بعد الاستقالة المفاجئة لبلاتر رئيس الفيفا، دعونا نضع جانباً كل التكهنات قصيرة المدى لظروف وملابسات ما بعد الاستقالة، ومن سيترشح ومن سيخلفه ومتى سيقام الكونجرس ومتى ستقام الانتخابات؟ دعونا نضع كل هذا جانباً، ونذهب بعيدا قليلا لسنوات قادمة، أو ربما أبعد أكثر لعقود مقبلة لنستشرف المشهد الجديد في المنظمة التي تدير كرة القدم في العالم، ونقولها ببساطة: نحن الآن بانتظار «الفيفا الجديد»، الذي ظهرت بعض معالمه في الأفق خلال السنوات الأربع الماضية، وتحديدا بعد خسارة ملفي بريطانياوأمريكا لكأسي العالم أمام روسيا 2018 وقطر 2022 على التوالي. الجميع يعلم، بل العالم كله يعلم، أن أمريكا ومعها بريطانيا تبسطان منذ عقود طويلة نفوذهما على المنظمات الدولية الرئيسية، الأممالمتحدة، صندوق النقد الدولي، البنك الدولي، هذه هي المفاصل السياسية والاقتصادية والمالية التي تتحكم في مصير دول العالم، وقد اكتشفت الدولتان متأخراً جداً أن هناك منظمة أخرى ذات نفوذ وذات استقلالية مالية (وغنية) ليست تحت سيطرتهما وهي «الفيفا».. لذلك كان لا بد من نقل الاتحاد الدولي لكرة القدم من وضعه الحالي الخارج عن نطاق الهيمنة إلى وضع المنظمات الدولية الأخرى، الأممالمتحدة، صندوق النقد الدولي، البنك الدولي، أي تحت السيطرة البريطانية والأمريكية، هذا هو نتاج زلزالي الفيفا. نحن الآن أمام وضع جديد ومختلف تماما، نحن ببساطة أمام «الفيفا الجديد». وقد يسأل سائل، ما وضع استضافة قطرلمونديال 2022 وفق ما أطرحه في هذا المقال؟ أقول: إن قواعد اللعبة تغيرت بشكل دراماتيكي وكامل، وعلينا أولاً أن نعيد التأكيد انه لم يكن لدينا في الفيفا (القديم) ما نخفيه في مونديال قطر 2022، وليس لدينا ما نخفيه في مرحلة «الفيفا الجديد»، لكن يتوجب علينا الآن أن نفكر بشكل مختلف ورؤية مختلفة وتعاطٍ مختلف تماما يتسق مع معطيات «الفيفا الجديد» ووصولا إلى 2022. وأنا أعترف أن الحرب الشرسة والحقيقية التي ربما لم تكن متوقعة على المسؤولين عن مونديال قطر 2022 ستتواصل.. لكنني أقول إنه وبعد زلزال (الاعتقالات في سويسرا) ثم زلزال (تنحي بلاتر) ولكل من يساوره الشك أو القلق أو الخوف، أقول بكل ثقة إن مونديال 2022 سيقام بإذن الله في دولة قطر، لسبب بسيط جداً وهو أن ملف قطر لم يرتكب شيئاً خطأ مثلما يصور الإعلام أو تصور التحقيقات التي تجريها أي جهة.