سيطر مقاتلو «وحدات حماية الشعب الكردي» على الجانب السوري من معبر «أكاكالي» الحدودي مع تركيا، فيما اتهمت تركيا و«فصائل إسلامية» المقاتلين الأكراد بشن «حملة تطهير آتني» ضد العرب السُنة والتركمان في محافظتي الحسكة والرقة، وقصف الثوار حي المزرعة في العاصمة دمشق بعشر قذائف اثنتين منها في محيط السفارة الروسية. تطهير عرقي سيطر المقاتلون الأكراد فجر أمس بشكل كامل على مدينة تل أبيض السورية على الحدود مع تركيا، بعد طرد آخر مقاتلي تنظيم داعش منها، وفق ما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس امس: «سيطرت وحدات حماية الشعب الكردية ومقاتلو الفصائل على مدينة تل أبيض بالكامل، بعد طرد عناصر تنظيم داعش الذين فروا باتجاه القرى الغربية والجنوبية الغربية للمدينة، بعد اشتباكات ليلًا بين الطرفين» مؤكدًا أنه «منذ هذا الصباح لم تطلق رصاصة واحدة في تل أبيض». وأصدرت عدة فصائل إسلامية ومقاتلة بيانًا اتهمت فيه الوحدات الكردية التابعة لحزب «الاتحاد الديمقراطي» بتنفيذ «حملة تطهير عرقي وطائفي» ضد العرب السُنة والتركمان، تحت «غطاء جوي من قوات التحالف» في مناطق ريف الحسكة الغربي، وفي مدينة تل أبيض. وذكر البيان، الذي أورده «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «هذه الخطوة تأتي استكمالاً لمخطط تقسيم، تعمل عليه أطراف محددة، على رأسها حزب العمال الكردستاني (PKK) المصنف كمنظمة إرهابية، بالتعاون مع أطراف إقليمية ودولية في خطوة ستكون كارثية على مستقبل سوريا والمنطقة». وبينما شددت «الفصائل الثورية المسلحة» على أن «وحدة أراضي سوريا خط أحمر، لا نسمح بالمساس به تحت أي ظرف» أكدت أن «قوى الثورة السورية المدنية والعسكرية سترد بحزم على كل المتورطين في هذا العمل الإجرامي، ولن نسمح بالتفريط بحقوق أهلنا ومطالبهم ووحدة ترابهم» بحسب البيان. تنديد تركي من جهتها اتهمت الحكومة التركية القوات الكردية التي تحارب تنظيم داعش في شمال سوريا بممارسة «تطهير اتني» بحق السكان غير الأكراد. وقال الناطق باسم الحكومة بولند ارينج: «إن السكان في المناطق التي تتعرض للقصف تخضع لتطهير آتني من قبل حزب الاتحاد الديموقراطي «أبرز حزب كردي في سوريا» ووحدات حماية الشعب الكردي وكذلك من داعش. وأضاف كما نقلت عنه وكالة الأناضول: «نلاحظ على الأرض محاولة جارية (من جانب الأكراد) لدفع الشعوب العربية والتركمانية إلى المنفى وتطهير (شمال سوريا) عبر استبدالهم بعناصر أخرى». وأوضح أرينج أن أنقرة تخشى أن يحاول أكراد سوريا إقامة منطقة حكم ذاتي على الأراضي السورية على طول الحدود التركية عبر توحيد الكانتونات الثلاثة القائمة (كوباني والجزيرة وعفرين) والتي لم يعترف بها نظام دمشق أبدًا. قصف مطار الثعلة ميدانيًا أفادت الهيئة العامة للثورة أن فصائل المعارضة جددت قصفها على معاقل قوات النظام وثكناته داخل مطار الثَعلة العسكري في ريف السويداء الغربي. وقالت الهيئة: إن الثوار دمروا رتلًا عسكريًا كان متجهًا إلى مطار الثعلة كتعزيزات لعناصر قوات النظام المتواجدة في داخله. أما في ريف القنيطرة وتحديدًا في بلدة خان أرنبة، فقد وصلت حصيلة الانشقاقات في قوات النظام إلى 40 عنصرًا من بينهم سبعة