استشهد اثنان من رجال الشرطة البحرينية أثناء أدائهما الواجب صباح الأمس إثر تفجير إرهابي في منطقة سترة الضاحية الجنوبيةالشرقية في العاصمة المنامة، فيما أصيب 6 رجال شرطة آخرين، بينهم اثنان إصاباتهم بليغة. وقالت وزارة الداخلية: إن المتفجرات المستخدمة في الحادث الإرهابي هي نفس نوعية المتفجرات التي تم احباط محاولة إدخالها من إيران مؤخرًا، وهي «C4». وأشارت مصادر ل«اليوم» إلى أن الشرطي الثالث مصاب بإصابات بليغة في الرأس والصدر، وحالته جدًا خطيرة، ولن يتم معرفة ما إذا كان يستطيع البقاء على قيد الحياة إلا بعد مرور 24 ساعة، فيما أصبحت حالة الآخر مستقرة. تفجير وهجوم بأسلحة آلية قال مصدر مطلع ل«اليوم»: إن إطلاقًا للنار عقب التفجير مباشرة استهدف الحافلة التي كانت تقل رجال الأمن، مشيرًا إلى أن عدد من المصابين، والشهداء وجدت في أحشائهم رصاصات نارية، يرجح على الأغلب أنها تعود لسلاح من نوع «كلاشنكوف» وهو أحد الأسلحة التي وجدت مع المهربين في العملية الأخيرة، والتي عادة ما تهربها إيران إلى البحرين. وأضاف المصدر إن الأدلة الجنائية وجدت أيضًا طلاقات الرصاص تلك على جسم الحافلة المستهدفة، إذ وجدت الرصاص إضافة إلى فتحات بنفس القطر منتشرة على أنحاء متفرقة من الحافلة. وبيّن المصدر أن شهود عيان ذكروا أن التفجير كان قويًا، إلا إن أطلاق النار استمر لمدة دقيقة تقريبًا قبل أن يختفي المهاجمون الذين استقلوا سيارة كانت تنتظرهم، وفروا إلى وجهة غير معلومة. كما وأوضح المصدر أن التحريات الآن تعكف على تحليل الصور الموجودة في الكاميرات الأمنية، والأسلحة المستخدمة وغيرها قبل إعلان النتائج النهائية للتحقيقات. وفيما يخص المصابون الأربعة الآخرون أشار المصدر إلى أن إصاباتهم بالشظايا في مناطق متفرقة من الجسم، ولكنها لم تصل إلى مناطق حساسة، وأن حالاتهم مستقرة، وهم يتلقون العلاج اللازم، كما أشار المصدر إلى أن هذا التفجير هو الأقوى في البحرين، نظرًا للمادة المستخدمة إضافة إلى كمية الشظايا التي نتجت عن الانفجار. شبكة إرهابية «إيرانية» تعلن مسئولياتها وأعلنت ما تسمى ب«سرايا وعد الله» ويبدو أنها إحدى الخلايات الإرهابية التابعة للحرس الثوري الإيراني الكثيرة المنشورة في المنطقة عن تبنيها للهجوم الإرهابي في سترة، مشيرة إلى أنه ردًا على ما أسمته «الانتهاكات الحكومية للشيعة»، وذلك من خلال بيان نشرته المواقع التابعة للمعارضة الموالية لإيران في البحرين. وقالت الشبكة الإرهابية: إنها ستنفذ هجمات ضد رجال الأمن البحريني. بصمات إيرانية وبيّنت الداخلية البحرينية في بيان آخر أن إيران تقف وراء التفجير بشكل مباشر وقفًا للمعلومات الأولية، إذ إن المتفجرات المستخدمة في التفجير هي من نفس نوع المتفجرات التي تم الكشف عنها خلال عملية إحباط تهريب مواد متفجرة وأسلحة لها علاقة بإيران إلى البحرين السبت الماضي. وقالت وكالة أنباء البحرين أمس: «تشير المعلومات الأولية إلى أن المتفجرات المستخدمة في الحادث الإرهابي الذي وقع اليوم هي نفس نوعية المتفجرات