رعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله في قصر السلام بجدة مساء اليوم حفل وضع حجر الأساس لمشروع "خير مكة " الاستثماري الخيري العائد لجمعية الأطفال المعوقين. وقد بدئ الحفل المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم تلاها أحد أطفال الجمعية. ثم ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين كلمة قال فيها : يطيب لي أن أهنئ مقامكم الكريم ، والحضور الكرام بشهر الخير ، أعاده الله علينا وعلى وطننا الحبيب ومجتمعنا الوفي أعواماً تزخر بالخير والسلام والاستقرار والازدهار. سيدي خادم الحرمين : اليوم نجني ثمار غرسكم المبارك على مدى ثلاثين عاماً لتعزيز قضية الإعاقة عبر جمعية الأطفال المعوقين وجمعيات كُثر في هذه البلاد الكريمة التي وضعتم بذرتها الأولى ؛ حيث تنوعت انجازاتها بين المبادرات الرائدة وبرامج رعاية ، وتأهيل ، ودمج ، وتنمية ، وتدريب ، وتوظيف ، وتوعية ، تقدمها جمعية الأطفال المعوقين ، والذي استفاد منها مئات الآلاف من الأطفال والمعوقين. وقال سموه: هذه المؤسسة الخيرية الرائدة التي شهدت ميلادها على أيديكم – حفظكم الله – ومن قام معكم من الخيرين تعهدها مواطنون أخيار ومؤسسات خيرية من القطاعين العام والخاص ، حرصوا على أن تكون دوماً رائدة ، وموثوقة ، ومتميزة في كل أعمالها ، ولتصبح مركزاً علمياً وتعليمياً مميزاً ، يسهم بجانب جهود الدولة في توفير أفضل مستوى من برامج الرعاية المتخصصة. وقال إن هذه المناسبة التي نحتفي فيها بإطلاق مشروع "خير مكة" الاستثماري الخيري اليوم الذي نعلن فيه بدء الأعمال الإنشائية في مشروع تصل تكلفته نحو 300 مليون ريال ، وقد وصلت التبرعات حتى الآن إلى 170 مليون ريال. ويشرفني ويسعدني في هذه الليلة أن أعلن توجيه سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بتقديمه مساهمته لهذا المشروع الرائد بمبلغ 50 مليون ريال ويعكس ذلك دور مؤسسات العمل الخيري في بلادنا ، من منهجية علمية رصينة ، وانتشار واسع في أرجاء الوطن ، وتواكب ما تطبقه بلادنا من رؤية تنموية طموحة ، تستهدف خير الإنسان في المقام الأول في المملكة العربية السعودية وفي خارجها. بعد ذلك وجه خادم الحرمين الشريفين – رعاه الله – الكلمة التالية : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين . الإخوة الأفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : نحمد الله سبحانه وتعالى على ما أنعم به على بلادنا من نعمة الأمن والأمان والاستقرار ، وهو ما حرصت عليه دولتكم منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله الذي أرسى مبادئ راسخة وقيماً خيرة منطلقاً من الكتاب والسنة ، وهو ما سار عليه أبناؤه من بعده . ولعلي أستذكر في هذه الليلة مناسبة رعايتي افتتاح دار جمعية الأطفال المعوقين ومشروعها الأول في الرياض عام 1407 ه ، نيابةً عن أخي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله ، وأشرت حينذاك إلى أن هذه الدار أضافت لبنة إلى البناء الشامخ في مجال جهود الدولة في رعاية الأطفال المعوقين ، وأن أفراد المجتمع دون تمييز أسهموا إلى جانب الدولة في دعم هذا المشروع ومساعدته ، ولقد عملت الجمعية على مدى نحو ثلاثين عاماً بمبادئ التكافل ، والتراحم ، والانتماء ، التي يتميز بها المجتمع السعودي ولله الحمد والمنة . أيها الإخوة الأفاضل: لقد سعدت بالاطلاع على ما تم إنجازه في هذه الجمعية ، التي تمثل واحدةً من أبرز مؤسسات العمل الخيريّ في بلادنا ، وأود أن أسجل شكري لكل من أسهم في دعم مسيرتها ، وساند استمرارها ، ونموها ، وبخاصة في هذا المشروع الاستثماري الخيري " خير مكة " ، الذي ينطلق من بلد الخير أطهر بقاع الأرض مكةالمكرمة شرفها الله ويمثل تطوراً ملموساً في نهج المؤسسات الخيرية . متمنياً للجميع التوفيق والسداد ، وهذه الدولة دائماً والحمد لله متعاونين على البر والتقوى وهذا ما هو عليه هذا الشعب ودولته والحمد لله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .