استشهد رضيع فلسطيني وأصيب ثلاثة آخرون من عائلته يوم أمس جراء إحراق مستوطنين إسرائيليين لمنزلهم في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية. وذكرت مصادر فلسطينية أن الطفل علي سعد دوابشة (عام ونصف) استشهد، فيما أصيب والداه وشقيقه (4 أعوام) بحروق وصفت بأنها من الدرجة الثالثة. إدانة دولية للهجوم «الوحشي».. والأمن الفلسطيني يؤكد عزمه على «ملاحقة» المسؤولين وأضافت المصادر أن الحادثة وقعت في منزل سكني ببلدة دوما قرب نابلس وتضمنت كتابة شعارات عنصرية على جدران المنزل بعد إشعال النار بداخله، وبحسب المصادر فإن المستوطنين أحرقوا منزلاً آخر في البلدة دون وقوع إصابات فيه. من جانبها حمّلت الرئاسة الفلسطينية سلطات الاحتلال الإسرائيلية مسؤولية استشهاد الرضيع دوابشة حرقًا وإصابة عائلته على يد مستوطنين. وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة اليوم "إن هذه الجريمة ما كانت لتحدث لولا إصرار إسرائيل على الاستمرار بالاستيطان وحماية المستوطنين"، مضيفًا أن صمت المجتمع الدولي عن هذه الجرائم وإفلات الإرهابيين القتلة من العقاب أدى إلى جريمة حرق الرضيع دوابشة. وأكد أبو ردينة أن هذه الجريمة ستكون في مقدمة الملفات التي ستقدم إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاسبة كل من شارك في هذه الجريمة التي يندى لها الجبين. المجلس الوطني الفلسطيني يدعو لمحاكمة إسرائيل ووقف التنسيق الأمني معها من جانبه، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه ينوي التوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية رداً على مقتل الطفل واصفاً ما حصل بأنه "جريمة حرب" جديدة. وقال عباس من مقر الرئاسة في رام الله إنه يعد ملفاً سيرفع إلى المحكمة الجنائية الدولية على الفور وقال "نستيقظ كل يوم على جريمة من جرائم المستوطنين، إنها جريمة حرب". كما دعا رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون إلى «مواجهة إرهاب وجرائم الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه ردا على الجريمة البشعة»، مشددا على تنفيذ قرارات المجلس المركزي الفلسطيني الأخيرة بوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل وإعادة النظر بالعلاقات مع دولة الاحتلال. متظاهرون أردنيون يطالبون بقطع العلاقات مع إسرائيل رداً على الانتهاكات وأكد الزعنون في تصريح من مقر المجلس في عمان باسمه وباسم أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني أمس أن «تصاعد الإرهاب الإسرائيلي والمستوطنين بحق الشعب الفلسطيني والاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى وتسارع وتيرة الاستيطان ومصادرة الأراضي وانسداد الأفق السياسي يستوجب وقفة فلسطينية رسمية وشعبية والتعجيل بمحاكمة إسرائيل على جرائمها أمام المحكمة الجنائية الدولية». إلى ذلك، ألقى مئات من أنصار حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الحجارة على الجنود الإسرائيليين أمس الجمعة في مدينة الخليل بالضفة الغربية، وأطلق الجنود قنابل الغاز المسيل للدموع رداً على تلك الهجمات. وخوفا من اندلاع أعمال عنف بعد جريمة الإحراق المتعمد فرضت الشرطة قيودا على دخول المسجد الأقصى في القدس لأداء صلاة الجمعة فجعلته مقصورا على الرجال فوق سن 50 والنساء. المتظاهرون الفلسطينيون خلال الاشتباكات مع قوات الاحتلال بالضفة الغربية (أ ف ب) وندد إسماعيل هنية القيادي في حركة حماس في غزة بإسرائيل وقال: «هذا التصعيد الصهيوني الخطير في القدس يأتي متزامنا مع جرائم المستوطنين الصهاينة والتي توجت اليوم بإحراق منزل وعائلة فلسطينية.. منطقة دوما.. عائلة الدوابشة واستشهاد الطفل وإصابة العديد بالحروق الخطيرة وهذا إن دل