الجزيرة - متابعة - عبد الرحمن المصيبيح - تصوير - عبد الرحيم نعيم : أكد عدد من أصحاب السمو والفضيلة والمعالي والسعادة على أهمية الأعمال الخيرية التي حث عليها ديننا الحنيف لما لها من أهداف التراحم والتواصل ومساعدة الآخرين. جاء ذلك عقب اختتام ندوة تنسيق العمل الخيري التي نظمها المجلس التنسيقي الأعلى للجمعيات الخيرية بمنطقة الرياض برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض وذلك بمركز الأمير سلمان الاجتماعي. حيث أشاد سمو أمين منطقة الرياض الدكتور عبد العزيز بن محمد بن عياف بمساندة ومتابعة ودعم الأمير سلمان بن عبد العزيز للأعمال الخيرية حيث يرأس سمو الأمير سلمان أكثر من جمعية وهيئة ومركز تقدم خدماتها ضمن التواصل والتراحم والمودة. وأبرز ابن عياف مهام ومسؤوليات المجلس الأعلى والتنسيق من الجمعيات بالمنطقة والمساهمة في دعم البرامج والمشاريع الخيرية. وأكد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز رئيس اللجنة التنفيذية لجمعية إنسان ما حققته من نجاحات متواصلة في هذا المجال وما اتخذته من أساليب لتنمية الموارد سواء كان عبر الاتصال المباشر أو عن طريق المكاتب أو عن طريق وسائل الاتصال المختلفة لجمع هذه التبرعات والاتصال برجال الأعمال أو عن طريق مكاتب الجمعية وبقية الشركات ووسائل الإعلام. ورأى الدكتور عبد الله آل بشر المشرف على مكتب المجلس التنسيقي أن إقامة ندوة تنسيق العمل الخيري جاءت بناء على توجيه من المجلس التنسيقي الأعلى للجمعيات الخيرية بمنطقة الرياض وبتوجيه كريم من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز. وعلق الدكتور البشر آمالاً كبيرة لإنجاح هذا المشروع الخيري النبيل الذي يدعمه دائماً صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض مشيداً بوقفة الموسرين ورجال الأعمال وحبهم للأعمال الخيرية. وقال اللواء الركن بندر بن عبد الله بن تركي آل سعود إن الأعمال الخيرية جاءت في مقدمة اهتمام ديننا الإسلامي، حيث اعتنى بها عناية بالغة لما لها من أهداف غاية في الأهمية كابتغاء مرضاة الله عز وجل ورجاء الثواب والأجر من الله سبحانه وتعالى دون النظر إلى المقابل المادي، ناهيك عن الاستقرار والبركة والحياة الطيبة والسعادة الروحية لدى من يقوم بتلك الأعمال، ثم إن انتشار الأعمال الخيرية بين الناس دليل على حب مساعدة المحتاجين وإغاثتهم، وهذه من الخصال الإسلامية المهمة والقيمة، كما أن العمل الخيري جاء ذكره في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة حيث جاءت الأوامر والترغيب والمديح والثناء لعمل الخير والتنافس فيه سواء من الممول أو العامل عليه من خلال حرص الإسلام في دفع المؤمنين إلى التسابق لعمل الخير، قال الله تعالى: {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.. وقال رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله).. هذا دليل على عظمة العمل الخيري في الإسلام حتى وإن كان صغيراً، كما حث ديننا الإسلامي جميع أبناء الأمة الإسلامية إلى التعاون في العمل الخيري بروح الفريق سواء أصحاب رؤوس الأموال أو الجمعيات الخيرية التي تعتني بالضعفاء والمرضى والمعاقين وذوي الحاجات الخاصة وغيرهم من أصحاب الحاجات الأخرى لأن ثواب العمل الخيري كبير وعظيم يضاهي الجهاد في سبيل الله إذا كان ابتغاء لوجه الله. وبين الدكتور عبد الله بن محمد المطلق عضو هيئة كبار العلماء عناية الإسلام بالعمل الخيري وقال إن ديننا الإسلامي الحنيف قد عني بالعمل الخيري، وأولاه أهمية عظيمة وذلك لتعدي نفعه، وعظم فائدته. فالمؤمن الصالح يقوم بنفع إخوانه المسلمين، امتثالاً لأمر الله تعالى، وابتغاء لمرضاته، وطمعاً في الأجر والمثوبة منه سبحانه، فيطعم الجائع، ويكسي العاري، ويواسي المحزون، ويفرج كرب المكروب. وأورد فضيلته النصوص التي وردت في هذا الشأن فقال لقد تواترت النصوص في القرآن والسنة الداعية إلى العمل الخيري والحاثة على نفع الآخرين . وامتدح الدور البارز للجمعيات الخيرية فقال إن من أبرز المؤسسات الخيرية في عالمنا الإسلامي جمعيات البر، فقد سطرت الجمعيات الخيرية في بلادنا المباركة أروع الأمثلة في العمل الخيري، والمساهمة الطيبة في شتى المجالات. وقدم في ختام كلمته الشكر الجزيل لحكومتنا الرشيدة، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني الذين بذلوا الكثير من الدعم للعمل الخيري والاهتمام بقضايا المسلمين. وكذلك القائمين على جمعيات البر الخيرية وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، الذي كانت له جهود جبارة في نجاح جمعيات البر، وبروزها بين المؤسسات الخيرية في بلاد العالم الإسلامي. واعتبر معالي الدكتور عبد العزيز الخويطر وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الجمعيات الخيرية مظهرا حضاريا لا يتوافر إلا في مجتمع يحب الخير ويسعى إليه، ويبثه، ويوطد أركانه، ويثبت أطنابه، والجمعيات الخيرية تدل على إحساس أفراد المجتمع بالمسؤولية تجاه جانب من جوانب المجتمع، يحتاج إلى التفاتة حانية، ورعاية خاصة، وجهود فائقة، وكلما تنوعت الجمعيات الخيرية، وزاد عددها، وانتشرت في البيئات التي تحتاجها، دل على وعي اجتماعي متميز، يرى أن السعادة لا تتم إلا إذا عمت، وحمل القوي الضعيف، والغني الفقير، والقادر العاجز. وأبرز دور المملكة في هذا المجال وقال إن المملكة التفتت إلى هذا الجانب، وأعطته ما يستحقه من الرعاية، وما يحتاجه من عناية، جاء هذا الوعي، وهذه الالتفاتة عندما بدأ التحرك في المملكة نحو تطوير الجوانب المختلفة، التي بدون رعايتها يبقى السير ناقصاً والتطور والتنمية ضعيفين مبرزاً معاليه دور جمعية البر فقال: ولعل أول الخير في هذا الجانب، وأول التنبه لهذا الجانب المهم بدأ بجمعية البر، التي كانت رائدة، ولا غرو فهي الجمعية البارزة في عاصمة المملكة، وهي التي حظيت برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض الذي عرف بالتفاتاته لما يجعل الرياض عاصمة بحق، في صورتها الفعلية، وفي اكتمال جوانب الخير في جنباتها، وجميعة البر وما تقوم به من أعمال خيرية أصبحت قدوة للمدن الأخرى، التي تتسابق اليوم لإنشاء جمعيات متعددة، وكل أمرها إلى أناس عرف عنهم حبهم للخير، والسعي فيه. وهذا أفاد أهل الخير والصدقات، فصاروا عن طريق الجمعيات يطمئنون إلى أن زكواتهم وصدقاتهم تذهب إلى المستحقين، وتفك كرباتهم، وتقضي على الشدة في معيشتهم. وتناول معالي الشيخ عبد الله العلي النعيم رئيس مجلس إدارة مركز الأمير سلمان الاجتماعي العمل الخيري في المملكة قائلاً: العمل الخيري في المجتمع السعودي زرع غرسه الأجداد ونمته الأجيال اللاحقة إيماناً منها بأن عمل الخير هو من صميم الشريعة الإسلامية ومقاصدها الفاضلة، قد يتصور البعض أن العمل الخيري في المملكة العربية السعودية ارتبط بسنوات الطفرة أو عقب اكتشاف النفط ووفرة المال لكن الذي لا يعرفه الكثيرون أن العمل الخيري في المملكة قديم قدم هذا البلد، ومتأصل في نفوس أبنائها الذين عملوا على تطويره حتى أصبحت المملكة العربية السعودية منارة العمل الخيري والتطوعي بين دول العالم العربي والإسلامي فلا يذكر العمل الخيري في أصقاع الأرض إلا مقروناً باسم المملكة. مبيناً معاليه أن العمل الخيري جزء لا يتجزاً من ثقافة المجتمع السعودي وتقاليده التي تنبع من العقيدة الإسلامية ومبادئها السامية فقد عرف العمل الخيري في المملكة منذ أمد بعيد واتخذ أشكالاً وصوراً متعددة، منها الفردية والعائلية والقبلية، إلا أنه أخذ شكله المنظم عقب توحيد البلاد على يد مؤسسها جلالة المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، وتوجهه لبناء مؤسسات الدولة فبرزت وزارة الشؤون الاجتماعية وإداراتها المختلفة، لتقدم العديد من المساعدات والخدمات للفئات المحتاجة من المجتمع. وعلق معاليه آمالاً كبيرة على المجلس التنسيقي الأعلى فقال ومع عقد (المجلس التنسيقي الأعلى للجمعيات الخيرية بمنطقة الرياض) ندوة (تنسق العمل الخيري) فإننا نتطلع