أفادت المعلومات الأولية عن الحادث الإرهابي الذي وقع صباح أمس بمنطقة سترة البحرينية وأدى إلى استشهاد 2 من رجال الشرطة وإصابة ثالث إصابة بليغة، وتراوحت إصابات 5 آخرين بين البسيطة والمتوسطة، بأن المتفجرات المستخدمة في التفجير هي من نفس نوع المتفجرات التي تم الكشف عنها خلال عملية إحباط تهريب مواد متفجرة وأسلحة لها علاقة بإيران إلى مملكة البحرين السبت الماضي. وكانت الداخلية البحرينية أحبطت عملية تهريب عن طريق البحر لكمية من المواد المتفجرة شديدة الخطورة، بجانب عدد من الأسلحة الأوتوماتيكية والذخائر، وكشفت أن أحد المقبوض عليهما كان قد تلقى تدريبات عسكرية في أغسطس 2013 بإيران، وأنه والمتهم الثاني اعترفا بالتنسيق مع إيرانيين لتسلم أربع حقائب في عرض البحر من قارب على متنه شخصان، وبعد ذلك تحرك قارب المقبوض عليهما باتجاه مملكة البحرين. وأكدت الوزارة أن المقبوض عليهما أقرا في أقوالهما بتورطهما في عمليتي تهريب سابقتين الأولى نهاية 2013 والثانية بداية 2014 من خلال قيامهما برحلات صيد، ومن ثم نقل المواد المتفجرة والأسلحة من قوارب إيرانية. وتعليقا على الحادث قال ل"الوطن" الأكاديمي والكاتب السياسي البحريني الدكتور محمد مبارك، إن ما حدث أمس يعتبر تصعيدا نوعيا خطيرا في استهداف رجال الأمن في البحرين وهو عمل يأتي عقب تصريحات المرشد الإيراني علي خامنئي والتي تدخل فيها في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين وتعهد بتقديم ما أسماه دعما لشعب البحرين في ارتباط واضح مع هذه العملية الإرهابية. وأشار مبارك إلى أن هذا التصعيد الخطير يأتي أيضا في أعقاب التوقيع على الاتفاق النووي بين إيران والدول الغربية، ما يؤكد أن هذا الاتفاق لن يثني إيران عن الاستمرار في سياسة تدخلها في شؤون دول مجلس التعاون الخليجي ودعم الإرهاب في المنطقة، كما أن الهجوم الإرهابي على رجال الأمن يعتبر حلقة من سلسلة متواصلة من اعتداءات إرهابية طالت رجال الأمن في البحرين واستهدفت بالدرجة الأولى زعزعة أمن واستقرار البحرين. وأشاد المبارك بالموقف المشرف لدول التعاون الخليجي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، في مساندة ودعم البحرين في مواجهة الإرهاب وهذا يتطلب مزيدا من التكاتف والتنسيق لقطع الأيادي الإيرانية عند محاولات العبث بأمن واستقرار البحرين الذي يعد جزءا لا يتجزأ من أمن واستقرار دول التعاون مجتمعة. من جانبها، أفادت الباحثة في الشؤون الخليجية فاطمة عبدالله خليل ل"الوطن"، بأنه كلما أوجدت إيران بمكرها منافذ لتهريب السلاح، وإثارة الفتنة، وزعزعة أمن الخليج العربي وخاصة البحرين، وجدت رجالا أولي بأس شديد يقفون لها بالمرصاد، وكان آخرهم خفر السواحل البحرينية الذين أحبطوا عمليات التهريب القادمة من إيران. وقالت: ولا غرابة إن كان من نفذ عملية الإرهاب الأخيرة ميليشيا تابعة لإيران "سرايا وعد الله" التي جاء خطابها في يوم وقوع الحادثة كرد فعل على إفساد مخططاتها في كل مرة، ولا تعدو مواقفها الغاضبة تجاه البحرين أن تكون حيلة العاجز، المترجمة لخيبتها وخسارتها الفادحة فيما يتعلق أيضا بالملف اليمني، عقب نجاح عملية "السهم الذهبي" الذي أصابها في مقتل. وقالت إن الداخلية البحرينية لها من القوة ما أصبح يفاجئ إيران في كل مرة، لتكتشف أن البحرين لم يعد من السهل اختراقها أمنيا من الداخل، وأنها ليست الحلقة الأضعف في الخليج، ولا الثغرة التي يمكن لإيران وعملائها الانطلاق منها لزعزعة أمن الخليج العربي والسيطرة على المنطقة.