فإنما يدل على تخطي العدو الاسرائيلي لكل الخطوط». كما طالب مئات المتظاهرين الأردنيين في مسيرة نظمتها حراكات شعبية وشبابية أردنية، حكومة بلادهم بوقف «كافة التعاملات مع حكومة الاحتلال، وإغلاق سفارة دولة الكيان الصهيوني في عمان، كخطوة للرد على الانتهاكات التي يقوم بها المستوطنون بحماية جيش وشرطة الاحتلال الإسرائيلي في المسجد الأقصى المبارك». وشددوا على أن «المسجد الأقصى يستحق أكثر من ذلك وعلى الحكومة ألا تتخاذل عن حمايته ووقف الإرهاب الصهيوني والذي كانت آخر مظاهره حرق الطفل الرضيع على أيدي المستوطنين في نابلس». وندد المشاركون في المسيرة التي انطلقت عقب صلاة الجمعة أمس من أمام المسجد الحسيني وسط العاصمة عمّان بالصمت الحكومي تجاه الانتهاكات المستمرة التي يتعرض لها المسجد الأقصى، والمقدسات الإسلامية في فلسطينالمحتلة». ورفع المشاركون شعارات تطالب الدول العربية والإسلامية بضرورة الإسراع لوقف المخططات الصهيونية التي تحاك ضد المقدسات الإسلامية في مدينة القدس، وأبرزها إقامة الهيكل المزعوم مكان المسجد الأقصى المبارك، الذي يعتبر بالنسبة للمسلمين أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. من جهته، أدان أحمد بن محمد الجروان رئيس البرلمان العربي بأشد العبارات حرق منزل العائلة الفلسطينية في نابلس، ما أدى إلى استشهاد رضيع وإصابة أربعة من أفراد أسرته. وقال الجروان في بيان له أمس، إنّ حرق المستوطنين لطفل رضيع «وحشية إسرائيلية لا تغتفر، يتحمّل مسؤوليتها قادة الاحتلال التي تحرض على قتل الأطفال الفلسطينيين»، وأضاف الجروان أنّ «إعدام الطفل» جريمة بشعة تستدعي ردا استثنائيا وعاجلا من المجتمع الدولي بتوفير الأمن والحماية للشعب الفلسطيني. وأدانت الولاياتالمتحدة الأميركية الهجوم «الوحشي»، واصفة العمل بأنه هجوم إرهابي شرير. جانب من المظاهرات الأردنية التي طالبت بإغلاق سفارة إسرائيل وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر إن الولاياتالمتحدة تدين بأشد العبارات الهجوم الإرهابي في قرية دوما الفلسطينية، معربا عن تعازي بلاده إلى عائلة الدوابشة ومتمنياً للجرحى الشفاء العاجل. كما أدان معالي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الحادث، داعيا مرتكبي هذا العمل الإرهابي إلى المثول أمام العدالة. وأعرب في بيان عن خالص تعازيه لأسرة علي دوابشة، الذين أصيبوا بجروح خطيرة في الهجوم، وقال «إن هذا العمل الإجرامي يمثل تهديداً إضافياً للتطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني لإقامة الدولة». ودان معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي الجريمة الوحشية وعد في بيان له هذه الجريمة البشعة التي يندى لها جبين الإنسانية بأنها استمرار للانتهاكات والممارسات الإسرائيلية الإجرامية والقمعية التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني وأنها تعتبر جريمة حرب، وسط عجز وصمت من المجتمع الدولي إزاء هذه الجرائم. وناشد العربي، المجتمع الدولي ومجلس الأمن بضرورة التصدي لمثل هذه الممارسات الوحشية والإرهابية والتحرك لإصدار قرارات ملزمة لإسرائيل لوقفها، خاصة أن هذه هي ليست المرة الأولى التي تقوم فيها إسرائيل بمثل هذه الممارسات. من جهتها، اعلنت الاجهزة الامنية الفلسطينية عزمها على «ملاحقة» المستوطنين المسؤولين عن الهجمات، وقال المتحدث الرسمي باسم الاجهزة الامنية الفلسطينية اللواء عدنان الضميري ان المستوطنين الذين «ارتكبوا جرائم ارهابية بحق ابناء شعبنا وخاصة جريمة حرق وقتل عائلة دوابشة في نابلس اصبحوا من الان مطلوبين وملاحقين للامن الفلسطيني». واضاف المتحدث «ستتم ملاحقتهم ضمن الاجراءات القانونية للدفاع عن حياة ابناء شعبنا وممتلكاته».