المتابع لهذه الأيام الجميلة أيام الشهر الكريم المبارك شهر رمضان يجد الخير الكثير والنفحات الإيمانية العطرة تفوح من حوله في كل مكان يسعد الجميع بقدومه واستقباله بالقرآن الكريم والتلاوات الرائعة التي تبهج القلوب. مما لا شك فيه أن عددا كبيرا من جموع المسلمين قاموا بالذهاب إلى مكةالمكرمة والمدينة المنورة لأداء العمرة وزيارة الأماكن المقدسة من جميع أنحاء العالم؛ امتثالا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (فقد روى البخاري ومسلم عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «عمرة في رمضان تقضي حجة معي»، فالعمرة في رمضان تعدل حجة مع النبي صلى الله عليه وسلم... وبالتالي يزحف الآلاف أو الملايين من شتى بقاع العالم لنيل هذا الأجر والثواب وبالتالي يقوم المسؤولون في هذه البلاد بتسخير جميع الإمكانيات المتاحة لديهم من أجل خدمة معتمري بيت الله سواء من الجانب الأمني أو الاقتصادي أو الاجتماعي؛ لتسهيل أمور قاصدي بيت الله الحرام في مكةالمكرمة ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة. أما بالنسبة للحرمين الشريفين فقد حرصت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي على أن تدعم أئمته وقراءه بمجموعة من أصحاب الفضيلة والعلماء، وذلك عندما وافق خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- على مشاركة وتعاون عدد من أصحاب الفضيلة والمشايخ لإمامة المصلين لصلاتي التراويح والتهجد بالمسجد الحرام والمسجد النبوي لهذا العام، وهم فضيلة الشيخ الدكتور ياسر الدوسري الأستاذ المساعد بجامعة الملك سعود في المسجد الحرام، وهو حاصل على الدكتوراة في الفقه المقارن من المعهد العالي للقضاء وهو رئيس مجلس إدارة الأكاديمية القرآنية العالمية وعضو في عدة جمعيات قرآنية ورئيس مجلس إدارة دار الهمم النسائية لتحفيظ القرآن وتلميذ لكبار المشايخ والفضيلة ومفتي المملكة، له العديد من البحوث العلمية والدراسات المعاصرة، عمل أكثر من عشرين سنة في إمامة المساجد ورئاسة لجان التحكيم، فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن أيوب عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية، والذي عرف عنه بتلاوته الحجازية العذبة ذات الطراز النادر ونال لدى محبيه التلاوة الحجازية لقب المشيخة بصوته الندي، حيث وهبه الله تعالى مهارات في المقامات والتحكم في طبقات الصوت دون مبالغة في المحسنات والتنغيم مما حبب قراءته للمصلين ومما زاده شهرة وحبا من الجميع، حيث سبق أن تولى إمامة المسجد الحرام في محراب المسجد النبوي سنة 1410ه حتى اعتذر له عام 1417ه، ففقد المصلون ذلك الصوت الجميل الذي أكد المتابعون له أنه لم يمر على المسجد النبوي في الثلاثين سنة الماضية صوت أعذب منه ولا أشجى، وكانت أمنيته العودة لنفس المحراب وقد حقق الله أمنيته. فضيلة الشيخ الدكتور خالد المهنا الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في المسجد النبوي ويحمل البكالوريوس في السنة النبوية والماجستير في العلل ومعرفة الرجال والدكتوراة في مشكلة الحديث وهو إمام مسجد الأمير محمد بن سعد بحي حطين. لا شك أن تلك الأخبار تدخل علينا البهجة والسرور؛ لأن هؤلاء من عظماء القراء وهناك أكثر من مليونين يتواجدون داخل الحرمين الشريفين وكذلك أكثر من ثلاثة مليارات مسلم على وجه الأرض يتابعون أداء صلاة التراويح والتهجد من خلال البث المباشر في القنوات الفضائية ووسائل الإعلام المسموعة. الملاحظ أن دعم الحرمين بهؤلاء النخبة الأفاضل الذين يتميزون بالعلم الشرعي ومنحهم الله جمالاً وموهبة في الصوت والأداء والتجويد يعتبر من الأمور الهامة والفارقة في كل من يحضرون هذا العام للصلاة في الحرمين الشريفين. صراحة يهل علينا الشهر الكريم ويحمل الخير الفائض والوفير سواء في قرارات أو أعمال، فنجد أن ذلك الأمر بتكليف هؤلاء أسعد الملايين من محبي سماع القرآن بصوتهم فهم علامة بارزة في تاريخ التلاوات. أخيرا مبارك علينا الشهر وهنيئا لكل من سيسعد بالصلاة خلف الأئمة الجدد وكل من يستمع إليهم ليتمتع بتلاوة كتاب الله الحكيم.