حتى الرياضة تسمو بمواسم الخير، وتتسامى بنفحات الكرم، وتبقى فيها أشياء جميلة.. كل شيء يمتد ويتمدد بالسعادة.. المهم هو أن نتشرب النقاء داخلنا.. ونمتلئ بالصفاء الذي يجعلنا نمسح تراكمات التعصب والسوء والظلام ونبدلها بالقبول والهدوء والعفو وحسن الظن.. والعيد يقترب منّا.. فنودع شهر الفيض بالخيرات.. لنتأمل كم واحد بيننا يبحث دوما عن فرصة لتصحيح بعض مساراته، أو لتقويم بعض اعوجاجه في علاقاته مع الآخرين، وكم واحد ينتظر حظا من الزمن، ونصيبا من الوقت ليسعفه في تعديل كل مائل في تعاملاته مع الغير، وكم واحد يترقب وقتا ما قادما لكي يغير من سيئ صفاته إلى أحسن القول والفعل.. هكذا هو العيد فهو الفرصة.. هو الحظ. من يتشرب ويتفكر حقيقةً في مفهوم العيد يجده عالما مختلفا من العطاء، ومجالا للسخاء، وأجواء لبرودة كل ساخن من البغضاء والشحناء.. إن مراجعة الذات هي مطلوبة في كل وقت ولكنها في ظني يكون العيد لها مناخا ملائما.. لماذا؟.. لأن هناك شعورا مختلفا، وإحساسا مضيئا لا نعرف مصدره إلا أنه راحة، واطمئنان بنعمة وفضل الله كل ذلك نشعر به داخل ذواتنا المتفكرة والمتأملة وليس ذلك للمشتتين والمستهلكين أذهانهم في خواطر خيالية، وأفكار هوائية بعيدة تصل بهم نحو مجرات الضلال. وسطنا الرياضي مملوء بالشوائب التي تحتاج إلى مواسم الصفاء، وتصفية النيات لا تصفية الحسابات.. كثر اللغط والخلاف جعل رياضتنا مشحونة بعلاقات متوترة لدى الكثير الذين اهتزت معنوياتهم بسبب ما يلاقون.. هنا يحل العيد ليكون واقعا يبدد كل نقع السوء والكراهية بإذن الله.. ويمد مفازات من حسن الظن في موسم قادم مليء بالتسامح والهدوء.. ويطرح في مساحات رياضاتنا الود، وإعادة التواصل والاتصال بأشخاص او جهات أتى منها ما أتى بقصد أو بدونه فحدث التجافي.. المهم ان العيد حضر بجماله فغاب الشيطان وأعوانه.. ختام القول.. جميلٌ أن يكون الزمان واحة للقيا الأحباب.. فتكون كل الأماكن طاربة بالاجتماع، هكذا العيد وأجواؤه المطمئنة بطاعة الله أولا ثم بالفرح بكل حبيب، وقريب، وصديق، وزميل.. هو موسم قصير في سرور طويل، ومشاعر كبيرة تتآلف فيما بينها دون حساب، ودون عقاب، ودون غياب، ودون عتاب.. كل عام وأنتم العيد.. كل عام وعيدنا ينمو برياضة حب ووئام وأمان.. ومن المقبولين.