أكد حارس مرمى الفريق الكروي الأول بنادي الوحدة، الموهوب عساف القرني، أن مشوار الصعود لدوري عبداللطيف جميل للمحترفين لم يكن مفروشاً بالورود، ولكنه جاء بعد جهد كبير للجميع ونتائج مميزة لكتيبة فرسان مكة، مثمناً قرار الإدارة الوحداوية بالإبقاء على المدرب رودريجيز. وكشف الحارس الأمين للفريق الوحداوي ل»الميدان» أن فريقه قادر على تقديم الأفضل في الدوري السعودي للمحترفين في الموسم المقبل، ولن يهتم بما هو خارج أرضية الملعب من أحاديث لا تفيد. وأبرز ما أباح به عساف القرني في حواره الخاص ل «الميدان» ما يلي: بداية.. ماذا تقول عن عودة فرسان مكة لدوري الأضواء؟ - أولاً وقبل كل شيء الحمد لله والشكر لله على توفيقه لنا في العودة لدوري الأضواء مجدداً، خصوصاً وأنه يعتبر المكان الطبيعي للوحدة كفريق كبير وعريق وذي جماهيرية كبيرة، وكذلك لكونه بمثابة المكافأة للجهد المبذول طوال الموسم المرهق والطويل، وبكل تأكيد لم يكن مشوارا سهلا كما يعتقد البعض في ظل احتدام المنافسة بين العديد من الفرق، والدليل على ذلك أن طرفي الصعود لم يتحددا إلا بعد نهاية مباريات الجولة الأخيرة. بصراحة، ما الأسباب التي قادت الوحدة للعودة لدوري الأضواء من الباب الضيق جداً؟ - الأسباب كثيرة، فالفريق في بداية مشوارة في دوري أندية الدرجة الأولى ظهر بأداء ممتاز جداً، ونتائجه كانت مقنعة بصورة كبيرة، ولكن بعد عدة جولات بدأت النتائج تتراجع، وقابل ذلك تغيير فني وإداري للجهاز الفني أعقبه تغيير آخر ثم استقالة الإدارة وحضور رئيس جديد مكلف ثم رئيس آخر.. كل هذه العوامل أثرت على النتائج في الدور الأول الذي أنهاه الفريق وهو يقبع في مراكز الوسط، ولو كانت نتائج الفريق في الدور الأول مثل نتائجه في الدور الثاني لحسم صعوده منذ وقت مبكر، ولكن للأسف الظروف التي واجهت الفريق في الدور الأول لعبت دورها في غياب النتائج المميزة، والتي لا يمكن مقارنتها بنتائجنا بالدور الثاني، حيث إن الوحدة في الدور الثاني حصد 40 نقطة حصيلة فوزه في 13 مباراة وتعادله في مباراة من أصل 15 مباراة، بينما في الدور الأول حصد 22 نقطة فقط حصيلة فوزه في 6 مباريات، وتعادل في 4 مباريات من أصل 15 مباراة، أي أنه تفوق في الدور الثاني بفارق 18 نقطة. هل كان الأوروجوياني خوان رودريجيز ضالة الفريق نظير نتائجه المميزة بالدور الثاني؟ - الأوروجوياني خوان رودريجيز مدرب ذو إمكانيات عالية جداً، وبالتأكيد أحدث بوجوده نقلة تطويرية غير عادية على الفريق، ولكن علينا ألا نغفل الدور الذي لعبه الاستقرار الإداري عقب تكليف الدكتور محمد بصنوي، حيث إن الاستقرار الإداري إلى جانب الاستقرار الفني وكذلك وقفة أعضاء الشرف والدعم الجماهيري المنقطع النظير انعكس مردوده بالشكل الإيجابي على الفريق، وبالتالي تحقق الهدف المنشود المتمثل في الصعود لدوري جميل للمحترفين في نهاية المطاف. توافق البعض بأن الحظ ونتائج الفرق الأخرى في الجولات الأخيرة لعبا دوراً هاماً في تأهل الوحدة لدوري الأضواء؟ * الوحدة في الدور الثاني كانت نتائجه مميزة، واستحق الصعود بجدارة، وإن لم تكن نتائجه مميزة لكان مصيره البقاء وليس الصعود لدوري الأضواء والشهرة في الموسم المقبل. هل تعثر النهضة بالتعادل أمام الرياض قبل ختام الدوري بثلاث جولات خدم فريقك؟ * نحن أيضاً ثعثرنا أمام القادسية بالخسارة واستفاد النهضة من هذا التعثر، نعم، لا أنكر أن تعثر النهضة قد جعل الأمور المتعلقة بالصعود تصبح بأيدينا، بعد أن كانت متوقفة على نتائجنا ونتائج الآخرين، والوحدة عندما سنحت له الفرصة لم يفرط فيها واستثمرها خير استثمار، والدليل تأهله في النهاية لدوري جميل للمحترفين. بصراحة، هل استحق النهضة الصعود لدوري جميل؟ * لا شك في ذلك، فالنهضة كان مرشحا قويا للصعود، ولكن التوفيق لم يكن حليفه، والفارق بين الأول القادسية والثاني الوحدة نقطة واحدة، والفرق بيننا وبين النهضة الذي حل ثالثاً نقطة واحدة، ولكن الصعود كان محصورا على فريقين، والنهضة لو صعد لكان جديرا بالصعود دون أدنى شك. فوزكم على النهضة في الجولة ما قبل الأخيرة، هل كان بمثابة جواز مروركم لدوري الأضواء؟ * كان فوزا مهما لتحقيق الصعود، لكنه لم يكن يعني حسم الأمور لأنه كانت متبقية لنا مباراة في الجولة الأخيرة أمام الباطن، ولم يكن لنا فيها خيار غير الفوز من أجل حسم أمر الصعود، ونحمد الله أن الأمور سارت كما هو مخطط لها، وحققنا الفوز وحسمنا أمر الصعود لدوري الأضواء. ما هي أصعب مباراة خاضها فريقك في دوري أندية الدرجة الأولى؟ * جميع المباريات كانت صعبة وقوية جداً، ولم تكن هناك أي مباراة منها سهلة إطلاقاً، ولكن مباريات الجولة الأخيرة كانت أكثرها صعوبة؛ لأننا كنا تحت ضغط نفسي رهيب لأن أي تفريط فيها سيكون ثمنه غالياً. ولكن بكل تأكيد، هناك مباراة صداها عالق في الذاكرة؟ * لا شك مباراة الباطن في الجولة الأخيرة التي حسمنا نتيجتها وأعلنا من خلالها عودتنا للدوري السعودي للمحترفين، فهذه الموقعة صداها عالق نظراً لأجوائها التي كانت نفسية أثناء المباراة نظراً لكونها لا تقبل التفريط وليس لنا فيها خيار سوى الفوز، وما أعقبها من فرحة عارمة بمناسبة الفوز وتأكيد العودة. كيف تقيم الدعم الجماهيري والشرفي الذي حظي به الفريق في مباراة الباطن؟ * بصراحة، كان دعما غير عادي ولعب دوره في تحقيق الفوز، ونحن كلاعبين نثمن هذا الدعم الذي كان مشرفاً، ونشكر من الأعماق كل من تكبد مشقة السفر وحضر من أجل دعم ومساندة الفريق، وحقيقة شعرنا كلاعبين من خلال هذا الدعم كأننا نلعب على أرضنا وليس على أرض المنافس. لمن تهدي صعود الوحدة لدوري الأضواء؟ * أهديه لعامة الوحداويين وبالأخص الجماهير التي كانت تقف خلف الفريق أينما يلعب، وحقيقة جماهيرنا من خلال دعمها ومساندتها للفريق أينما حل كفت ووفت ولعبت بهذا الفعل دورا مميزا في الصعود الذي تحقق لدوري جميل للمحترفين. ما هي توقعاتك لفريق الوحدة في دوري جميل للمحترفين؟ - إن شاء الله يقدم المستويات التي يؤكد من خلالها أنه جدير بالعودة المتجددة لدوري الأضواء، ونحن حالياً لا يفصلنا سوى أيام قليلة على بداية الإعداد والتحضير للموسم الكروي الجديد، وبأمر الله لن يبدأ الدوري إلا ونحن في قمة استعداداتنا وجاهزيتنا لخوض غمار المنافسات. هل أنت متفائل بتسجيل الفريق حضوره المميز في دوري الأضواء؟ - متى ما كانت الاستعدادات والتحضيرات جيدة، آنذاك إن شاء الله سأكون متفائلاً بتقديم الأفضل والحضور الكبير، ودوري عبداللطيف جميل يحتاج لاستعدادات وتحضيرات مكثفة وجهد مضاعف، وفي الفترة القادمة سينصب تركيزنا على التحضير والإعداد الجيد والذي يتواكب مع دوري عبداللطيف جميل المعروف بقوته، والذي يحتاج لإعداد خاص من أجل تسجيل الحضور الذي يرضي طموحات عامة الوحداويين. هل يزعجكم عدم الاستقرار الإداري بسبب فتح باب الترشح لرئاسة وعضوية مجلس الإدارة؟ - الاستقرار الإداري عامل مهم لأي ناد، ونحن بسبب هذا الأمر في الموسم المنصرم عانينا في بعض الفترات، وتجلى ذلك من خلال حالة اهتزاز الفريق وتراجع نتائجه، وكل الآمال بعد توفيق الله معلقة على حسم هذا الموضوع في أسرع وقت ممكن، لأنه من المهم أن يشرع الفريق في تحضيراته للموسم الكروي الجديد وسط استقرار إداري. ما رأيك في قرار الإدارة بالإبقاء على المدرب الأوروجوياني خوان رودريجيز؟ - الاستقرار الفني لا يقل أهمية عن الاستقرار الإداري، والمدرب الأوروجوياني من خلال نجاحه بانتشال الفريق من أزمة التقوقع التي كان يعيشها وقيادته للصعود، فإنه بلا شك يستحق الاستمرار مع الفريق، وبصراحة خلال مشواري مع الفريق عاصرت عدة مدربين، ولكن رودريجيز يعد من أفضلهم وهو كمدرب يتمتع بإمكانيات تدريبية جيدة وقرار الإبقاء عليه قرار صائب وفي محله. ما هو تعليقك على استقطابات الفريق الوحداوي في الموسمين الأخيرين؟ - لاعبون مثل موسى مدخلي وسلطان النمري وصقر عطيف ومشعل السعيد شكلوا إضافة جيدة وخبرتهم أفادت الفريق كثيراً، وساهمت في عودة الفريق للأضواء، ولا شك أن الإدارة السابقة لم تستقطبهم، والقائمون عليها يرون أنهم إضافة قوية للفريق. كيف تقيم عمل الإدارة المكلفة برئاسة الدكتور محمد بصنوي؟ - كانت موفقة، وخير دليل على ذلك أن الصعود جاء في عهدها ولم تقصر مع الفريق من جميع النواحي، وسعت لتذليل الصعاب، ونشكر الإدارة على جهودها الكبيرة. بماذا تعدون جماهيركم في دوري عبداللطيف جميل للمحترفين؟ - نعدهم ببذل الجهد والعطاء الكبير من أجل تسجيل الحضور المشرف للوحداويين. هل تود إضافة شيء آخر في نهاية الحوار؟ - أشكر اهتمامكم الكبير على متابعة الوحدة وكافة الأندية السعودية، ونأمل أن نقدم المستويات المأمولة في دوري الأضواء ونكون سبباً في سعادة كل الوحداويين. عساف القرني