لمزيد من الجهود من قبل القائمين على هذا المجلس الفاعل لوضع الحلول لمعوقات العمل الخيري والنهوض به على أساس قوي مع الحرص على التنسيق المستمر بين الجمعيات والمؤسسات الخيرية بما يرفع من عطائها ويكسبها الفاعلية لبلوغ أهدافها، وكذلك نشير إلى أهمية الدراسة والتخطيط، وتأهيل الكوادر العاملة من أجل بلورة أساليب العمل بما يتماشى مع تحقيق الأهداف المنشودة. ومما لا شك فيه أن الإعلام بوسائله المتعددة يلعب دوراً مهماً في تنمية مفهوم العمل الخيري وتعزيزه في نفوس الأفراد، وعليه يتوجب على القائمين عليه كجزء من مسؤوليتهم الاجتماعية مضاعفة الجهود للتوعية والإرشاد بأهمية هذا العمل واستنهاض همة الخيرين من أبناء الوطن للإسهام والمشاركة بما يعود بالنفع والفائدة على مجتمعنا ووطننا الذي ينعم ولله الحمد بالاستقرار والتنمية في ظل وتوجيه رجل الإنسانية خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز رجل الخير والإحسان وسمو النائب الثاني وزير الداخلية الأمير الجليل نايف بن عبد العزيز وحكومتنا الرشيدة. كما تحدث الأستاذ عبد الرحمن بن علي الجريسي رئيس مجلس إدارة غرفة الرياض قائلا: يبقى العمل الخيري أحد أهم صور التراحم والتعاون التي كرسها الإسلام في شتى الصور، وحث عليها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في أكثر من حديث. ووصف الدكتور علي بن مرشد المرشد - عضو مجلس إدارة جمعية البر بالرياض - الأعمال الخيرية قائلا: فإن من أجل الأعمال وأفضلها وأزكاها التقرب إلى الله بما شرعه على لسان رسوله عليه الصلاة والسلام في القيام بأعمال الخير ونفع المسلمين وفعل الأسباب التي تجلب لهم صلاح أحوالهم ودفع الشرور عنهم. والعمل الخيري الذي ينبثق من جمعية البر بالرياض وأعمال البر الأخرى التي تقوم في مختلف الجمعيات المنتشرة في منطقة الرياض وغيرها قد أصبح أثرها محموداً وخيراً في المساهمة في التخفيف من آلام وهموم المحتاجين والضعفاء والمساكين والأيتام وتقوم الجمعية الخيرية في منطقة الرياض بدعم وإشراف من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز حفظه الله وسمو نائبه الأمير سطام بن عبد العزيز حفظه الله بتنفيذ أنشطة نافعة وأعمال اجتماعية خيرة في مختلف المجالات التي يحتاج إليها كثير من الناس والتنسيق في أعمال هذه الجمعيات سوف يضاعف من أعمال الخير بين هذه الجمعيات ويحقق النفع والمصلحة للمجتمع وذلك وفق نشاط وأهداف كل جمعية ومن أبرز فوائد التنسيق في الأعمال الخيرية إبراز مفهوم العمل الخيري ودوره في المجتمع وتوثيق العلاقة بين الجمعيات الخيرية وتحقيق الجودة الشاملة في أعمال البر والأعمال الطيبة في مختلف تخصصاتها وأهدافها المفيدة ولذلك فإن عقد ندوة من أجل تحقيق هذه الأغراض النبيلة وتسليط الأضواء على الأعمال التي تقوم بها الجعيات هو بلا شك جهد موفق بإذن الله ومبارك أسأل الله أن يجزي كل من يقوم بدعم أعمال الخير أحسن الجزاء كما أسأله سبحانه وتعالى أن يبارك في كل الجهود التي تقوم بها حكومتنا الرشيدة من أجل هذه المساعي الحميدة وأن يجزي قادتنا كل خير وأن يجزل المثوبة والأجر لسمو الأمير سلمان وسمو نائبه على ما يقومان به من دعم وتشجيع لأعمال البر وشكراً لسمو المشرف العام على المجلس التنسيقي الأعلى للجمعيات الخيرية الأمير الدكتور عبد العزيز بن محمد العياف على جهوده الطيبة في أعمال الخير وشكراً لكل العاملين في أعمال الخير سائلا المولى عز وجل أن يجزل الأجر والثواب للجميع إنه سميع مجيب. توجيه الأمير سلمان وكان صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض قد أمر بإقامة مشروع خيري بمدينة الرياض يخدم الرياض وأهلها ويدعم الجمعيات والأعمال الخيرية في منطقة الرياض تحت مسمى جمعية الأمير سلمان بن عبد العزيز للأعمال الخيرية. هذا وسيتولى أعيان وأهالي الرياض تمويل المشروع بمناسبة مرور أكثر من 50 عاما على تولي سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز إمارة منطقة الرياض.