ديربورن مدينة تقع في مقاطعة وين، ولاية ميشيغان في الولاياتالمتحدة، وتعد من ضواحي ديترويت عاصمة صناعة السيارات الأمريكية وفيها المقر العالمي لشركة فورد. توجد في المدينة أكبر جالية عربية في الولاياتالمتحدة من حيث العدد وأيضا من حيث نسبتهم إلى عدد السكان، حيث يبلغ عدد سكانها العرب حوالي 40 ألفاً، ونسبتهم تقارب 40 في المائة من إجمالي سكان المدينة. وصل أول العرب إليها من لبنان في أوائل القرن العشرين، وكانت غالبيتهم من المسيحيين الموارنة، ثم توالت الهجرات من أقطار الوطن العربي الأخرى مثل اليمن والعراق وفلسطين وسورية والسعودية ومصر. وغالبية سكانها العرب اليوم مسلمون أنشؤوا فيها أكبر مسجد في أمريكا هو المركز الإسلامي الأمريكي (Islamic Center of America). رمضان في هذه المدينةالأمريكية يحل مصحوبا باحتفالات ضخمة ومتنوعة مصحوبة بتقاليد جديدة توحد تجمعات المسلمين، حيث يتجسد ذلك حقيقة في مدينة ديربورن الأمريكية فالمسلمون هنا يعبرون عن مشاعرهم في هذا الشهر الكريم من خلال عادات وتقاليد أمريكية. وخلال السنوات الأربع الماضية كان شهر رمضان أكثر صعوبة في الصيام لان ذلك كان يتزامن مع ساعات النهار الطويلة في الصيف، ومع ذلك تتحول مدينة ديربورن ومرتفعات ديربورن الى مواقع لا تعرف النوم من خلال الاحتفالات الرمضانية. ولقد أصبح من الشائع أمام مالكي المحلات التجارية والعمال وغيرهم ضبط مواعيد العمل والبيع بما يمكن أن يساعد في تيسير الصوم على الصائمين وقد اضطرت محلات ومطاعم كثيرة لإغلاق أبوابها حتى لا تجرح مشاعر الصائمين. ويقول دياب حمادي، صاحب مطعمي العجمي في ديربورن إن أرباحه تتضاعف خلال شهر رمضان، على الرغم من أن المطعمين يفقدان جزءا كبيرا من زبائنهما خلال معظم ساعات عملهما، الا أن اعداد طعام الإفطار يعوض عن ذلك. ومطعما العجمي، مثلهما مثل العديد من المطاعم في ديربورن، يقدمان بوفيها مفتوحا لتناول الإفطار يتضمن التمر والسلطات والحساء، وخيارات المأكولات البحرية. ومع ذلك، فإن القائمة العادية للطلبات متاحة خلال الإفطار لمن يرغب. ويضيف الحمادي انه عاش في ولاية فرجينيا 32 عاماً ولكنه لم يشعر برمضان كما ينبغي أن يشعر به مبيناً «هنا في ديربورن تشعر بروح رمضان». وقد مددت المقاهي والمخابز في مدينة ديربورن ومرتفعات ديربورن أيضا من مواعيد العمل خلال شهر رمضان. والمحلات التجارية مثل مخابز الياسمين والخبز الذهبي تكون مفتوحة 24 ساعة حتى تكون قادرة من تقديم خدماتها خلال وجبتي الإفطار والسحور. ولكن هذا، بدوره، قد تسبب في زيادة حركة المرور خلال ساعات الصباح في ديربورن ومرتفعات ديربورن. ففي حين أن المنازل في المدن في مختلف أنحاء ميشيغان تبدو في نوم عميق، فان الجالية العربية الأميركية في حراك ونشاط الى ما قبل شروق الشمس. وتناول وجبة السحور من الأهمية للصائم وقد شهدت إقبالاً وتناميا كبيرا في السنوات الأخيرة في المجتمع المحلي في ديربورن. وبالنسبة لصاحب المخبز الذهبي حسين حمود، فإن رمضان يعني مضاعفة الأعمال التجارية وبالتالي زيادة الأرباح. وعادة في رمضان يبقى المخبز مفتوحا على مدار الساعة، في حين أن المخبز الذهبي الثاني والموجود في مرتفعات ديربورن، يغلق فقط لبضع ساعات خلال النهار. وفي منتصف الليل، يصطف الزبائن لاختيار ما يريدونه من قائمة الوجبات مثل الجبن والزعتر،اللحوم، وكذلك السبانخ والفطائر والخبز الطازج. ويقول العديد من الزبائن إن هذه الطلبات تكفي حتى اليوم التالي. ويقول موظف بالمخبز الذهبي لصحيفة أخبار العرب الأمريكان «إننا حقاً مشغولون أثناء الليل.. هناك مجموعات من الشباب تأتي في جماعات هنا للأكل ولكن في عطلات نهاية الأسبوع فإننا اكثر انشغالاً لأن هناك أسرا وأطفالا يأتون الينا هنا في المخبز». وفي مرتفعات ديربورن يبدو مخبز ومطعم ساج كمعلم بارز للمجتمع المسلم الصغير المتنامي حيث تظهر صفوف الزبائن خلال الأيام الأولى من رمضان طويلة وممتدة الى خارج أبواب المطعم. أما وجبة السحور فقد تحولت الى مناسبة اجتماعية للعديد من المسلمين المقيمين في ديربورن. حيث السهر والسمر في المقاهي المفتوحة لدرجة أن أي شخص يعرف أين مقعده ومكانه. ومن جانبها تقول أنجيلا جعفر وهي شريكة في أحد المحلات التجارية «إن أعمالنا التجارية مستمرة ولكنها بالليل الى درجة الجنون... فالجو مثير للغاية وكثير من الناس يأتون الينا ومحلنا يعج بالزبائن والعملاء». وتضيف أنجيلا «ان محلنا مثله مثل المحلات الأخرى يعمل لتلبية طلبات موظفيه الصائمين حيث إن الإدارة أوجدت نظاما يستجيب لاحتياجات مثل هؤلاء الموظفين». وتستطرد قائلة «إننا نسمح لهؤلاء الموظفين بالفطور أثناء العمل.. انهم يفطرون في المطعم وهو ما يبدو جيدا جداً» وهناك ثلاثة مقاه مشهورة اعتاد الصائمون التردد عليها ومنها مقهى (BIggby)وهو المقهى الوحيد الذي قام بجدولة عمله بتمديد فترة العمل حتى منتصف الليل. وقول مالك المقهى خللود داباجة «لقد اجتمعنا كفريق عمل وناقشنا ما هو الوقت الأنسب لاغلاق المقهى وتوصلنا في النهاية الى أن منتصف الليل هو الوقت الأفضل». ويضيف داباجة «نصف موظفينا مسلمون وسيكونون صائمين ولذلك من الأفضل أن يقوم غير الصائمين بورديات العمل الصباحية».