كما أكد قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- فإن مشروع «خير مكة» يعد من المشروعات الاستثمارية الخيرية المتطورة، وينطلق من أرض المملكة التي خصها الله بوجود بيته العتيق فيها ومسجد خاتم أنبيائه ورسله عليه أفضل الصلوات والتسليمات، وهو مشروع خيري عملاق وضع -يحفظه الله- حجر أساسه يوم الأربعاء الفائت. إنه مشروع خيري في أشرف بقاع الأرض لرعاية الأطفال المعاقين ولبنة جديدة من لبنات الأعمال الانسانية الكبرى التي اضطلع بها -يحفظه الله- لرعاية الأطفال المعوقين، فهذه فئة مجتمعية تستحق من الدولة كل رعاية واهتمام، فالحكومة الرشيدة توجه عنايتها ورعايتها لكل فئات طاقاتها البشرية دون تمييز ومن بينهم أولئك الأطفال. إنها مبادرة تمثل اهتمام خادم الحرمين الشريفين بأبناء هذا الوطن الأوفياء دون تمييز بين معاق وغير معاق، فالجميع سواسية في الحقوق والواجبات، وقد سعت الدولة منذ زمن بعيد لتعزيز قضية الاعاقة عبر جمعيات تهتم بهذه الفئة وتمنحها الأمل في الحياة والمشاركة في بناء هذا الوطن وتنميته، فهي فئة غالية وفرت لها الدولة أفضل مستويات برامج الرعاية المتخصصة عبر تلك الجمعيات. إن كل مواطن في هذه الديار الآمنة المستقرة يشعر بانتمائه لهذه الأرض ويشعر بعمق التلاحم القائم بينه وبين قيادته الرشيدة، وإزاء ذلك فإن مشروع «خير مكة» يدخل في إطار المفاهيم الكبرى القائمة لرفد مسيرة هذا التلاحم وتعميقه؛ للوصول الى مرحلة التكافل المنشود المرسومة في نصوص ومبادئ وتشريعات العقيدة الاسلامية السمحة التي تتخذ منها المملكة دستورا تحكمه في كل أمر وشأن. وشهر رمضان العظيم بأيامه ولياليه المباركة يشكل أفضل وقت لإشهار هذه الجمعية الانسانية في بلد يسعى قادته -وأولهم مؤسس كيان المملكة وباني نهضتها الحديثة المغفور له -بإذن الله- الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ومرورا بأشباله الميامين وحتى العصر الحاضر الزاهر- إلى دعم الأعمال الخيرية الانسانية، لما فيه خير ورفاهية المواطنين في بلد جُبِل رجاله على فعل الخيرات والمكرمات. والمشروع الخيري الكبير بمكةالمكرمة يمثل لفتة كريمة من لفتات قائد هذه الأمة -يحفظه الله- لدعم مسيرة العمل الخيري بالمملكة وتجذير فعاليته لخير فئة غالية من فئات المجتمع السعودي، فالمشروع يمثل مكرمة جديدة من مكارم خادم الحرمين الشريفين لتقديم أجل الخدمات لتلك الفئة من المجتمع، فالجمعية ببرامجها العلمية الوطنية تمثل تصديا وتحديا للاعاقة وقدرة تلك الفئة للتغلب على سلبياتها. ووضع حجر الأساس لهذه الجمعية الهامة لرعاية الأطفال المعاقين تذكر أبناء المملكة بما أقدم عليه خادم الحرمين الشريفين عام 1407ه حينما افتتح دار جمعية الأطفال المعاقين بالرياض -حين كان أميراً لها- وهي خطوة هامة أضافت لبنة من لبنات الخير ومن لبنات البناء الشامخ في مجالات جهود الدولة لرعاية الأطفال المعاقين، فمثل هذه الجمعيات تخدم فئة غالية من فئات المجتمع يستحقون كل رعاية واهتمام. ويجسد المشروع الإنساني الكبير بمكةالمكرمة نهج الحكومة الرشيدة القائم على خدمة أبناء المجتمع دون تمييز، فدعم مثل هذه المشروعات يعد مدخلا هاما وحيويا من مداخل تحقيق التكافل الاجتماعي وتحقيق مبادئ التراحم بين طبقات المجتمع والانتماء للوطن كما جاء في نصوص العقيدة الإسلامية السمحة، وقيام المشروع الجديد يمثل إنجازا حضاريا يضاف إلى الإنجازات الكبرى التي تنتهجها الدولة. ووضع حجر الأساس لهذا المشروع الخيري الكبير هو تطور مستمر على طريق الخير وفقا لنهج مؤسساتي مدروس يؤكد تمسك القيادات الرشيدة لهذا الوطن منذ عهد التأسيس وحتى اليوم بالتعاون الوثيق على البر والتقوى والتمسك بمبادئ العقيدة الاسلامية السمحة التي تدعو للتراحم بين المسلمين والعمل على نشر صور التكافل بين صفوفهم، وهذا ما يترجمه المشروع المؤسساتي الجديد بمكةالمكرمة.