التي تم إحباط محاولة إدخالها من إيران مؤخرًا». وكانت وزارة الداخلية البحرينية قد أعلنت يوم 25 يوليو الجاري إحباط عملية تهريب عن طريق البحر لكمية من المواد المتفجرة شديدة الخطورة، وصادرت أسلحة آلية والذخائر، وكشفت في بيانها أن أحد المقبوض عليهم كان قد تلقى تدريبات عسكرية في أغسطس 2013 بإيران، وأنه والمتهم الثاني اعترفا بالتنسيق مع إيرانيين لاستلام 4 حقائب في عرض البحر من قارب على متنه شخصان، وبعد ذلك تحرك قارب المقبوض عليهما باتجاه مملكة البحرين. وعرضت اعترافات المتهم في التلفزيون البحريني قبل يومين. وأكدت الوزارة أن المقبوض عليهم أقروا في أقوالهم بتورطهم في عمليتي تهريب سابقتين (الأولى في نهاية العام 2013 والثانية في بداية العام 2014 من خلال قيامهم برحلات صيد، ومن ثم نقل المواد المتفجرة والأسلحة من قوارب إيرانية. وأعلن المستشفى العسكري الذي تم نقل الجرحى إليه عن حاجته لمتبرعين بالدم للمصابين، وهو ما حدا بالمواطنين إلى الوقوف صفوفًا طويلة للتبرع بالدم. عدوانية إيران من جانبه علق وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، على تصريحات نظيره الإيراني التي قال فيها: إن اتهامات البحرينلإيران غير صحيحة قائلًا: «وزير خارجية إيران يصرح بأن اتهامات تهريب السلاح إلى البحرين غير صحيحة، أنصحه أن يأتي بنفسه لنريه الحقائق التي أخفاها عنه الحرس الثوري، شاهدوا فيلم اعترافات المتهمين بتهريب الأسلحة واسمعوا الاعتراف الصريح، وهو غيض من فيض الحرب الفاشلة التي تشنها إيران علينا جميعًا». وأضاف الشيخ خالد تعليقًا على الانفجار «الإرهاب الطائفي الداعشي يستهدف رجال أمننا البواسل في سترة، ولا فرق لدي بين داعشي سني وآخر شيعي، فهم من طينة واحدة، وهدفهم واحد وإسنادهم إيراني». المشرعون البحرينيون يطالبون بتشديد أمني إلى ذلك، استنكر أعضاء مجلسي الشورى والنواب في البحرين التفجير الإرهابي، مؤكدين أن مثل تلك الأعمال التي تقف وراءها إيران هدفها زعزعة الأمن والاستقرار، وأن تنال من وحدة البحرين. ودعوا في بيان أصدروه إلى رفع مستوى الإجراءات الأمنية، مع تقديم شكوى إلى مجلس الأمن ضد تدخلات إيران ودعمها للجماعات الإرهابية، إضافة إلى الضرب بيد من حديد ضد كل من تسول له نفسه العبث بأمن واستقرار البلد. سترة «ضاحية التفجيرات» وتعتبر منطقة سترة، واحدة من أكثر المناطق خطورة وسخونة في البحرين، إذ تشهد يوميًا عمليات حرق للإطارات بالشوارع، وإغلاق الطرق، ومواجهات شبه يومية مع رجال الأمن باستخدام قنابل المولوتوف وغيرها. وتوفي في سترة وحدها خمسة من رجال الأمن سابقًا في انفجارات استهدفتهم في حوادث متفرقة، فيما أصيب العشرات من رجال الشرطة بسبب المواجهات التي تحدث هناك. ومكان تفجير الأمس في سترة من الأمكنة غير مأهولة بالسكان، إذ يقع على شارع منتجع «البندر» السياحي، وقاعدة خفر السواحل، وغيرها من الوكالات والمخازن التجارية. وتواجه البحرين منذ العام 2011 إرهاب جماعات متطرفة شيعية تبنت خيار العنف، فيما تتهم