احتدم غضب اليمنيين إزاء فشل الهدنة الإنسانية التي أعلنتها الأممالمتحدة بفعل الخروقات الحوثية، إذ استمرت الغارات والقتال على الأرض في ظل تدهور مستمر للأوضاع الإنسانية، فقد شنت مقاتلات التحالف العربي الليلة قبل الماضية وصباح امس غارات جديدة استهدفت مواقع وتجمعات المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع صالح في محافظتي عدن ولحج بجنوب البلاد، وحمل المتحدث باسم الحكومة اليمنية راجح بادي المتمردين الحوثيين مسؤولية خرق الهدنة الإنسانية في اليمن، والتي كانت يمكن أن تخفف من معاناة المواطنين في مناطق الاشتباكات، وقرر الرئيس اليمني تعيين أحمد عوض مبارك سفيرًا في واشنطن. غارات وشنّت مقاتلات التحالف العربي الليلة قبل الماضية وصباح أمس الإثنين غارات جديدة استهدفت مواقع وتجمعات المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع صالح في محافظتي عدن ولحج بجنوب البلاد، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بحسب مصادر عسكرية. وتركزت الغارات على الضواحي الشمالية لعدن لاسيما جعولة والبساتين والرباط، إضافة إلى منطقة صبر التابعة لمحافظة لحج. كما قصف طيران التحالف مركبات عسكرية تابعة للحوثيين وقوات صالح في منطقة خور مكسر وسط مدينة عدن، كبرى مدن جنوب البلاد التي تعاني من أوضاع إنسانية كارثية بحسب الأممالمتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية. وقال مصدر عسكري في لحج: إن طيران التحالف العربي شن ثلاث غارات على قاعدة العند الجوية التي يسيطر عليها الحوثيون وحلفاؤهم. وفي لحج أيضًا قتل ستة مسلحين من الحوثيين وقوات صالح في انفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون على الطريق حسبما أفاد مسؤول محلي. انهيار الهدنة وتأتي الغارات والمعارك في ظل انهيار الهدنة الإنسانية التي أعلنتها الأممالمتحدة اعتبارًا من ليل الجمعة السبت، والتي كان يفترض أن تستمر حتى نهاية شهر رمضان وتسمح بإيصال المساعدات إلى السكان. وبحسب الأممالمتحدة فإن 80% من السكان -أي 21 مليون شخص- يحتاجون للمساعدة أو الحماية وأكثر من 10 ملايين شخص لا يجدون الطعام ومياه الشرب بسبب النزاع الذي أوقع أكثر من 3200 قتيل نصفهم من المدنيين منذ أواخر مارس. وقد تصاعد الغضب في صفوف اليمنيين والمنظمات المحلية والدولية إزاء الوضع المتدهور وفشل الهدنة ما يعيق إيصال المساعدات إلى من هم بأمس الحاجة إليها. وتؤكد مصادر متطابقة أن ثلاث سفن تنتظر في البحر قبالة شواطئ عدن لإدخال المساعدات إليها. وقال وكيل محافظة عدن لشؤون المديريات نايف صالح البكري في بيان: إن سفينة تابعة للأمم المتحدة محملة بالمساعدات ما زالت عاجزة منذ أسبوعين عن الوصول إلى ميناء عدن. وذكر البكري وهو رئيس مجلس قيادة المقاومة بعدن أي القوى المؤيدة لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي والتي تقاتل الحوثين: إن «مجلس قيادة المقاومة والسلطة المحلية بعدن على استعداد لتسهيل وتنسيق رسو السفن وتذليل أي صعوبات تواجه هيئات الأممالمتحدة والمنظمات الدولية». ونوّه البكري إلى أن سكان عدن يدخلون شهرهم الرابع من «الحصار الخانق. وانهيار شبه كامل للمخزون الغذائي والأدوية وعدم تسلم الموظفين رواتبهم». من جهته، قال ياسر منير مبارك، وهو أحد سكان مدينة عدن: «ليس هناك هدنة إنسانية. أين هي الهدنة والقصف الحوثي متواصل على بيوتنا؟». أما الناشط الحقوقي محمد مساعد، فقال لوكالة فرانس برس: «لم تصل أي مساعدات إنسانية إلى عدن منذ إعلان الهدنة». وأضاف: «عدن تعيش مجاعة وهي بحاجة إلى هدنة لكن من نوع آخر، وليس هدنة إسماعيل ولد الشيخ (المبعوث الأممي) وإنما هدنة ترفع الحصار عن عدن بما يسمح بدخول المساعدات سواء عبر البر أو البحر». أما ردفان الدبيس فقال: إن «الهدنة فشلت تمامًا ولم يعد هناك شيء اسمه هدنة». معارك واستمرت المواجهات على الأرض بين القوات الموالية لحكومة الرئيس المعترف به دوليًا عبدربه منصور هادي من جهة والحوثيين وقوات الجيش الموالية للرئيس المخلوع صالح المتحالفة مع المتمردين من جهة أخرى. وكانت الأممالمتحدة أكدت عند إعلان الهدنة أنها حصلت على ضمانات كافية من جميع الأطراف.