أجمع عدد من رؤساء الاندية الادبية أن قرار إدارة سوق عكاظ باستشارة رؤساء الأندية واشراكهم في الرأي والمشورة في سياق التخطيط الاستراتيجي البعيد لمستقبل السوق في السنوات الخمس القادمة، كفيل بإخراجها عن الصورة النمطية التي تنحصر في الأنشطة التراثية، بما يعود بالنفع على المشهد الثقافي والأدبي حاضرا ومستقبلا. منبر ثقافي في البداية تحدث المدير التنفيذي لسوق عكاظ الدكتور راشد الغامدي قائلا: "أصبحت سوق عكاظ الآن كالمظلة التي تجمع العرب تحتها ليبدعوا بفكرهم وآمالهم في بلد الحضارات ومهبط الوحي، ومن هذا المنطلق قاد سمو أمير المنطقة سوق عكاظ إلى أن تكون نافذة على المستقبل، يحاكي بالدرجة الأولى تطور الفكر السعودي والانطلاق به إلى العالم الأول". وأضاف: «من خلال الدورات السابقة تم تطوير العديد من البرامج والفعاليات ضمن الخطط الإستراتيجية التي قدمت في كل دورة، حتى وصل السوق إلى مرحلة متقدمة". وتابع الغامدي: "جاء قرار سمو الامير خالد الفيصل بتشكيل فريق من الأندية الأدبية لتطوير السوق، وهذا يؤكد اهتمام سموه بالنشاط الأدبي والثقافي وبقية الفعاليات الأخرى وتطويرها، لذلك نود أن نؤكد أن لقاء رؤساء الأندية الأدبية سيضع برامج السوق وفعالياتها على المحك والرصد والتقييم للانطلاق بها إلى المستوى الذي تنشده القيادة في المملكة، وسيتبع ذلك العديد من الجوانب التطويرية بمشيئة الله، وستصبح سوق عكاظ المنبر الثقافي على المستوى المحلي والعربي والعالمي". بيوت خبرة في حين شارك الدكتور عبدالله الحيدري رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض قائلا: "ليس من الغريب أن تطلب إدارة سوق عكاظ استشارة رؤساء الأندية الأدبية، وأن تشركهم في الرأي والمشورة في سياق التخطيط الاستراتيجي البعيد لمستقبل السوق في السنوات الخمس القادمة إذ يمكن وصف الأندية الأدبية بأنها (بيوت خبرة) في التخطيط والتنفيذ للفعاليات الثقافية". وأضاف الحيدري: "كان اللقاء بين الزملاء رؤساء الأندية الأدبية ورئيس فريق تطوير سوق عكاظ الدكتور بريكان الشلوي ناجحا بحق، وأثمر عن نقاش شفاف وصريح، وطرحت أفكار ورؤى مهمة في هذا اللقاء التشاوري الأول، وسيتبعه بحول الله لقاءات أخرى، إضافة إلى أن الزملاء أقروا إدراج موضوع تطوير سوق عكاظ في الاجتماع الخامس لرؤساء الأندية الأدبية الذي سيعقد في ضيافة نادي الحدود الشمالية بمدينة عرعر يوم الأربعاء القادم السابع من رمضان. الاتجاه الصحيح وتجلت قراءة الدكتور أحمد آل مريع رئيس مجلس إدارة نادي ابها بإشراك الأندية الأدبية لتطوير سوق عكاظ بقوله: "أعتقد أن توجه السوق إلى الاستفادة من تجربة الاندية الادبية وإشراكها في تطوير السوق، هو قرار إيجابي لكون الاندية مؤسسات ثقافية قائمة، لها تجربتها وحضورها المتنوع، وهي قادرة على ان تقدم رؤيتها الثقافية التى تنسجم مع الرؤية العامة مع المشروع الوطني الثقافي الضخم لسوق عكاظ. وأضاف آل مريع: "ستساهم هذه المشاركة بجعل المثقفين شركاء في الفعل الثقافي من خلال تقديم آرائهم والتي ستتم من خلال عمل لجنة في ورشة كبيرة تضم عددا من النخب، وعددا من المثقفين من جميع المستويات، سواء الفنية او الأدبية، للخروج بعدد من التوصيات لتطوير سوق عكاظ". شراكة فاعلة اما الدكتور حامد الربيعي رئيس نادي مكه الادبي فيرى ان القرار نقلة نوعية تبعد سوق عكاظ عن الرتابة المعتادة، وقال: "قرر مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل تطوير سوق عكاظ بعد تجربة استمرت تسع سنوات، وهي تجربة جيدة حان الوقت لأن يحدث لها نقلة نوعية تبتعد بها عن الرتابة، وذلك نظرا لما يتمتع به المشرف على مشروع التطوير من وعي بمتطلبات المرحلة، وبأهمية الأندية الأدبية باعتبارها محاضن الثقافة والأدب في أرجاء الوطن والتي جعلت أول خطوة في التحرك نحو التطوير تقوم على الاجتماع برؤساء مجالس الأندية ليصغي إليهم وليتخذ من رؤاهم أساسا يبني عليه، ولتكون الأندية شريكا في التطوير". رسم استراتيجية فيما اكد أمين سوق عكاظ الدكتور جريدي المنصوري أن هذه الخطوه هدفها بالدرجة الأولى مشاركة الأندية الأدبية في تطوير برامج وفعاليات سوق عكاظ خلال السنوات الخمس المقبلة، وتقديم الأفكار والمقترحات ورسم استراتيجية لعمل ثقافي يشارك في اعداده المثقفون السعوديون في الجامعات وفي الأندية والجمعيات الثقافية. ويختم المنصوري حديثه قائلا: "بعد تسع سنوات من العمل نحتاج لتطوير العمل والمنتج، والأندية شركاء لنا في السوق ويكفي ان وكيل وزارة الثقافة وبعض رؤساء الأندية الأدبية هم اعضاء باللجان الاستشارية والثقافية بالسوق". نكهة مختلفة فيما أوضح عضو مجلس إدارة النادي الادبي الثقافي بجدة احمد قران أن إشراك الأندية في صياغة المشهد الثقافي الذي يمثله سوق عكاظ، هو تطوير منطقي للدور الذي دأب عليه منذ انطلاقته، ولعل المتابع له يلحظ أن كل دورة من دوراته تحمل إضافة جديدة". واضاف: "صحيح أن دور الأندية الأدبية كان استشاريا إلا أن هذا الدور كان مقدرا ومثمنا من قبل القائمين على السوق ليقينهم أنه إذا لم يكن للمثقفين الذين يشكلون أطيافا مهمة في مسيرة الأندية الأدبية، فإن جانبا مهما ستفتقده السوق، ولهذا ففي تقديري أن دخول الأندية الأدبية في تشكيل الرؤية البانورامية للدور الذي تلعبه سوق عكاظ يلقي بمسؤوليات جسام عليها بعد الثقة التي منحها لهم الأمير خالد الفيصل الذي له في كل مرحلة من مراحل سوق عكاظ اليد الطولى، لذلك من المؤكد أن دورة هذا العام لسوق عكاظ ستكون بنكهة مختلفة".