الفرحة بالعيد تبدو على وجوه الجميع، ومظاهر الاحتفاء به تقام هنا وهناك للتعبير عن مظاهر هذه الفرحة التلقائية، لكن ثمة مظاهر وسلوكيات تعكر صفاء هذه الفرحة، سواء كانت هذه المظاهر أو السلوكيات قبل أو أثناء أو بعد العيد، فهي في كل الأحوال تنغص على بعض الناس فرحتهم التامة بالعيد، مع أن بعضهم يمر عليها مرور الكرام، ولا يلتفت إليها وربما يستغرب الحديث عنها لأنها أصبحت شبه عادة بالنسبة له، ومن ذلك السهر ليلة العيد، فإذا هو في صباح العيد وقد أصبح رفيق النوم لا يكاد يفارقه إلا في آخر يوم العيد، أما إذا تحامل على نفسه وواصل السهر حتى الظهيرة، فإنه في الغالب سينام نوما عميقا يحرمه من التمتع بمظاهر العيد والتي تكون أكثر في اليوم الأول من أيام العيد وبذلك يقضي على سعادة العيد بالنوم العميق بعد السهر الطويل، ليصبح يوم العيد هو يوم النوم بامتياز بالنسبة له، وفي ذلك ما فيه من حرمان له ولأسرته من فرحة العيد، بكل تفاصيلها الصغيرة والكبيرة. ولعل من الأمور التي يحرص عليها الكثيرون هو الحصول على أوراق نقدية جديدة للعيدية، وفي هذه الحالة ليس أمامهم سوى مؤسسة النقد، وفي الدمام تحديدا يعاني الراغبون في الحصول على الأوراق النقدية الجديدة ما لا يمكن تصوره، ففي الأيام الأخيرة من الشهر الكريم، يمتد طابور الانتظار أمام مبنى مؤسسة النقد طويلا طويلا، وينتظر فيه الناس كثيرا كثيرا، منذ الساعات الأولى من الصباح، تحت أشعة الشمس الحارقة، لتكون لهم أولوية الدخول عندما تفتح المؤسسة أبوابها، وفي منظر غير حضاري يتزاحم الناس عند الدخول بين التذمر والتأفف والضيق، وعند الدخول تبدأ معاناة أخرى بانتظار آخر وفي طابور آخر للتسجيل ببطاقة الأحوال وتحديد الفئات المطلوبة من النقود، وبكميات محدودة لا يمكن تجاوزها، وهي معضلة يمكن حلها إما من قبل المواطن الذي يمكنه الحصول على الأوراق النقدية الجديدة من المؤسسة قبل أيام رمضان، أو من قبل المؤسسة التي يمكنها ضخ كميات من أوراق النقد الجديدة في البنوك قبل العيد ليتمكن كل مواطن من الحصول على هذه الأوراق من البنوك، وليس من مؤسسة النقد، وذلك يوفر على المواطن هذه المعاناة، كما يوفر على المؤسسة هذا الجهد الذي يبذله موظفوها في فترة ما قبل العيد، ثم لماذا لا تضع المؤسسة مظلات انتظار أمام مبناها ما دامت تصر على أن الحصول على هذه الأوراق النقدية الجديدة لا يتم إلا عن طريقها، وذلك لحماية المراجعين من أتعاب طول الانتظار، ومعاناة حرارة الجو ورطوبته، وخاصة في أيام الصيف. ومن الأمور التي يمكن تجنب المعاناة فيها هي شهوة التسوق في الليالي الأخيرة من رمضان استعدادا للعيد، فما أن يعلن عن العيد حتى يهرول الناس إلى الأسواق والمجمعات التجارية، ليكثر الازدحام في تلك الأسواق والمجمعات التجارية، وتزدحم الطرق والشوارع، مع أنه ليس هناك ما يبرر تأخير التسوق حتى اللحظات الأخيرة من ليلة العيد، طالما بالإمكان قبل العيد بل وقبل رمضان شراء كل احتياجات العيد بسهولة ويسر، بما في ذلك زكاة الفطر، التي ينشط فيها البيع والشراء ليلة العيد، بينما يمكن شراؤها قبل ذلك لإخراجها في وقتها المحدد، وهذه الظاهرة -أي تأخير التسوق حتى ليلة العيد- طالما تحدث عنها الناس دون أن يقدموا على وضع حد لها، حتى أصبحت عادة يصعب التخلص منها.وهناك الكثير من الظواهر والسلوكيات الفردية والجماعية في العيد التي لا يسمح ضيق المكان بذكرها، والتي يمكن التخلص من سلبياتها لتكتمل فرحة العيد، ويكون العيد كما يراد له سعيدا بالنسبة للجميع، وأخيرا أقول عيدكم سعيد، وكل عام وأنتم ومن تحبون بألف خير. رئيس مجلس إدارة نادي المنطقة الشرقية الادبي