أعلن الأمير الوليد بن طلال رئيس مجلس أمناء مؤسسات الوليد للإنسانية، عن تعهده بأن يهب ثروته للأعمال الخيرية والإنسانية، حيث يعتزم التبرع بما قيمته 120 مليار ريال (32 مليار دولار) حسب الخطة المدروسة للأعوام القادمة. وستكون هذه الهبة كما أوضح، لبناء عالمٍ أفضل، يسوده التسامح، وقبول الآخر، والمساواة، وتوفير الفرص للجميع، مؤكداً أن هذا التعهد يعد تعهدا بدون أي قيود أو حدود، واصفاً إياه بتعهد للإنسانية كافة. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس في مكتبه في مدينة الرياض، والذي قال فيه: "التبرع بمبلغ 32 مليار دولار أو ما يعادل 120 مليار ريال هو من خيرات المملكة، وهذا المبلغ ليس لدى شركة المملكة القابضة، بل هناك بعض الممتلكات الخاصة المحلية والإقليمية والدولية". وعن رد فعل المساهمين بعد هذا الإعلان قال: "لا يجب أن يكون هناك أي رد فعل للمساهمين في الشركة لأنني لم أبع ولن أبيع أي سهم للمملكة القابضة، وخلال توقيع الاتفاق بدخول صندوق السيادي الفرنسي في الاستثمار في شركة المملكة أعلنا أن البائعين ليسوا أنا، بل هناك مساهمون آخرون للأسهم في الشركة، وعن أنه يتم صرف الثروة على المشاريع التي تهم الإسلام والمسلمين". وأكد الأمير الوليد أن الهدف من الإعلان في هذا الوقت هو أننا نحتاج إلى عمل مؤسسي من أجل أن يقوم بالصرف على مؤسسة الأمير سلطان الخيرية، وبصفتي المالك لهذا الوقف سأقوم بالصرف عليه والتمويل كل عام، وفي حال عدم وجودي على قيد الحياة سوف يكون ابني الأمير خالد الرئيس وابنتي الأميرة ريما نائب الرئيس"، مبيناً أن مؤسسة الوليد الإنسانية ستقوم بالصرف، وهي لن تقوم بإدارة الأموال، بل تستقبل الأموال ومن ثم الصرف. وفي سؤال عن تأثير التبرع الذي قام به على وجوده ضمن قائمة الأثرياء رد بقوله: "تعهدت بإعطاء كل ما عندي ولكني لم أوقف جميع أموال، حيث إن أموالي ما زلت أسيطر عليها وهي في حوزتي". وعن حصة المملكة العربية السعودية من هذا التبرع، أوضح الأمير الوليد بن طلال أن نشاط مؤسسة الأمير سلطان الخيرية يتمثل في توزيع المنازل ومكائن الكهرباء والسيارات، والقضاء على الفقر ومد يد العون في حال حصول الكوارث الطبيعية مثل سيولجدة، ولدينا نشاطات في الدول العربية، وكذلك 25 دولة أفريقية وهي تتعدى خدمات المؤسسة إلى 92 دولة في العالم، وفي حادثة التسونامي كانت المؤسسة من أوائل من قدم المساعدات لبنجلاديش وسريلانكا والفلبين. وعن الدور الذي ستقوم به المؤسسة لتطهير فكر الشباب من الفكر "الداعشي" أبان أنه "للأسف هناك سيطرة من الفئة الضالة على الإسلام وأن أعمالهم التخريبية طالت عددا من الدول، ونحن نسهم قدر المستطاع من خلال قناة الرسالة في نبذ التطرف وتقريب وجهات النظر والإعلان عن الإنسان الحقيقي". وعن القضاء على الفقر وتأهيل الشباب لسوق العمل لفت الأمير الوليد أن البطالة هي ظاهرة في العالم العربي ككل وفي المملكة يوجد ما يقارب 9 ملايين وافد وسكان المملكة 24 مليونا أي أن نصف السكان من الوافدين، وليس الحل أن يتم ترحيل عدد من الوافدين من أجل أن يعمل مكانهم السعوديون، بل هذا يحتاج إلى تدريب مهني وخبرة لشغل هذه الوظائف ويجب أن تكون هناك منظومة لحل هذه القضية، وخلال الأيام القادمة سوف تصدر قرارات قوية وهامة تصب في هذه الخانة.