فيما أدان الأمين العام للأمم المتحدة، تورط حزب الله في الأزمة السورية، واعتبر مشاركة لبنانيين في الصراع السوري "يشكل انتهاكا لسياسة لبنان للنأي بالنفس، ومبادئ إعلان بعبدا، "أغارت طائرات النظام على الزبداني ب14 برميلا متفجرا، كما استهدفت بصاروخ فراغي سوقاً لبيع المحروقات في بلدة معار النعسان بريف إدلب الغربي، وألقت طائرات النظام براميل متفجرة على حي طريق الباب في حلب، وقتل عدد من جنود النظام في محيط قلعة الزهراء بمدينة الزبداني في ريف دمشق الغربي، وأشارت مصادر المعارضة في الزبداني إلى أن مقاتليها تمكنوا كذلك من تدمير منصة صواريخ تابعة لقوات النظام ومقاتلي حزب الله اللبناني، وقتل 34 من داعش بقصف لطائرات التحالف واشتباكات مع وحدات حماية الشعب الكردي في الرقة، وسيطر داعش على قرية أم الروس جنوب بدلة تل براك بريف الحسكة، فيما ارتفع عدد اللاجئين إلى أكثر من أربعة ملايين شخص. غارات التحالف وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 34 من عناصر تنظيم داعش جراء قصف واشتباكات بريف الرقة. وقال المرصد في بيان امس الخميس إنه تم توثيق مقتل 34 عنصراً من التنظيم من ضمنهم 26 على الأقل من الجنسية السورية، جراء قصف لطائرات التحالف واشتباكات مع وحدات حماية الشعب الكردي. وأشار المرصد إلى مقتل 32 من بينهم في منطقة عين عيسى ومحيطها، بينما قتل الاثنان الآخران عند الأطراف الغربية الجنوبية الغربية لمحافظة الحسكة. وتشهد أجزاء من القسم الجنوبي لمدينة عين عيسى اشتباكات عنيفة بين الوحدات الكردية من طرف، وتنظيم (داعش) من طرف آخر، إثر معاودة الأخير فجر امس الهجوم على جنوب مدينة عين عيسى عقب استعادة وحدات الحماية مدعمة بطائرات التحالف السيطرة على كامل المدينة الاربعاء. 4 ملايين لاجئ وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في جنيف امس الخميس إن الأزمة السورية المتفاقمة رفعت عدد اللاجئين الذين يفرون من البلاد إلى أكثر من أربعة ملايين شخص. وزاد العدد بمقدار مليون شخص ليصل إلى أكثر من أربعة ملايين و13 ألف شخص خلال العشرة أشهر الماضية. علاوة على ذلك، هناك 6ر7 مليون سوري فروا من منازلهم لكنهم ظلوا داخل البلاد. وقال أنطونيو جوتيريس، مفوض الأممالمتحدة السامي لشؤون اللاجئين: "إنه شعب يحتاج إلى دعم العالم لكنه بدلا من ذلك يعيش في ظل ظروف بالغة القسوة ويغرق في الفقر". وانتقدت المفوضية عدم بذل الدول المانحة ما يكفي من الجهد لمساعدة الدول الكبرى التي تستضيف اللاجئين في الجوار السوري. وتستضيف تركيا 8ر1 مليون سوري يليها لبنان بمقدار 2ر1 مليون والأردن 630 ألفا والعراق 250 ألفا ومصر 130 ألفا و24 ألفا في دول أخرى بشمال أفريقيا. ولم يشمل حاجز الأربعة ملايين للمفوضية ال270 ألفا الذين طلبوا اللجوء السياسي في دول أوروبية. إدانة تورط حزب الله من جتهه، أدان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، تورط حزب الله اللبناني في الأزمة السورية، معتبرا أن مشاركة لبنانيين في الصراع السوري "يشكل انتهاكا لسياسة لبنان للنأي بالنفس، ومبادئ إعلان بعبدا". وجدد "بان" في تقريره ربع السنوي -الذي ناقشه أعضاء مجلس الأمن الدولي أمس- دعوته جميع الأطراف اللبنانية لعدم التورط بالنزاع السوري، تمشيا مع سياسة النأي بالنفس (سياسة تنتهجها الحكومة اللبنانية منذ بدء الأزمة السورية في مارس/آذار 2011) ومبادئ إعلان بعبدا (الموقعة من جميع الأطراف اللبنانية في يونيو/ حزيران 2012). وحذر الأمين العام الأممي من مغبة مواصلة حزب الله، وجماعات أخرى، الاحتفاظ بالسلاح خارج سيطرة الدولة اللبنانية، وقال إن ذلك يشكل تهديدا لسيادة البلد واستقراره، ويتناقض والتزاماته بموجب القرارين 1559 (عام 2004) و1701 (عام 2006). كما شجب التقرير أعمال القصف وإطلاق النار والانتهاكات الجوية في اتجاه المناطق الحدودية اللبنانية انطلاقا من سوريا، فضلا عن حركة المقاتلين المسلحين والعتاد الحربي بين البلدين. وأكد "بان" في تقريره أن "عدم ترسيم وتعليم الحدود بين سورياولبنان، لا ينبغي أن يكون مبررا لاستمرار انتهاك سيادة لبنان". وبالنسبة ل إسرائيل، حث التقرير على سحب القوات الإسرائيلية من شمال قرية الغجر، والمنطقة المتاخمة لها الواقعة شمال الخط الأزرق، وقال إن بقاء الاحتلال في تلك المنطقة يمثل انتهاكا مستمرا للقرار 1701. وفي نفس الإطار، تطرق تقرير الأمين العام للمنظمة الدولية إلى مواصلة إسرائيل انتهاك المجال الجوي للبنان بشكل شبه يومي في تجاهل لسيادة لبنان وأحكام القرار. من جانب آخر، شدد "بان" بالتقرير على أهمية انعقاد الحوار الوطني اللبناني مرة أخرى، بمجرد انتخاب رئيس للجمهورية، لمعالجة القضايا ذات الأهمية الوطنية، بما في ذلك الأسلحة الموجودة بحوزة حزب الله وجماعات أخرى، ومن المهم تنفيذ القرارات السابقة التي توصل إليها الحوار الوطني. وتضمن تقرير الأمين العام للأمم المتحدة تقييما شاملا لتنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 الذي أنهى العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل صيف 2006.