صيام الست قبل القضاء هل يشرع صيام الست من شوال لمن عليه أيام من رمضان قبل قضاء ما عليه؛ لأني سمعت بعض الناس يُفتي بذلك، ويقول: إن عائشة -رضي الله عنها- كانت لا تقضي الأيام التي عليها من رمضان إلا في شعبان، والظاهر أنها كانت تصوم الست من شوال لما هو معلوم من حرصها على الخير؟ هذه المسألة لا يجوز فيما يظهر لنا أن تصام النافلة قبل الفريضة لأمرين: أحدهما: أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر). والذي عليه قضاء من رمضان لا يكون متبعاً للست من شوال لرمضان؛ لأنه قد بقي عليه من رمضان فلا يكون متبعاً لها لرمضان حتى يكمل ما عليه من رمضان، فإذا كان الرجل عليه صيام من رمضان لكونه مسافراً أو مريضاً ثم عافاه الله، فإنه يبدأ بقضاء رمضان، ثم يصوم الست إن أمكنه ذلك. سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز حكم صيام الست من شوال هل هناك أفضلية لصيام ست من شوال؟ وهل تصام متفرقة أم متوالية؟ نعم، هناك أفضلية لصيام ستة أيام من شهر شوال، كما جاء في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال كان كصيام الدهر» رواه مسلم في كتاب الصيام بشرح النووي (8/56)، يعني: صيام سنة كاملة.وينبغي أن يتنبه الإنسان إلى أن هذه الفضيلة لا تتحقق إلا إذا انتهى رمضان كله، ولهذا إذا كان على الإنسان قضاء من رمضان صامه أولاً ثم صام ستاً من شوال، وإن صام الأيام الستة من شوال ولم يقض ما عليه من رمضان فلا يحصل هذا الثواب سواء قلنا بصحة صوم التطوع قبل القضاء أم لم نقل، وذلك لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من صام رمضان ثم أتبعه...» والذي عليه قضاء من رمضان يقال صام بعض رمضان ولا يقال صام رمضان، ويجوز أن تكون متفرقة أو متتابعة، لكن التتابع أفضل؛ لما فيه من المبادرة إلى الخير وعدم الوقوع في التسويف الذي قد يؤدي إلى عدم الصيام. الشيخ محمد بن عثيمين إهداء ترجمة القرآن لغير المسلم حكم إهداء نسخة من ترجمة معاني القرآن الكريم للكافر مع العلم بأن النسخة تحتوي على القرآن الكريم والترجمة على الحاشية؟ يجوز ذلك إذا كانت الترجمة صحيحة، بعد التأكد من عقيدة الذي ترجمها وبعد قراءتها ومعرفة حقيقة الترجمة وسلامتها من التحريف، ومن الفهم الخاطئ، ثم لا بد قبل الإهداء من دعوته ونصحه وترغيبه في الإسلام، وشرح شيء من أهداف الإسلام له ومحاسن الدين، فمتى رُئي قربه من الإسلام جاز الإهداء له حيث إن الكثير من النصارى فهموا عن الإسلام فهمًا خاطئًا أنه دين صلابة وشدة، وأنه إنما قام وظهر بالإكراه والإجبار، والتشديد من الدعاة على من استولوا عليه، وهذا خلاف الواقع فلعله متى قرأ القرآن وفهمه حقا يعلم صحة هذا الدين، وأنه ناسخ للأديان قبله، ويعرف كذب ما ينقل له عن الإسلام من النقول المزورة والمحرفة، مع أن بلاد الكفار يوجد فيها الكثير من المصاحف المترجمة، ولكن في ترجمتها الكثير من التحريف والتغيير، حتى شوهوا سمعة المسلمين وقصدوا بذلك التنفير من اعتناق هذا الدين، والله المستعان. الشيخ عبدالله بن جبرين