في خطوة لدعم المجتمع، والقضاء على الفقر، وتمكين المرأة والشباب، وكذلك تنمية المجتمعات، ومد يد العون عند حدوث الكوارث الطبيعية، وبناء جسور بين الثقافات من خلال التوعية والتعليم، أعلن الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة شركة "المملكة القابضة" وقف كامل ثروته للأعمال الخيرية. وأشار الأمير الوليد، في مؤتمر صحفي عقد في الرياض أمس، أنه سيتبرع بمبلغ 120 مليار ريال للأعمال الخيرية في السنوات المقبلة عبر مؤسسة "الوليد للإنسانية"، بما يمثل كامل ثروته، مبيناً أن ال120 مليار ريال ليست وقفا لكامل المبلغ، وأنها ستبقى تحت سيطرته. وعن رد فعل المساهمين بعد هذا الإعلان، أكد أنه لا يجب أن يكون هناك أي رد فعل للمساهمين في الشركة، لأنه لم يبع ولن يبع أي سهم للمملكة القابضة، وخلال توقيع الاتفاقية بدخول الصندوق السيادي الفرنسي في الاستثمار في شركة المملكة أعلن أن البائعين ليسوا هو، بل هم مساهمون آخرون للأسهم في الشركة. وحول صرف الثروة على المشاريع التي تهم الإسلام والمسلمين، بين الأمير الوليد أن الاسم الثاني للمؤسسة الإنسانية لا تعرف عرفاً أو ديناً أو جنساً، وسيكون ذروة الصرف في السعودية ثم العالمين العربي والإسلامي، مشيراً إلى أن على مؤسسة الأمير سلطان الإنسانية جهدا في توحيد وجهات النظر بين الديانات الإسلامية والمسيحية واليهودية أيضاً. وفيما يخص الهدف من الإعلان في هذا الوقت عن هذا التبرع، قال: "إننا نحتاج إلى عمل مؤسسي من أجل أن يقوم بالصرف على مؤسسة الأمير سلطان الخيرية، وبصفتي المالك لهذا الوقف سأقوم بالصرف عليه والتمويل كل عام، وفي حال عدم وجودي على قيد الحياة سيكون ابني الأمير خالد الرئيس وابنتي الأميرة ريما نائب الرئيس". وأبان أن مؤسسة الوليد الإنسانية ستقوم بالصرف، وهي لن تقوم بإدارة الأموال بل تستقبل الأموال وتقوم بالصرف، وحول السرية قال: إن معظم الهبات والتعهدات عالمية وذلك لاهتمامي بالشفافية، وبالعكس فإننا نحفز الآخرين بأن يسيروا نفس مسارنا. وحول ما سيتم قراءة اسمه في قائمة أثرياء العرب، أكد الأمير الوليد أن البيان تعهد فيه بأنه سيعطي كل ما لديه، ولكنه لم يوقف جميع أمواله، حيث إن أمواله ما زال يسيطر عليها وهي تحت حوزته. وعن حصة المملكة من هذا التبرع، أكد أن نشاط مؤسسة الأمير سلطان الخيرية معروف يتمثل في توزيع المنازل ومكائن الكهرباء والسيارات والقضاء على الفقر، ومد يد العون في حال حصول الكوارث الطبيعية مثل سيولجدة. وأضاف: "لدينا نشاطات في الدول العربية، وكذلك 25 دولة أفريقية، وهي تتعدى خدمات المؤسسة إلى 92 دولة في العالم، وفي حادثة التسونامي كانت المؤسسة من أوائل من قدم المساعدات لبنجلاديش وسريلانكا والفلبين". مشيراً بقوله: "مؤسسة الأمير سلطان الخيرية تدعم المؤسسات الخيرية والإنسانية في جميع مناطق المملكة، والمؤسسة لديها تعاون مع مؤسسات خيرية محلية وإقليمية وعالمية، ونستعين بمؤسسات خيرية محلية من أجل ايصال التبرعات لجميع المحتاجين في مناطق المملكة". وبين أن العمل الإنساني مسؤولية بدأ بها منذ ما يزيد على ثلاثة عقود، وتعد جزءًا أساسياً من العقيدة الإسلامية، وما هذا التعهد إلا تمسك بالهدف الأكثر أهمية بالنسبة له، والذي التزم به طوال حياته – بحسب تعبيره – وهو العمل لبناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً وقدرة على العطاء للأجيال القادمة.