نوه مثقفون ورؤساء أندية أدبية بدور سوق عكاظ في دعم الأنشطة الأدبية ومنح الفرصة للمختصين في الشأن الثقافي من منسوبي الأندية الأدبية للمشاركة في التظاهرة الثقافية التي تحتضنها محافظة الطائف سنوياً نظراً لما يحمله السوق من مكانة تاريخية ، إضافة للصيت الذي بات يحظى به في الأوساط المحلية والعربية . وأكد عدد من المشاركين في برامج سوق عكاظ للعام الحالي 1434ه، من منسوبي الأندية الأدبية في المملكة، في تصريحات لوكالة الأنباء السعودية أن العلاقة بين السوق والأندية تكاملية، مستشهدين بالترحيب الكبير الذي لقيته مقترحاتهم التي تقدموا بها لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ، ودعوته لهم للمشاركة بشكل فاعل في برامج السوق وتقديم الأفكار التي تتكامل فيها مع اللجنة الثقافية لإنجاح المناسبة، مثمنين للجان المسؤولة إسناد عدد من الأنشطة لنحو ثمانية من رؤساء وأعضاء الأندية الأدبية . وفي بداية حديث رئيس نادي جدة الأدبي الدكتور عبدالله السلمي الذي أدار الأمسية الشعرية الأولى لهذا العام أوضح أن أندية منطقة مكةالمكرمة قدمت لسمو أمير المنطقة برنامجا موسعا يتضمن مشاركة الأندية قبل انطلاقة السوق بنحو شهر، مستدركاً أن ضيق الوقت حال دون تنفيذها وهذا لا يعني أن الأندية الأدبية مغيبة عن المناسبة . وأشار الدكتور السلمي إلى أن الأندية تقدمت بفكرة استحداث جائزة جديدة تخصص للنقد ولقيت ترحيباً من القائمين على السوق، كون النقد جزء أساسي من فعاليات سوق عكاظ القديمة، مضيفاً أن الأندية تريد إحياء النقد من خلال رصد جائزة تقدم لهذا الجانب، وتقديم جائزة أخرى تخصص لنقد النقد للقصائد الملقاة في سوق عكاظ ". وبخصوص التعاون بين الأندية والسوق أكد الدكتور السلمي أن مشاركة الأندية في فعاليات السوق واضحة من خلال الأسماء المشاركة التي تنتمي إلى عدد من الأندية الأدبية، أو من خلال التنسيق في إعداد الفعاليات التي يكون المشاركون فيها أعضاء تابعين لها، متوقعا أن تشهد الفعاليات مزيداً من التنسيق في المواسم المقبلة بين الأندية والسوق . فيما أكد رئيس نادي أدبي مكة الدكتور حامد الربيعي أن سوق عكاظ تحول إلى تظاهرة ثقافية، ورافد معرفي استطاع ربط الأجيال بماضيها الذي يشكل هوية ضاربة في التاريخ متطلعة إلى المستقبل، مشيراً إلى أن نادي مكة الأدبي نظم ندوات ضمن فعاليات سوق عكاظ، كما كان من بين أندية المنطقة قدمت مشروع متكامل عبرت فيه عن رؤيتها وطرحت فيه ما يمكن أن تساهم به في الخطة القادمة من فعاليات وأطروحات، لقيت ترحيباً من سمو أمير المنطقة . من ناحيته أشاد رئيس نادي الرياض الأدبي الدكتور عبدالله الحيدري ببرامج السوق الثقافية وعنايته بالأندية الأدبية ومنسوبيها، متوقعاً أن يشهد التعاون ما بين الأندية والسوق مزيداً من التنسيق خلال الأعوام المقبلة . من جهته أكد رئيس نادي الطائف الأدبي عطا الله الجعيد أن إحياء السوق بحد ذاته فكرة رائدة، ونأمل أن يصل السوق لمرحلة العالمية، بعد أن تخطى المحلية وأصبح تظاهرة أدبية عربية . من جانب آخر أشارت عضو مجلس إدارة نادي مكة الأدبي والمسؤول المالي أمل القثامي إلى أن التعاون الكبير بين سوق عكاظ والأندية الأدبية واضح وجليّ من خلال المحاضرات، ومعارض الكتب، ولعل أبرز المشاركات كان للأندية الأدبية دور منها معرض الكتاب الرقمي وأجنحة الأندية الأدبية . وأكد عضو مجلس إدارة نادي أبها الأدبي والمسؤول الإداري الدكتور أحمد التيهاني أن السوق في أساسه نتاج جهد مشترك بين قطاعات الأجهزة في اللجنة الإشرافية والمهتمين بالشأن الثقافي، لافتاً إلى ضرورة أن تبادر الأندية وخاصة أندية منطقة مكة بتقديم كل ما لديها للإسهام في هذا العمل الثقافي المميز، مشيداً بالحضور المميز لرؤساء وأعضاء الأندية الأدبية في فعاليات السوق، مطالباً الأندية بالتضامن فيما بينها وأن يكون لها دور أكثر بروزاً في صياغة البرامج الثقافية للسوق واختيار المتحدثين حتى تخفف العبء على اللجنة الإشرافية للسوق . أما الأمين العام لمؤتمر الأدباء السعوديين الدكتور صالح معيض الغامدي بيّن أنه شارك في الدورة السابقة للسوق من خلال ندوة نظمها أدبي مكة، منوهاً بالأندية الأدبية وشأنها شأن المؤسسات الثقافية الأخرى ذات الصلة الوثيقة والمباشرة ببرامج السوق وفعالياته، وعليها رفع مستوى التنسيق بينها. في حين أوضح الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية الدكتور عبدالله الوشمي أن أنشطة سوق عكاظ لم تقتصر على الأندية الأدبية فحسب، بل التعاون بين السوق من خلال قيادته المميزة المتمثلة في لجانه والانتقال من العمل الفردي إلى العمل المنظم والجماعي بمشاركة الجميع من مختلف المناطق والدول . وكشف الدكتور الوشمي أن مركز الملك عبدالله الدولي لخدمة اللغة العربية بصدد تنفيذ المشروع المشترك بين المركز وبين السوق من خلال الرؤية المشتركة التي أقرتها اللجنة الثقافية بأن ينفذ المركز ندوة عن اللغة العربية حول العالم . وأشار إلى أن القائمين على سوق عكاظ احتفوا بهذه الفكرة والنشاط في إعداد برامج دعي فيها ثلاثة من علماء الصين المتخصصين في اللغة الصينية للحديث عن واقع اللغة العربية في الصين، لافتا إلى أن مثل هذه الفعاليات تثبت أن السوق يحمل بعداً وطنياً ينأى به عن أن يكون حكر على مدينة أو منطقة بعينها . من جهته وصف الناقد والأكاديمي والمؤلف السعودي الدكتور منصور الحازمي ما قدم من برامج ثقافية في سوق عكاظ بأنها الأجمل، مؤكداً أن السوق من جميع النواحي ومن جميع الجوانب يتطور كل عام عن سابقه، مقترحاً أن تبادر الأندية الأدبية بتقديم أرائها بالشأن الثقافي والأدبي، نظراً لتوافق الهدف والرؤية لديها والسوق ممثلا في لجنته الثقافية .