شيعت جموع غفيرة فجر أمس شهيد الوطن الرقيب أول عوض المالكي بعد الصلاة على جثمانه بجامع الراجحي ومواراته الثرى بمقابر الشرائع. وكان في مقدمة مودعيه لمثواه الأخير وكيل أمارة منطقة مكةالمكرمة للشؤون الأمنية الأمير سعود بن جلوي ومدير شرطة منطقة مكةالمكرمة اللواء عبدالعزيز الصولي ومدير شرطة الطائف العميد عبدالرحمن الثمالي ومدير الدفاع المدني بمكةالمكرمة العميد سامي الجدعاني وعدد من القيادات الأمنية ومن مديري الإدارات الحكومية والمسؤولين بمنطقة مكةالمكرمة ووالد وأشقاء وأبناء وذوي الفقيد. وأعرب وكيل أمارة منطقة مكةالمكرمة للشؤون الأمنية الأمير سعود بن جلوي عن مواساته وتعازيه الحارة لوالد وذوي الفقيد وقال "مصابكم مصابنا ونحن إخوان وأنتم أهلنا وهذا الشهيد ليس ابنكم فقط بل هو ابن مملكتنا الحبيبة وكل مواطن فيها يدعو له بالرحمة والمغفرة فقد استشهد من أجل حماية الجميع"، منوها أن كل أبناء المملكة لحمة واحدة لرفع راية الدين. وتحدث والد الشهيد عوض سراج المالكي ل"الوطن" قائلا: "كلنا فداء للمملكة وأن يموت ابني خير من أن يموت العشرات والمئات من الآمنين في أماكنهم"، مؤكدا بأنه وأبناءه فداء للإسلام والوطن، وثمن حرص القيادة الرشيدة على نقل تعازيها له ولأسرة ابنه، وقال "فقدان ابني ليس بالسهل وهو ابن الدولة ولكن قدرة الله تجعل كل عسير يسير فهو القادر على جبر قلوبنا". وأردف سراج قائلا: "تبلغت بوفاة ابني صباح الجمعة عن طريق التلفزيون مع أبنائي ولكن لم يكن الخبر بذات الدقة والصحة، حيث توجهنا للطائف وعند وصولنا وردني إحساس الأبوة وأشعرت أبنائي قبل دخولنا للمستشفى بأن ابني عوض مات بالفعل وعند وصولنا أخبترنا الجهات الأمنية بأنه ابني عوض هو من مات وأنه هو ابن الوطن، عندها قلت لهم إننا كلنا أبناء لهذه الدولة فالحمد لله على كل حال وكلنا للموت قادمون". وأشار إلى أن الفقيد خدم 31عاما في وزارة الداخلية ولديه خمسة أولاد وأربع بنات زواج الأكبر 13/ 1/ 1437 وأصغر مولود اسمه حسام عمره سنتان في حين أم أولاده حامل في الشهر الثامن على مقربة من الولادة. وعن أم عوض، أشار إلى أنه منذ علمها بهذا الخبر وهي في غيبوبة تامة إلى الآن وأن هناك إحدى أخواته في وضع مترد كون الفقيد هو من اعتنى بها وما زالت تردد وتقول فقدت أبي وأخي. كما أكد مدير شرطة منطقة مكةالمكرمة اللواء عبدالعزيز الصولي في رده على سؤال "الوطن" عن الرسالة التي تود شرطة المنطقة إيصالها من خلال الإنجاز الأمني الذي حققه رجال الأمن بدحر الفئة الضالة وكشف مخططهم الإرهابي بأن ثقته كبيرة بأن المواطن هو رجل الأمن الأول كما قال الأمير نايف بن عبدالعزيز - رحمه الله -. وأضاف "كلنا فداء للوطن وليس بغريب أن يكون الشعب السعودي مترابطا ومتلاحما ويطرد كل ما هو غريب دخيل على هذا المجتمع فتجدهم كتلة ولحمة واحدة في التضافر والتآزر والتعاون". كما تحدث إلى "الوطن" شقيق الشهيد محمد بن سراج المالكي وقال "جاء خبر وفاته كالصاعقة وكان مؤلما لنا في البداية وكنا لا نعلم مالذي حدث وكيف توفي ولكن عندما علمنا بأنه توفي للدفاع عن العقيدة والوطن مقبلا غير مدبر في سبيل الله وشهيدا حمى بذلك المئات من الأرواح المسلمة والبريئة فكان مصابنا أقل ألما وأهون بكثير". وأضاف أن الرصاصة التي قتلت الشهيد كانت في جبينه من الأمام وهو فخر الإقبال والجهاد ولم يكن مدبرا حينها مما خفف مصابنا والحمد لله. بدوره، قال شيخ قبيلة بني عاصم الشيخ رشيد بن مساعد ل"الوطن": "إن الشهيد من خيرة إبنائنا، ورجل ذو خلق عال ومحبوب لدى كل أبناء القبلية صغيرهم وكبيرهم، ونسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته وجميعنا فداء للوطن وما قدمه الشهيد فخر لنا". وأضاف "كانت آخر كلمات الشهيد معي عبر الهاتف بأن نجتمع على العيد وألا نكون مثل كل عام متفرقين، فقلت له حسنا سنجتمع جميعنا في عيد واحد ولن نتفرق إن شاء الله ثم أرسل لي بعضا من الصور لما قام بشرائه للعيد وقال سأكون يوم 20 إن شاء الله في الديرة".