لا أعلم سببا واضحا لاعتقاد العرب أنهم ورثة الكمال في هذا العالم وأن غيرهم يحلمون ببلوغ ذلك الكمال الذي اختص به بني يعرب. ورغم ما في العرب من إيجابيات حسنة من الدين والفكر والعلم والثقافة، لكن يبقى الشعور بالكمال والتمايز عن الغير هو السمة الطاغية لدى العرب، وذلك مما جعل الكثير منهم ضحايا لأخطائهم عند اختلاطهم بالأجناس الأخرى وخصوصا في الخارج. إن النزعة التكاملية والنظرة الفوقية تجعلك تقع في الخطأ بقصد أو بدونه، نتيجة لقناعتك الداخلية بأنك أفضل من الغير، وعلى سبيل المثال يعتقد العرب أن مسألة النظام وتطبيقه هي من بديهيات حياته بل هو أستاذ النظام النظام، لذلك تراه يتأفف عند اضطراره لسلك النظام في الخارج، حيث لا أحد فوق القانون فهو ينزعج من ذلك ويعتبر أن كبرياءه مُسَّت فهو لا يحتاج إلى تطبيق معين وصاحبنا العربي يعلم كل ذلك! وعطفا على ذلك فإن سكن العرب في فندق (أبو عشرين نجمة) وليس أربعة فهو دائم الانتقاد ولا شيء يرضي غروره دائم التذمر بسبب او بدونه وتبقى الأمثلة كثيرة، لكن ما نجزم به أن هناك شيئا ما يحدث في مراحل نمو العرب ساهم في خلق شعور (جميل المبتغى صعب المنال) شعور بأن العرب هم سادة الكمال! وهذا الإحساس يفضي إلى الوقوع في الحرج والخطأ أيضا عند التعامل مع العرق والجنس. الكمال صفة لا أحد يستطيع أن يحتكرها، بل كل البشر يسعون إليها وهذا أمر محمود لكن قصر ذلك الشعور بفكر العرب هو مكلف وثمنه باهظ، لأن مجرد اعتقادي بأني كامل!! وهذا أمر مستحيل سيدفعني إلى تجاوز الخطوط الحمر التي لم أحسن قراءة حدودها وأبعادها، فكانت النتيجة مشاكل متنوعة أن تكبت تحت فورة الكمال والاعتقاد بوجوده بداخلنا،، وعلينا الحذر من النظرة الدونية لشعوب معينة فهذا هو الهلاك،،، والمفاجأة أن تعرف أن تلك الشعوب بها الكثير من النوابغ والحكماء والفضلاء لذلك ضع نفسك مع العالم كله وهم وكذلك، وإذا أحسن الإنسان مقياس قامته باستمرار وجعلها موازية لقامة الآخرين عاش سعيدا بأقل ضرر. استشاري إدارة تشغيل المستشفيات وبرامج الرعاية الصحيّة