قالت وزارة الداخلية التركية امس الاثنين إن الانفجار الذي هز بلدة سروج الواقعة بجنوب شرق تركيا قرب الحدود مع سوريا "عمل إرهابي". وتابعت في بيان مكتوب "ندعو الجميع إلى التوحد والتزام الهدوء في وجه هذا العمل الإرهابي الذي يستهدف وحدة بلادنا". وأعلنت الوزارة مقتل 27 شخصاً، وإصابة 100 آخرين في الانفجار. وقع الانفجار في حديقة مركز ثقافي في بلدة سروج، التي تقابل بلدة عين العرب (كوباني) السورية الحدودية، التي طردت منها القوات الكردية في نهاية يونيو مقاتلي تنظيم "داعش" بعد معارك عنيفة. وأفاد مراسل قناة "العربية" من الحدود التركية-السورية بأن الأنباء الأولية تشير إلى أن انتحاريين اثنين دخلا إلى المركز الثقافي وفجرا نفسيهما، مضيفاً أن السلطات التركية قامت بإغلاق جميع المحال التجارية في مدينة سروج، وطلبت من الأهالي التزام منازلهم تخوفاً من انفجارات ثانية، كما أغلقت جميع المنافذ المؤدية إلى المدينة. وأكدت قناة "إن تي في" التلفزيونية سقوط حوالي 10 قتلى وإصابة 20 آخرين، في حصيلة أولية، في حين عرضت قناة "سي إن إن ترك" لقطات لما يبدو أنها جثث أسفل أشجار خارج المبنى. وقال شهود في بلدة سروج إن أكثر من 20 قتيلاً سقطوا في الانفجار بالبلدة، في حين أكد مسؤول أمني تركي طلب عدم نشر اسمه لوكالة "رويترز" أن ما بين 20 و25 شخصاً أصيبوا في الانفجار، كما أكد سقوط بعض القتلى، لكنه لم يتمكن من تحديد العدد على الفور، ولم يتضح بعد سبب الانفجار. سياسيا، أفادت تقارير إخبارية تركية أن رئيس الوزراء التركي رئيس حزب "العدالة والتنمية" أحمد داود أوغلو أجرى مكالمات هاتفية مع رؤساء مكاتب الحزب في جميع الولايات التركية، مصدرا تعليمات إليهم بالاستعداد لانتخابات برلمانية مبكرة. ونقلت وكالة أنباء "الأناضول" عن مصادر في رئاسة الوزراء التركية أن داود أوغلو أجرى اتصالات هاتفية مع رؤساء مكاتب الحزب بمناسبة عيد الفطر، قال فيها: "إننا مستمرون في مفاوضات تشكيل الحكومة الائتلافية، وسنستمر فيها حتى الدقيقة الأخيرة، إلا أن عليكم أن تكونوا مستعدين كما لو كانت الانتخابات ستجرى في أية لحظة". وكان داود أوغلو، المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة، قد استكمل قبل العيد الجولة الأولى من اللقاءات مع قادة الأحزاب الممثلة في البرلمان، لبحث تشكيل حكومة ائتلافية. وفشل حزب العدالة والتنمية في الحصول على أغلبية مطلقة في الانتخابات العامة التي شهدتها البلاد في السابع من حزيران/يونيو الماضي، ما يعني ضرورة الدخول في تحالف لتشكيل الحكومة الجديدة. وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قال الجمعة في تصريح صحفي، "في حال فشل جميع المحاولات الرامية لتشكيل حكومة ائتلافية، فسيتم الرجوع لرأي الإرادة الوطنية (في إشارة لانتخابات مبكرة)". وكان زعيم حزب "الحركة القومية" التركي، "دولت باهجة لي" قال: "نفضل التوجه إلى انتخابات مبكرة، بدلاً من دعم حكومة أقلية". وجدد باهجة لي، خلال حديثه إلى أعضاء "الحركة القومية"، موقف حزبه بخصوص موضوع الحكومة الائتلافية، لافتاً إلى أنه لا يرغب في المشاركة فيها، بل لعب دور المعارضة الرئيسة. وأعرب باهجة لي عن اعتقاده، بأن حزبه سيزيد من نسبة أصواته، إذا توجهت البلاد إلى انتخابات مبكرة، في حال الفشل في تشكيل حكومة ائتلافية، وأن "الشعب سيقول: هناك حاجة لحزب الحركة القومية. نريد أن نوصله إلى الحكم". وبحسب النتائج الرسمية للانتخابات العامة التي شهدتها البلاد، في 7 يونيو الماضي، فاز حزب العدالة والتنمية ب 258 مقعداً، من أصل 550 مقعداً في البرلمان، فيما حصد حزب الشعب الجمهوري ب 132 مقعداً، وحزب الحركة القومية ب 80 مقعداً، وحزب الشعوب الديمقراطي ب 80 مقعداً. الى ذلك، فتح رجل النار فجر امس الاثنين في شارع استقلال، أهم شارع في مدينة إسطنبول التركية، ما أسفر عن إصابة خمسة أشخاص بينهم سائح. وذكرت وكالة دوجان الإخبارية أنه يبدو أن الرجل كان يتشاجر مع مجموعة من الأشخاص عندما أطلق النار.