أكدت المملكة العربية السعودية وعلى لسان سفيرها في القاهرة ومندوبها في جامعة الدول العربية وعميد السلك الدبلوماسي العربي سعادة السفير أحمد بن عبد العزيز قطان، استضافة القمة العربية الامريكيةالجنوبية الرابعة المقرر انعقادها من 3 الى 5 نوفمبر المقبل تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله في مدينة الرياض. تتكون دول جنوبامريكا من حوالي 12 دولة رئيسية تقع على مساحة تقدر بحوالي 17 مليون كيلو متر مربع، وتعداد سكاني يقارب 400 مليون نسمة وبهذا تكون القارة الرابعة من حيث المساحة والخامسة من حيث تعداد السكان، وتعتبر البرازيل اكبر واهم هذه الدول من حيث انها تمثل حوالي نصف سكان ومساحة الارض في قارة امريكاالجنوبية وهي اكبر اقتصاد في هذه القارة حيث يبلغ حجم صادراتها حوالي 204 مليارات دولار. تأتي بعدها دولة تشيلي بصادرات تقدر بحوالي 58 مليار دولار، ثم الارجنتين بصادرات تقدر بحوالي 46 مليار دولار. وقد عانت دول امريكاالجنوبية مثلها مثل اغلب دول افريقيا واسيا من الاستعمار الأوروبي، حيث خضعت قارة امريكاالجنوبية الى الاستعمار البرتغالي والأسباني، حيث تقاسمت هاتان الدولتان الاستعماريتان دول امريكاالجنوبية وقسمتهما الى قسمين، قسم تابع لاسبانيا وجزء تابع للبرتغال، وشمل هذا الاستعمار كل اوجه الحياة في تلك القارة من ظلم وقهر وحرمان، حيث تم التعامل مع شعوب وسكان القارة الأمريكيةالجنوبية كالعبيد للمستعمر، وصودرت الأراضي واستغلت الموارد الطبيعية لصالح المستعمر، وحرم اهلها من موارد البلاد وغير المستعمر لغة وديانة اهل هذه البلاد الى اللغة البرتغالية والاسبانية، كما تحولت ديانة تلك الدول من الديانة الوثنية الى المسيحية التي تدين بها اسبانيا والبرتغال. وبعد عقود من الزمان وفي حوالي عام 1823 م ثارت شعوب هذه القارة الجنوبية ضد المستعمر، ويعتبر الفنزويلي سيمون بوليفار والارجنتيني خوسيه دي سان مارتين من اهم زعماء النضال والاستقلال ضد المستعمر وبذلك تكون شعوب امريكا اللاتينية من أوائل الدول التي رفضت الظلم والقهر والاستعمار. وبعد سنوات طويلة من الاستقلال وجدت هذه الشعوب نفسها أسيرة لحكام ديكتاتوريين اتبعوا نظاما اقتصاديا فاشلا، واستشرى الفساد والحكم العسكري في اغلب تلك الدول، وقد قامت ثورات مضادة اطاحت بهذا الفكر اليساري. وبدأت كثير من تلك الدول بتطبيق الديموقراطية ومبدأ السوق الحر وتخلصت من نظم الاشتراكية واليسارية، الا ان تلك الدول مازالت تعاني في تركبيتهما الاقتصادية، حيث يتمثل في سوء التوزيع والاعتماد الكلي على مورد طبيعي واحد وتفتقد الى رأس المال والتقنية الحديثة. وفي اعتقادي ان هذا هو العامل الذي يمكن ان تبني الدول العربية والأمريكيةالجنوبية عليه، وأعني هنا وأخص الدول الخليجية الغنية برأس المال والقليلة بالتعداد البشري، هناك فرصة للتكامل الاقتصادي من حيث رأس المال الخليجي وموارد واسواق امريكا اللاتينية، فدول امريكا تعتبر الآن مستقرة سياسا وغنية بالموارد الطبيعية، وتعتبر واحدة من اكبر قارات العالم تنوعاً على كوكب الأرض حيث يوجد فيها اعلى شلالات في العالم شلالات انجل في فنزويلا ونهر الأمازون وهو أكبر نهر من حيث الحجم، وجبال الأنديز وهي أطول سلسلة جبال في العالم. كما تعتبر أمريكاالجنوبية غنية بالموارد المعدنية مثل الذهب والفضة والنحاس والحديد والقصدير والنفط. لقد استفادت دول اوروبا من قارة امريكاالجنوبية وأعتقد الآن الدور على الدول الخليجية للتكامل مع دول أمريكا اللاتينية التي تشترك معنا برفض هيمنة الدول العظمى على العالم وتتعاطف مع قضايانا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.