبب الرئيسي لحدوث الفصول والاختلافات المناخية المرافقة نتيجة لميل محور الأرض أثناء دورانها حول الشمس، مما يؤدي الى اختلاف في سقوط أشعة الشمس على المكان بين شهر وآخر، ويرافق ذلك باقي التغييرات من درجات الحرارة وأحوال الطقس بالفصول، اضافة الى ما يعترض الغلاف الجوي من متغيرات، كما تستمر درجات الحرارة بارتفاعها وهبوطها علاقة بهبوب الرياح الجنوبية والجنوبية الشرقية، وبالعكس من ذلك فإنه عندما تتقدم الرياح الشمالية والغربية تنخفض درجات الحرارة عن معدلاتها بالمنطقة الشرقية. وتشير التوقعات المناخية لشهري أغسطس وسبتمبر، إلى أن الارتفاع في درجات الحرارة سوف يستمر على معظم المناطق القارية في العالم، ومن المرجح في الاحتمالات أن تكون أعلى المعدلات في دول مجلس التعاون، وذلك وفقا الى مراكز المناخ الدولية والاقليمية المتخصصة، التي اوضحت ان مؤشر الانحراف في درجات الحرارة المتوقعة يتجاوز الرقم القياسي السابق المسجل في العام الماضي 2014 بنسبة 0.14 °ف (0،08 °م)، وبحسب منظمه الارصاد العالمية للتوقعات بعيدة المدى، سيكون اشدها على مناطق غرب أمريكا الشمالية وشرق المحيط الهادئ الشمالي والمحيط الهندي ووسط وشرق المحيط الهادئ الاستوائي، وكذلك بالنسبة للأمطار من المتوقع ان يكون الانحراف ايجابياً بنسبة قوية لارتباطها بتطور ظاهرة النينو، المصاحبة لحالة تزيد فيها درجات حرارة سطح البحر في المحيط الهادئ الاستوائية عن المتوسط، وقد زادت في الآونة الأخيرة، كما أن المتغيرات في الغلاف الجوي تدعم نمط ظاهرة النينو بما في ذلك ضعف الرياح التجارية وزيادة الأمطار في شرق ووسط المحيط الهادي الاستوائي، وأشارت نماذج التنبؤ ENSO بإجماع إلى احتمالية ظاهرة النينو بنسبة أعلى من 90% واستمرارها خلال فصل الخريف في نصف الكرة الشمالي للعام الجاري، وفرصة أكبر من 85٪ باستمرارها لشتاء 2015 – 2016 بإذن الله. وفي سياق متصل، قال خبير المناخ والفلك الدكتور عبدالله المسند، الاستاذ المشارك بقسم الجغرافيا في جامعة القصيم: ان المملكة تتعرض لموجات حر أشد من الدول الاخرى، إلا أن الظروف المعيشية والبنية التحتية هنا تخفف من وطأة التطرف المناخي، وينبغي أن نفرق بين درجة الحرارة المعلنة من قِبل الأرصاد، ومؤشر الحرارة الحقيقي والتي يشعر بها الإنسان حقيقة، حيث يؤخذ بعين الاعتبار عند حسابها درجة الحرارة مع درجة الرطوبة الجوية عبر معادلة رياضية خاصة، والناتج هو ما يشعر به الإنسان خلال هذه الموجة الحارة، كما أن التعرض لأشعة الشمس المباشرة قد يفاقم الحالة، ويزيد من درجة الحرارة إلى 8 درجات عما هو في الظل، وعندما يرتفع مستوى الرطوبة في الأجواء متزامنة مع ارتفاع الحرارة، يؤدي ذلك إلى أن تضعف أو تتوقف عملية تبريد الجسم الذاتية، حيث يتوقف تبخر العرق وترتفع درجة حرارة الجسم، ويتضح دور الأجواء الجافة في المناطق الحارة كالمناطق الداخلية من المملكة مقارنة مع المناطق الساحلية، فعلى الرغم من ارتفاع الحرارة، إلا أن آلية التعرق لدى الإنسان تعمل بكفاءة وفاعلية من أجل إخراج الطاقة الحرارية الكامنة داخل الجسم عبر التبريد الذاتي، وتعريف موجة الحر لدى علماء المناخ هي سيادة كتلة هوائية حارة فوق المعدل السنوي 5 درجات مئوية فما فوق مستمرة لأكثر من ثلاثة أيام، وتأثيرها أشد اذا ضربت الدول الفقيرة وتؤدي لوفاة من يعملون ويتواجدون تحت أشعة الشمس المباشرة طيلة النهار.