أخذت جريمة الاعتداء على البيوت الفلسطينية من قبل مستوطنين إسرائيليين بعدا دوليا كبيرا بعد أن تم الاعتداء الإرهابي على منزل من عائلة الدوابشة بواسطة زجاجات حارقة نتج عنها إصابة بعض افراد الأسرة ووفاة طفل رضيع في هذه الحادثة. وبعد الحادثة نددت جميع الدول والهيئات الدولية بما جرى. وتناقلت جميع وسائل الإعلام العربية الرسمية والمواقع الشخصية الخاصة بوسائل التواصل الاجتماعي خبر مقتل الرضيع الفلسطيني علي سعد دوابشة. ولكن الغريب في الأمر أن وسائل الإعلام العربية لم تنتبه لأمور مهمة كثيرة. ومنها ان إسرائيل أعلنت أن هذا العمل هو عمل إرهابي قام به متطرفون يهود من إسرائيل أتوا من مستوطنة إسرائيلية. والشيء الآخر هو أن الإعلام العربي لم يركز على ما قاله وما قام به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المعروف بتشدده فيما يخص الشأن الفلسطيني عندما توعد بإحضار المتسبب بهذا العمل للعدالة. وكذلك قيامه بزيارة المصابين من عائلة الدوابشة. بل إن رئيس الوزراء أعلن وتحدث بإسهاب عن زيارته للمستشفى (تشيم شيبا) وجلوسه بالقرب من سرير الطفل الجريح أحمد الدوابشة. وبعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي للمستشفى قام بالاتصال بقادة فلسطينيين وتحدث معهم بإسهاب عما جرى. فهل هناك تغير في السياسة الإسرائيلية أم أن الحدث سبب ردة فعل قوية في الشارع الإسرائيلي؟ في الحقيقة إنه شيء مؤسف أن الكثير من وسائل الإعلام العربية لا تتابع ما يجري في الداخل الفلسطيني إلا بنوع تشوبه العاطفة دون الاستفادة مما يمكن أن يحدث في الداخل. فمنذ وقوع الحاث الإرهابي الذي نتج عنه حروق تسببت في وفاة الطفل الفلسطيني فقد كان واضحا من هو وراء هذا العمل الإرهابي. والغريب هو أن الكثير من العرب ووسائل الإعلام العربية لم تكن تعرف عن خلفية من قام بهذا العمل الإجرامي. فمن قام به من شباب متطرف إسرائيلي أعلن عن نفسه منذ عدة سنوات بأنه ليس فقط ضد اي شيء له علاقة بالفلسطينيين، بل وحتى قوات الشرطة الإسرائيلية وأي صوت إسرائيلي يريد المصالحة وأيضا هم ضد المسيحيين. وقد أطلق هؤلاء على نفسهم (برايس تاغ) أو باللغة العربية (الثمن). وقد حصلت بينهم وبين الكل مناوشات. وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية في أكثر من مناسبة قد قامت بالحديث عن هذه المجموعات وخطرها على المجتمع في إسرائيل. بل إن الكثير من الهيئات الإسرائيلية تريد ان تصنفها جماعة إرهابية في وقت وللأسف لم يتحرك احد في الجانب العربي بالحديث عن هذه المنظمة التي تعتبر صغيرة في أعدادها وواضحة معالم أسلوبها في التخريب ولكن لا أحد يعرف خطرها. والكثير من وسائل الإعلام العربية لم تركز ولم تتحدث عن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي لعائلة الدوابشة الفلسطينية في إشارة واضحة يعترف بها رئيس الوزراء بأنه توجد منظمات إرهابية إسرائيلية. وهنا لا بد من استغلال ما حدث في هذه الجريمة الشنعاء بأفضل طريقة. وأما التنديد الذي تغلب عليه العواطف، فسرعان ما يكون في طي النسيان.