ضباط. وتزامن ذلك مع حملة دهم واعتقالات عشوائية قامت بها قوات الأسد في البلدة، وفقًا لناشطين. وفي حمص، جددت قوات الأسد قصفها على مناطق حي الوعر وسط اشتباكات مع فصائل المعارضة في محيط الحي. وفي العاصمة السورية دمشق قتل شخص وجرح سبعة آخرون صباح أمس الثلاثاء إثر سقوط نحو عشرة قذائف اثنتين منها في محيط السفارة الروسية. وأكد عدد من الأهالي من سكان حي المزرعة بدمشق حيث تقع سفارة موسكو أن «دوي انفجارات سمع في أرجاء الحي صباح امس وتبين لاحقًا أن بعض القذائف سقطت في محيط السفارة، ما أدى لمقتل مدني وجرح عدة أشخاص، وضرب طوق أمني حول المكان وسارعت سيارات الإسعاف والإطفاء إلى المكان». وقال عدد من شهود العيان في دمشق: «إن سبعة جرحى سقطوا جراء القذائف التي تسببت في أضرار مادية كانت واضحة على المحال التجارية والمنازل في حيي المالكي والمزة». مقتل قياديين ب«داعش» إلى ذلك قتل أمير القلمون في «داعش» أبو بلقيس البغدادي في وادي حميد شرقي عرسال بظروف غامضة، حسب ما أبلغ أمني «النهار». وأكدت معلومات أن المسؤول العسكري أبو بكر والمفتي الشرعي السابق أبو الوليد المقدسي الذين أتيا من الرقة قد قضيا أيضًا، فيما لا يزال حيًا أبو موفق أبو السوس وهو من القصير، وهو المسؤول العسكري الذي قاد الهجوم ضد «حزب الله» في جرود رأس بعلبك. من جهة ثانية تريث ناشطون في تأكيد الخبر لأنه لا دلائل على ما حصل سوى معلومات ضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي، معيدة سبب مقتل هؤلاء في حال تأكد الأمر إلى الصراع الداخلي، خصوصًا بعد انشقاق أبو الوليد المقدسي عن داعش منذ فترة قريبة. ضحايا حلب وارتفع عدد ضحايا القذائف التي استهدفت الإثنين مدينة حلب في شمال سوريا الى 34 قتيلًا و190 جريحًا، في حصيلة هي الاكثر دموية خلال يوم واحد في الاحياء الخاضعة لسيطرة قوات النظام، وفق ما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان. وأحصى المرصد في بريد الكتروني بعد منتصف الليلة قبل الماضية ارتفاع عدد القتلى الى 34 بينهم 12 طفلاً على الاقل، بالاضافة الى 190 جريحًا، جراء سقوط أكثر من 300 قذيفة وصاروخ وأسطوانة متفجرة أطلقتها كتائب مقاتلة وإسلامية على أحياء عدة خاضعة لسيطرة قوات النظام في مدينة حلب. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس: «إن حصيلة القتلى تعد الأعلى جراء قصف قوات المعارضة على أحياء في مدينة حلب». وأضاف: «إن مجموع عدد الضحايا بين قتلى وجرحى يجعل الاثنين اليوم الاكثر دموية الذي تشهده الاحياء الخاضعة لسيطرة قوات النظام في المدينة». وبحسب المرصد فإن عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب عشرات الجرحى في «حالات خطرة وإصاباتهم بليغة». وتشهد مدينة حلب مواجهات عنيفة منذ عام 2012 بين قوات النظام والمعارضة اللتين تتقاسمان السيطرة على أحيائها. وتقصف قوات النظام بانتظام مناطق تخضع لسيطرة قوات المعارضة في مدينة حلب لا سيما بالبراميل المتفجرة التي تلقى من طائرات مروحية وقد حصدت مئات القتلى منذ نهاية العام 2013. ويقصف مقاتلو المعارضة الاحياء الغربية من المدينة الخاضعة لسيطرة قوات النظام بقذائف صاروخية غالبًا ما توقع ضحايا بين المدنيين.