ذكرت مصادر عسكرية ان المقاومة الشعبية احرزت تقدما كبيرا امس في عدن بعدما انتزعت من المتمردين الحوثيين وحلفائهم المطار الدولي ومناطق واسعة في هذه المدينة الكبيرة في جنوب البلاد، مشيرة الى "انهيار في صفوف الحوثيين وحلفائهم بعد استعادة خور مكسر"، وقصف طيران التحالف امس مواقع في العاصمة صنعاء يسيطر عليها الحوثيون واتباع الرئيس المخلوع علي صالح، مستهدفا قاعدة الديلمي الجوية، ومنطقة صرف، كما استهدف مطار صنعاء الدولي. ويأتي تقدم المقاومة بعد اطلاق عملية "السهم الذهبي" التي تشارك فيها قوات يمنية مدربة في السعودية الى جانب مقاتلات وبوارج التحالف، وتهدف الى استعادة عدن من المتمردين بعد اكثر من ثلاثة اشهر من سيطرتهم عليها. عربات عسكرية حديثة وشوهدت عشرات العربات العسكرية الحديثة التي حصلت عليها قوات "المقاومة الشعبية"، على مدرج مطار عدن، فيما شوهدت قوافل اخرى من العربات تتجه نحو جبل حديد حيث المدخل الرئيس لمنطقة المعلا في عدن. وقال ضابط في القوات الموالية لهادي لوكالة فرانس برس ان "التحالف زود المقاتلين بهذه العربات من اجل تحرير عدن وقد ادت دورا رئيسا في المعركة". وسادت انحاء عدة من عدن مظاهر احتفال بتراجع الحوثيين والقوات المتحالفة معهم الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، اذ ينظر الى المتمردين ك"غزاة شماليين". وانتشر مئات من سكان عدن في الشوارع لاسيما في المناطق الواقعة تحت سيطرة "المقاومة الشعبية، واطلق بعض المواطنين الذين يحملون السلاح النار في الهواء ابتهاجا بانسحاب الحوثيين وقوات صالح. وقال مزود المرادي، وهو احد سكان المدينة، "نحن نطلق النار في الهواء لان أصحابنا استعادوا المطار وخور مكسر، وتحرير خور مكسر هو تحرير عدن". وكان مقاتلو "المقاومة الشعبية" التي تضم الفصائل الموالية لحكومة هادي، تمكنوا الثلاثاء من السيطرة على مطار عدن وعلى اجزاء من المدينةالجنوبية في اطار اول عملية عسكرية واسعة لهذه القوات بدعم من التحالف العربي لاخراج الحوثيين المدعومين من ايران، من المدينة. وخسر المتمردون الحوثيون المدعومون بقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح مناطق استراتيجية وحيوية في عدن جراء الضربات الجوية والمواجهات على الارض مع مقاتلي المقاومة الشعبية. انهيار حوثي وقال الناطق الرسمي لمجلس قيادة المقاومة الشعبية الجنوبية علي الاحمدي لوكالة فرانس برس ان "المقاومة الشعبية وبإشراف وقيادة جنود وضباط المنطقة العسكرية الرابعة تمكنت من احكام السيطرة على غالبية أحياء وشوارع منطقة خور مكسر التي تمثل قلب عدن، وتطهيرها من الحوثيين وقوات صالح بعد معارك دامت لساعات". واضاف ان "مقاتلي المقاومة المدعومين بعربات عسكرية حديثة واصلوا التقدم نحو كريتر وتمكنوا من استعادة اجزاء منها وهناك عملية تمشيط لبقية الأحياء، كما تقدموا باتجاه منطقة المعلا وتمكنوا من استعادة مبنى المحافظة". وتحدث الاحمدي عن "انهيار في صفوف الحوثيين وحلفائهم بعد استعادة خور مكسر". واشارت مصادر عسكرية وشهود عيان الى اشتباكات عنيفة تشهدها بعض احياء كريتر والمعلا بين المقاومة الشعبية والحوثيين وحلفائهم. قصف عشوائي من جهتها، ذكرت مصادر حكومية محلية انه "تزامنا مع المواجهات في خور مكسر والمعلا وكريتر، استمر القصف العشوائي بقذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا للحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح على الأحياء السكنية الواقعة تحت سيطرة المقاومة الشعبية من المدخل الشمالي والشرقي للمدينة. من جهته، اكد مدير مكتب الصحة والسكان في عدن الخضر لصور لفرانس برس ان حصيلة القتلى المدنيين وبينهم أطفال ونساء خلال الساعات ال24 الماضية بلغت 12 قتيلا و105 جرحى. واشار الى سقوط ثمانية قتلى وأكثر من 30 جريحا في صفوف "المقاومة الشعبية" خلال الفترة نفسها. اشتباكات وفرار وفي تعز، أكدت مصادر محلية مقتل قائد كتيبة مطار تعز الموالي للميليشيات، كما جرح آخرون في كمين محكم نفذته المقاومة في المطار، أعقبه فرار جماعي لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، بعد اشتباكات ضارية في شارع الستين استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة. من جانب آخر، قال شهود عيان إن اشتباكات عنيفة اندلعت في معسكر تابع للحوثيين والمخلوع صالح في شمال مدينة قعطبة، إثر هروب مجاميع من المسلحين الحوثيين من أحد المعسكرات، خوفاً من الزج بهم في معارك الضالع، بعد انهزامهم المعنوي جراء الانتصارات التي تحققها المقاومة الشعبية في معظم جبهات القتال. وعمت الأفراح أرجاء مدينة عدن بعد الانتصارات التي حققتها المقاومة على المليشيات، حيث أُطلقت الألعاب النارية والرصاص الحي في الهواء ابتهاجاً بهذا النصر الكبير.