أكّد تقرير اقتصادي حديث صادر عن «جدوى للاستثمار» بعنوان العلاقة بين أسعار النفط والسوق المالية بالمملكة «تداول»، أن تغييرات أسعار النفط من الممكن أن تؤثر على الاستثمار في القطاع الخاص والعام في المملكة على حدٍ سواء والذي ينعكس على سوق الأسهم. وأوضحت أن التغييرات في أسعار النفط تؤثر على سوق الأسهم من خلال تأثيرها على القطاع الخاص، ويكون التأثير في المدى القصير بصورة فورية على مستوى الثقة في الشركات، ولكن في حال بقاء الأسعار مرتفعة أو منخفضة لفترات طويلة يبدأ مديرو الشركات في التفكير بشأن القرارات الاستثمارية المستقبلية. وأوضحت أن ارتباط مؤشر السوق الرئيسي «تاسي» بأسعار النفط خلال فترة السنوات الثماني الأخيرة يعادل 0.355، مبينة أن هناك تباينا واضحا بين حركة «تاسي» وأسعار النفط خلال الماضي القريب. وقالت إن التباعد بين أسعار النفط و«تاسي» يعود إلى الجهود الحكومية المتواصلة لتنويع الاقتصاد، وقلة تذبذب أسعار النفط في السنوات الأخيرة، إضافة إلى تراكم احتياطيات ضخمة من الموجودات الأجنبية مع مستويات دين منخفضة خلال العقد الماضي. وأضافت إن أكثر القطاعات تأثرا بالتذبذبات قصيرة المدى في أسعار النفط هو قطاع البتروكيماويات حيث يبلغ معامل الارتباط مع تغيرات أسعار النفط 0.672، يليه قطاع الاستثمار الصناعي ب0.499ويأتي القطاع العقاري كأقل القطاعات تأثرا بأسعار النفط ب0.026. وأكّدت أن السبب وراء الهبوط في مؤشر السوق بالمملكة يرتبط أكثر بعمليات البيع بسبب القلق الناتج عن تدنّي درجة تفاؤل المستثمرين، ويظهر ذلك أنه عندما انخفضت أسعار النفط أصاب الخوف الكثير من المستثمرين من لجوء الحكومة إلى خفض أو ربما تقليص الإنفاق الذي يقود بدوره إلى تراجع أرباح الشركات في المدى الطويل. وأضافت شركة «جدوى للاستثمار» أن استمرار أسعار النفط في مستويات منخفضة لفترة زمنية طويلة يؤثر على مستوى الإنفاق بالمملكة، وذلك بسبب أن 86% من دخل الدولة يأتي من الإيرادات النفطية. يذكر أن تحليل جدوى لأداء «تاسي» تم من خلال القيام بتجميع بيانات 5 أسابيع قبل بداية رمضان، وخلال رمضان، وخمسة أسابيع بعد إجازة عيد الفطر، لفترة 14 عاماً (2000 إلى 2014)، وقد تم تحويل كل من متوسط الأداء الأسبوعي، وأحجام التداولات في مؤشر «تاسي» من التقويم الميلادي إلى التقويم الهجري الذي يقابله.واستعرضت شركة الأبحاث أهم العوامل التي أثرت وبشكل كبير على أداء السوق خلال تلك الفترة. وللحصول على معرفة أفضل أنماط التداول المعتادة خلال رمضان، قامت باستبعاد جميع تلك السنوات التي تعتقد أنها شهدت أحداثاً أدت إلى تشويه الأداء في «تاسي». وتوصلت شركة الأبحاث إلى أنه وفي المتوسط، شهد «تاسي» تراجعاً في الأداء بنسبة 1.4%، خلال الأسبوع الذي سبق رمضان، ويعود هذا الانخفاض في اعتقادهم إلى تضافر عاملين هما: بيع بعض المستثمرين للأسهم التي في حوزتهم لمقابلة الإنفاق الكبير في رمضان، ولجوء البعض الآخر لبيعها لتحقيق المكاسب استباقاً لانخفاض أسعار الأسهم خلال رمضان.