«أتعهد بأنني سأحافظ على وجود واستقلال الدولة؛ وأن أتمسك بسيادة ووحدة الوطن والشعب دون قيد أو شرط؛ وأتعهد أنني سأحافظ على سيادة القانون، والديمقراطية، وعلمانية الجمهورية التركية، ومبادئ أتاتورك وثوراته، وأتعهد بأن أحافظ على ولائي للدستور، وأنني لن أتخلي عن مبادئ تحقيق مفهوم التعاون الوطني والعدل ليتمتع الجميع بحقوق الإنسان والحريات الأساسية من أجل أمة سعيدة مرفهة؛ أقسم بذلك في حضرة مجلس الأمة التركي الكبير على شرفي وكرامتي». بأداء نص القسم من قبل 550 نائباً تركياً جديداً عاشت تركيا الاثنين وبحضور الرئيس التركي حفلاً برلمانياً استمر لأكثر من 9 ساعات بدأ عندما افتتح النائب عن حزب الشعب الجمهوري وزعيمه السابق دنيز بايكال مراسم بدء المجلس ال 25 لنواب الأمة التركي والذي يُعتبر الأكثر تمثيلاً للنساء والشباب والإقليات منذ تأسيس الجمهورية التركية وهذا دليل على مستقبل واعد وصلب لتركيا المتجددة رغم محاولات البعض التقليل من زخم النجاح الذي حققته الانتخابات الاخيرة. رئيس البرلمان المؤقت قال «هذا البرلمان الذي نفخر بأننا أصبحنا أعضاء تحت قبته، احتفل بمرور 95 عاماً على تأسيسه. وهو يُعد من اعرق البرلمانات العالمية، واذا كانت الحكومات هي عادة من تؤسس برلماناتها، فإن مجلس الشعب التركي هو من أسس الدولة والجيش وهكذا اتخذ مجلس الشعب صفة المؤسس ليس لأنه صاغ دستورا للبلاد بل لأنه هو من أسس تركيا الحديثة. النواب الجدد من النساء والأقليات المسيحية والكردية والأرمنية وممثل عن الغجر هو دليل على ان الوحدة الوطنية التركية بخير في وقت يعيش الشرق الأوسط مرحلة هي الأسوأ في تاريخه الحديث بسبب حمى القتل على الهوية والمذهب والرأي، ولعل احد الدلائل الكبيرة على درجة التغيير في البرلمان الجديد هو انتخاب «ديليك أوجلان» ابنة شقيق زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان. وهي ضمن 30 امرأة من نواب حزب الشعوب الديمقراطي دخلوا البرلمان من مجموع 80 نائبا. وكانت ديليك طفلة عندما ألقت قوات تركية خاصة القبض على عمها في كينيا في فبراير 1999م ووقتها لم يكن في خيال اكثر المتفائلين أن تكون «ديليك» نائبة برلمانية وربما وزيرة تركية في العام 2015م، كما انضم للبرلمان ابن شقيق احد مؤسسي «حزب العمال الكردستاني» وهو كمال بير القادم من إلمانيا. روضة قاووجي دخلت البرلمان مُرتدية نفس الحجاب الذي ارتدته شقيقتها مروة في العام 1999م حيث مُنعت وقتها من أداء القسم لتعود شقيقتها بنفس الحجاب وتنضم ل 97 نائبة تركية منهن المتحجبات ومنهن غير لتؤكد تركيا الجديدة أنها بلد شرق اوسطي يتسع للجميع. انتخاب أربعة نواب من الأقلية المسيحية يُعتبر الثاني بعد انتخاب اول نائب مسيحي من الأقلية السريانية عام 2011م حيث كان أول نائب مسيحي منذ خمسين عاماً، كما أصبح في البرلمان الجديد نائب لطائفة الروم والتي يبلغ عدد أفرادها ثلاثة ملايين في تركيا بعد أن نجح الشاب أوزجان بورجو في الفوز بمقعد عن مدينة ازمير. كما انتخب نائبان عن الاقلية اليزيدية احدهما وهي فيليكناس أوجه العضو السابق في البرلمان الاوروبي القادمة من ألمانيا بدأت تتعلم اللغة التركية قبل أن تبذل جُهداً شاقاً لتتمكن من أداء القسم بلغة تركية مُكسرة، كما ضم البرلمان ثلاثة من الأرمن يمثلون «حزب الشعب الجمهوري»، و«حزب الشعب الديموقراطي» المؤيد للأكراد، و «حزب العدالة والتنمية» مما يؤكد تزايد التنوع في البرلمان الجديد وهذا دليل على قوة الاستقرار الديمقراطي ويؤكد أن تركيا بخير. * محلل سياسي