البحرينإيران وسوريا ولبنان والعراق بإيواء معسكرات لتدريب تلك الفئات، ومحاولات تهريب الأسلحة إلى البحرين، ومنحهم الخطط العسكرية لاستهداف مواقع حساسة في المملكة. الأوقاف الجعفرية تستنكر استنكرت الأوقاف الجعفرية في البحرين بشدة التفجير الإرهابي الذي استهدف رجال الأمن أمس في سترة، وأكدت أنه عمل اجرامي يتنافى مع كل التعاليم الإسلامية والقيم الإنسانية وكافة القوانين والأعراف. وأعربت الأوقاف الجعفرية عن حزنها البالغ وإدانتها لاستشهاد رجال الأمن اثر التفجير الإرهابي الذي وقع في منطقة سترة، مؤكدة أن هذه الأعمال الإجرامية البشعة النكراء هي محل رفض وشجب واستنكار قاطع من كل أبناء شعب البحرين. وأكدت الأوقاف الجعفرية أن مرتكبي هذه الأعمال الإجرامية يهدفون لإشعال الفتنة وجر الوطن إلى دائرة الصراعات، لكنها ستبقى محاولات يائسة بإذن الله، فتلاحم شعب البحرين مع قيادته الحكيمة كفيل بإحباط كل أمثال هذه المؤامرات المرفوضة والمدانة والمستنكرة من جميع مكونات مجتمعاته وأطيافه وفئاته. «إن كل العقلاء يرفضون أسلوب العنف والإرهاب وزعزعة أمن الوطن واستقراره وتعايش مكوناته، فقتل النفس التي حرّم الله هو من أبرز تجليات الإفساد في الأرض، حيث يأتي هذا الهجوم بالتزامن مع المحاولات المستميتة لأعداء الأمة في نشر الإرهاب والدمار والفوضى لبلداننا وشعوبنا»، وأعربت عن تعازيها ومواساتها لصاحب الجلالة الملك المفدى والحكومة الرشيدة وشعب مملكة البحرين ولأسر رجال الأمن، داعية المولى عز وجل أن يلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان، كما تمنت الشفاء العاجل للمصابين في هذا الحادث الإجرامي الأليم. صفوف متبرعين بالدم قال الدكتور ثامر العباسي جراح الإصابات والحالات الحرجة بالمستشفى العسكري في البحرين أن صفوفًا طويلة من العسكريين والمواطنين على السواء في انتظار دورهم للتبرع بالدم لمصابي حادث التفجير الذي شهدته قرية سترة، مشيرًا إلى أنه تم استخدام أكثر من 70 كيس دم في معالجة المصابين والجرحى. وقال العباسي في تصريح لوكالة أنباء البحرين «بنا»: إن المستشفى استقبل منذ الصباح الباكر ثمانية مصابين من جراء حادث التفجير، اثنان منهم استشهدوا أثناء تأدية واجبهم الوطني، واثنان أصيبوا إصابات بالغة وهم في غرفة العمليات وحالتهم حرجة، واثنان في العناية المركزة وأصبحت حالتهم مستقرة بعد أن أجريت الإسعافات اللازمة لهم، واثنان خرجوا بعد الاطمئنان على حالتهم وتقديم كافة إجراءات المساعدة الطبية. وأشار العباسي إلى أن المستشفى العسكري جهز 3 فرق لاستقبال الجرحى، كل فريق منهم يضم 10 أطباء في كافة التخصصات الطبية من التخدير والإنعاش وغيرها، والتي تحتاجها مثل هذه الحالات الحرجة، مؤكدًا أن المستشفى يقوم بتجهيز مثل هذه الفرق في الحالات الطارئة، وذلك ضمن استراتجيته للتعاطي مع مثل هذه الحالات. صورة أقمار صناعية من جوجل، سترة في شرق جنوبالمنامة المواد المستخدمة في تفجير سترة مشابهة لهذه «المتفجرات الإيرانية » التي ضبطتها البحرين مؤخرًا