ويأتي رمضان عاماً بعد عام وهو يشعر بغربته في كل عام! هذا الشهر الفضيل الكريم والمحبب لقلوب الناس يشتكي من تجاهل أو تنكر البعض أو الكثير له،، يقول رمضان: كانت الشعوب الإسلامية والعربية تحديدا تهتم بي.. وحتى قبل قدومي بأشهر تستعد لي في كل شيء بدءا من الاهتمام بالمساجد والجوامع وصولاً لتزيين الشوارع والطرقات والأسواق التي تُضاء بالمصابيح كدلالة للترحيب برمضان وتعبيرا عن البهجة والسرور والفرح بدخول شهر رمضان، الأطفال والصغار والكبار رجالاً ونساء تدب فيهم روح النشاط والعزيمة والهمة وتنشرح صدورهم لمقدم هذا الضيف الكريم، الكل مبتهج ومسرور في كل مكان. الأسواق عامرة وحركة لا تهدأ في البيوت واستعدادات استثنائية وغير عادية في المأكل والملبس والمسكن.. ويعيش الناس قبل دخول رمضان وخلاله حياة تختلف كلياً عن الحياة في بقية أشهر السنة،، وماهي الا أيام معدودات ويودعنا رمضان ويبدأ الحزن والكآبة على وجوه محبي هذا الشهر وهم كُثر ولله الحمد. يقول رمضان: كنت أشعر بأنني شهر محبوب ومرغوب وينتابني شعور بعظمة شأني لأن الرب اصطفاني من بين أشهر السنة كنت أتباهى بنفسي بين الأشهر لأني كنت متميزا مدللا وذا شأن، وإن تأثيري على حياة الناس ومسارها ملاحظ ومعروف، لكن الناس بدأوا بنسياني وتجاهلي عاما بعد عام حتى شعرت بأنني أصبحت شهرا عاديا كبقية أشهر السنة ولا قيمة لي.لذلك لن أغضب.. يقول رمضان لأن الغضب ممقوت، ولن أحقد على أحد لأن الحقد مذموم، وبما أنني شهر التسامح سوف أتجاوز عن كل من يخطئ علي أو لا يعيرني أي اهتمام أو يظن بي الظنون كشهر مقيد للحريات ومانع للملذات ولكن سأتقبل كل ذلك لأن أيامي ولياليَّ هي أوقات عبادة وسعة صدر وانشراح وخيرات ورحمة وغفران من الله. لذلك أتحمل الإساءة وأتلذذ بالصبر، لكني.. ويواصل رمضان حديثه وشكواه لنفسه،أعرف أن حياة البشر تغيرت وانشغالهم بالدنيا زاد وولعهم بها جعلهم ينسون أهميتي ويتجاهلون قيمتي وغدوت آتي وأذهب كضيف خجول أو زائر ثقيل فلم يعد الناس يهتمون بي أو يستعدون أو حتى يضيئوا المصابيح والمشربيات أو يتركون أطفالهم ينشدون لي وباسمي فأصبح كل فرد من أفراد الأسرة في فلك يسبحون وأفراد المجتمع بين لاه ٍوغافل وجاهل بأهمية وجودي كشهر خير وبركة. لذلك بقدر حزني على نفسي من إهمال الناس لي وأنا الشهر الذي تقام له الدنيا بأسرها وأحظى برعاية لا يحظى بها غيري من شهور السنة فإنني أحزن أيضا على الناس أولئك الذين سرقتهم الدنيا بزخرفها وأشغلتهم بمباهجها حتى أنستهم رمضان وماأدراك ما رمضان! لذلك آتِي إلى الناس وأخرج وبعضهم في سبات عميق وبعضهم يعاملني كشهر للأكل والنوم واستمتاع بقصص من هنا وهناك فضاعت هيبتي بل اختفت هويتي من الكبار الذين عاصروني وأصبحت غريبا على الصغار والذين اتجهوا الى العالم الآخر وركبوا قطار الحضارة الغربية والمدنية الزائفة ونسوا رمضان وغير رمضان . ويستدرك رمضان القول: لكن هناك منهم العقلانيون الخيِّرُون المتمسكون بي كشهر مميز له مذاق خاص وعبق عليل.. ولأجل ذلك فإن المأمول أن يعود الناس إلى جذورهم ويعرفوا أن من لا ماضي له فلا مستقبل له،، وما يعيشه بدون جذور الماضي وقواعدها الثابتة الأصيلة سينهار حتما عند أول عاصفة تهب عليه وما أكثرها وأهلا رمضان. استشاري إدارة تشغيل المستشفيات وبرامج الرعاية الصحيّة