قبل أسبوعين كتبت مقالا بعنوان "الحزم المستدير" كان مفاده أن أكثر كلمة تردد خلال الأشهر الماضية هي كلمة "الحزم" من عاصفة وطننا، التي بإذن الله ستعصف بكل ظالم، ثم شملت هذه الكلمة الوزراء والمسؤولين الذي قصروا في واجباتهم تجاه مسؤولياتهم أو المواطنين. كنت حينها قد طالبت بحزم مستدير لرياضتنا وبالذات لكرة القدم التي اصبحت تتهاوى كل يوم اكثر واكثر نظير الفلتان الواضح وغياب الصرامة التي هي الحل الرادع لكل متطاول مهما كان. المسألة ليست طرحا من مشجع فحسب مع أني نعم مشجع ولكن لأن هذه اللعبة تجذب انظار اكثر من نصف المجتمع، وهذا النصف أغلبه من الشباب ومن هم في مقتبل العمر، حين نشاهد هذا الفلتان التويتري والفضائي والصحفي بلا حسيب ولا رقيب، ومعركة واحدة في الملعب وعدة معارك خارجه، نؤمن تماما بما يحصل لمنتخبنا من تخلف عن ركب التطور، الذي كنا نسيّره ونقوده في يوم من الايام. أين تلك اليد الحديدية التي لا تتهاون في شطب اي لاعب او مدرب او اداري ان أساء أي منهم السلوك. مدرب الأهلي في التسعينات "زاناتا" اشار للحكم بيده بأنه يتحصل على الرشوة لم يكمل أربعة وعشرين ساعة إلا وكان هو وحقائبه في المطار، بينما قبل ثلاث سنوات فعل نفس الفعلة مدرب النصر واوقف 8 مباريات فقط. أتذكر لاعبي الاتحاد والاهلي سراج فريج وبندر الجار الله حين اشتبكا في احدى مباريات الفريقين في تلك الفترة فتم شطبهما من الرياضة كلها. من يبصق من اللاعبين يوقف ستة اشهر ومن يتخلف عن المنتخب يوقف عاما كاملا دون الرجوع لا للوائح ولا غيره، ومع ذلك كان للرياضة هيبة لأنها تمثل وطنا وثقافة مجتمع واهتمام شعب. الآن قائد النصر يمارس كل أنواع الاساءات القولية والفعلية، بصق وضرب بكرة وبدونها وألفاظ وحركات في الملعب وخارجه، وصلت الى مراكز الشرطة، وقبلها الى المحاكم، ومازال يمرح ويسرح دون عقاب رادع، تغير الخصوم تواليا ولا زال هو الخصم الثابت بدأ مشاكساته مع محمد نور مع قطبي جدة وكانت دائما تنتهي بطرده من الملعب ثم مرزوق العتيبي الذي وصل معه للمحاكم ثم الحارس حسن خليفة وبعده أحمد الفريدي ثم خالد عزيز وبعدهما رادوي ومشعل السعيد، وانتهاء بتيسير ال نتيف واللاعب العراقي اسلام، هذا ما عرفناه وشاهدناه وما لم نعرفه ونشاهده أعظم، تعدد اللاعبون وتغيرت الأندية وبقي هو ثابت كطرف لاي مشكلة، تعدى على اللاعبين خارج الملعب حتى في سياراتهم بصقا وضربا وألفاظا كما دون في محاضر الشرطة. ومع كل هذا الكم الوافر من الممارسات السيئة، ما زالت هناك أبواق تدافع عنه بل وتصنفه في قوائم الأساطير مع انه في كل موسم طرف ثابت في المشاكل، وفي مختلف المسابقات. كل هذا لم يجعلهم يخجلون من تصرفاته الطائشة رغم أنه اكبر اللاعبين سنا في الدوري، حتى كانت الفضيحة وما فعله في نهائي الجمعة الماضية أمام الهلال، في نهائي كأس الملك، وفي حضرة صاحب الحزم، بضرب المشجعين والبصق عليهم هو وزملاؤه اللاعبون بعد ان انتقل من ايذاء اللاعبين إلى الجمهور، ليوقف فقط ست مباريات، أما آن للحزم أن يستدير ليشطبه من رياضاتنا بعد ان تمادى في خدشها بل في جرحها حتى اصبح علامة لذلك. بإذن الله ألقاكم السبت المقبل في أمان الله. * ماجستير إدارة أعمال - جامعة الملك فهد للبترول والمعادن