يتوقع أن يطرأ انخفاض طفيف بدرجات الحرارة في المنطقة الشرقية اليوم الجمعة، بمتوسط 40 مئوية عند الظهيرة و26 28 ليلا، وتسجل ادنى مستوياتها في القطيف، الذي يعد اقل المعدلات في مثل هذا الوقت من العام، في حين تمثل تراجعا في الدرجة المحسوسة، قياسا الى ظروف الطقس الحالية في تدني الرطوبة السطحية وهدوء الرياح، حيث يشعر السكان بالفارق واضحا، مع استمرار الحر الشديد وهو المعتاد يتكرر صيفا، وينعكس على انماط الحياة بمؤثرات معتادة موسميا، فيما تكون الاجواء حارة جدا في معظم مناطق المملكة نهاية هذا الاسبوع، وتتراجع درجات الحرارة الى الاربعينات في مكةالمكرمة والمدينة المنورة ومنطقة الرياض ومدن القصيم، وتشهد المناطق الجبلية والشمال الغربي اعتدالا نسبيا، وذلك بسبب تدفق رياح شمالية بكتلة هوائية متوسطية اقل حرارة، والتي من شأنها تلطيف الاجواء، ويتوقع ان تستمر درجات الحرارة دون معدلاتها خلال اليومين القادمين، فيما تتجدد البوارح اعتبارا من الاحد المقبل ان شاء الله، وتكون الرياح شمالية غربية معتدلة الى نشطة السرعة على الشرقية والوسطى، ومثيرة للغبار في الجنوب الغربي. وفي سياق متصل، يشير الدكتور عبدالله المسند، الأستاذ المشارك بقسم الجغرافيا في جامعة القصيم، الى ان تعريف موجة الحر علميا: سيادة كتلة هوائية حارة فوق المعدل السنوي 5 درجات مئوية وأكثر مستمرة لأكثر من ثلاثة أيام، ويكون تأثيرها أشد اذا ضربت الدول الفقيرة خاصة لمن يعملون ويتواجدون تحت أشعة الشمس المباشرة طيلة النهار، موضحا انه ينبغي أن نفرق بين درجة الحرارة المعلنة من قِبل الأرصاد، ومؤشر الحرارة الحقيقية والتي يشعر بها الإنسان، حيث يؤخذ بعين الاعتبار عند حسابها: درجة الحرارة مع درجة الرطوبة الجوية عبر معادلة رياضية خاصة، والناتج هو ما يشعر به الإنسان خلال هذه الموجة الحارة، كما أن التعرض لأشعة الشمس المباشرة قد يفاقم الحالة، ويزيد من درجة الحرارة إلى 8 درجات عما هو في الظل، وعندما يرتفع مستوى الرطوبة في الأجواء متزامنة مع ارتفاع الحرارة: يؤدي ذلك إلى أن تضعف عملية تبريد الجسم الذاتية ويتوقف تبخر العرق وبالتالي ترتفع درجة حرارة الجسم، وهنا يتضح دور الأجواء الجافة في هذه المقارنة بين المناطق الحارة والمناطق الساحلية، فعلى الرغم من ارتفاع الحرارة، إلا أن آلية التعرق لدى الإنسان تعمل بفاعلية. ومن وجهة نظر الدكتور المسند، ان فصل الصيف ينبغي أن يكون وفقاً لاعتبارات طقسية تعتمد على عنصر الظروف الآنية في المتغير الجوي ودرجة الحرارة، حيث يلاحظ كمثال انه دخل قبل 21 يونيو، بمعنى انه يستمر 5 شهور وليس ثلاثة وفقا للتقسيم الفلكي، موضحا عدم علاقة قرب الشمس بارتفاع درجة حرارة فصل الصيف، وانما لتعامد أشعتها بهذا الفصل على نصف الكرة الشمالي، ومن ثم طول ساعات النهار، ولا يتوقع ان تكون هناك مفاجآت صيف هذا العام بإذن الله تعالى، فالأصل شمس ساطعة وسماء صافية، إلاّ من الغبار أحياناً، وطبقاً للنماذج العددية الرياضية المناخية، قد تكون درجات الحرارة بوجه عام أعلى من معدلاتها السنوية بنصف درجة إلى درجة مئوية واحدة تقريباً، وهذا فيه مزيد من الإرهاق الحراري على الإنسان، وزيادة الأحمال على مصادر الطاقة الكهربائية ومصادر المياه، كما تدخل أجواء المملكة عامة، عدا الجنوب الغربي والغربية، في حالة استقرار عام بسماء صحو وأجواء حارة جداً في النهار، وحارة إلى معتدلة في المساء.