إلى عبدالجليل الأربش وأخيه محمد ورفيقيه محمد البن عيسى وهادي الهاشم الذين استشهدوا حينما تصدوا لإرهابي مفخخ أراد تفجير نفسه في مسجد الحسين بن علي رضي الله عنه في حي العنود بالدمام، يوم الجمعة 11 شعبان 1436ه الموافق 29 مايو 2015م فارتدت سهام الفتنة إلى رقاب من أطلقها. لك المَحَبَّةُ تَحْدُو خُطْوَها المُثُلُ وفي رَحِيلِكَ حُزْنٌ أيْها البَطَلُ عبدَ الجِليلِ ومِنْكَ الحُبُّ مُتَّقِدٌ على أدِيمِ بِلادِي يَنْتَشِي الأمَلُ لما أتَى مَوْكِبُ الأنْوارِ في عَجَلٍ يَزُفُّ في فَرَحِ الأحْزانِ ما فَعَلُوا حِينَ اعْتَنَقْتَ مَعانٍ للفِدا عَظُمَتْ في لحْظَةٍ مِنْ وُقُودِ الطُّهْرِ تَشْتَعِلُ هَدَمْتَ رُكْناً مِنَ الإرْهابِ فاسْتَمَعَتْ لكَ المَنابِرُ والتارِيخُ والدُّوَلَ رَمَيْتَ رُمْحَكَ في قلبِ الغُلوِّ وما أرَدْتَ إلا رِحابَ اللهِ تَبْتَهِلُ يا صُحْبةً عانَقُوا الأمْجادَ فانْفَتَحَتْ لكُمْ فَضاءاتُ حُبٍّ حُضْنُها المُقَلُ وقد هَزَمْتُمْ بُغاةَ الشرِّ فانْدَحَرُوا على يَدَيْكُمْ يَغِيبُ الخَوْفُ والوَجَلُ للهِ دَرُّ نِساءٍ أنْجَبَتْ قِمَماً أمامَها يَتَجافَى القاتِلُ النَّذِلُ دَسَّ الدَواعِشُ في أرْجائِنا فِتَناً ومِلْؤُها الخُبْثُ والأحْقادُ والدَّجَلُ مالتْ إليها نُفُوسٌ ضُلِّلَتْ فَغَدَتْ طَوْعَ البَنانِ لِمَنْ بالكُرْهِ قد شُغِلُوا باعُوا ضَمائِرَهُمْ للأجْنَبِيِّ وقدْ ضَمَّتْ عَقائِدُهُمْ ما ليس يُحْتَمَلُ وقد ضَرَبْتُمْ مِثالاً في الوَفَاءِ وما اهْتَزَّتْ جَوانِحُكُمْ في وَجْهِ مَنْ جَهِلُوا حِينَ امْتَطَيْتُمْ رِياحَ الحُبِّ فامْتَثَلَتْ لكُمْ صِعابٌ وقَدْ سُدَّتْ لها السُّبُلُ في ذِمَّةِ اللهِ يا مَنْ عانَقُوا وَطَنِي بالحُبِّ نالُوا انْتصاراً ما بِهِ فَشَلُ وقدْ بَنَيْتُمْ صُرُوحاً في مَحَبَّتِكُمْ بِها القُلُوبُ غَدَتْ تَهْفُو وتَعْتَمِلُ هِيَ البِلادُ إذا أبْناؤها رَكِبُوا مَتْنَ الشجاعَةِ لا يَفْنَى بِها الأمَلُ يَبْقَى على الحَقِّ مَنْ طابَتْ سَرِيرَتُهُ يَضِلُّ عَنْهُ الذي فِي عَقْلِهِ خَلَلُ