البطل من يزهق الباطل! وبلدنا يتعرض لهجمات شرسة قذرة في الشمال والجنوب والشرق والغرب، يُستعمل أبناؤنا –مع شديد الألم- في معظمها لطعن بلدهم وسفك دماء مواطنيهم، أرى أننا لسنا بحاجة إلى أي مواطن، بل نحن بحاجة إلى المواطن البطل! فالحاجة للأبطال كما البطولة لا تظهر إلا عند المخاطر! أولاً: نحن بحاجة إلى المواطن الذكي الفطن الحكيم، وليس المواطن الألعوبة بأيدي أعداء الوطن، حتى ولو كان يرفع لواء الإصلاح، فالمواطن البطل يريد الصلاح والإصلاح ولكنه يعرف متى يتكلم! ومتى يسكت! وبم يطالب! وعن أي شيء يتوقف! فالأمور كما قال أبو الطيب المتنبي: الرأي قبل شجاعة الشجعان هو أول وهي المحل الثاني ونحن بحاجة إلى المواطن البطل الذي يستطيع الوقوف بإيمانه وفكره ووعيه أمام شبهات المشبهين، يستطيع مواجهتها وتسفيهها وهي أوهى من بيت العنكبوت عند المواطن البطل الذي يملك العلم والفكر! ونحن بحاجة إلى المواطن البطل الذي يذود عن مكتسباتنا بصدره كما هم جنودنا الأبطال في ميادين القتال، ويذود عن وطنه بقلمه كما هي أقلام البناء، وبمساهماته في مواقع التواصل، وبالمسارعة للتعاون مع رجال الأمن عندما يرى ما يشتبه به، فالمواطن البطل لا ينتظر المكافأة حتى يحمي دمه وعرضه ووطنه من أهل الإجرام! ونحتاج إلى الشاب البطل الذي يعيش لهدف نبيل، فيقدم أنموذجاً بطولياً بعلمه وفكره واهتماماته، ولا يكون مصدر ألم لدينه ولا لوالديه ولا لوطنه، بل هو شامخ لا تجرؤ عليه خفافيش الظلام والأسماء الوهمية في مواقع التواصل! ونحن بأمس الحاجة إلى الأب البطل، الذي يواجه الصعاب التربوية ببذل وقته وماله ونفسه مستثمراً في أبنائه، فهم أعظم مصدر استثماري، ونجاحهم هو نجاحه في هذه الحياة، ولذلك فمن الفشل أن يتركهم لقمة سائغة لمن يحولهم إلى صدره وصدور إخوانه! يقول المتنبي: ولو أن الحياة تبقى لحي لعددنا أضلنا الشجعانا وإذا لم يكن من الموت بد فمن العجز أن تموت جباناً ومع أبي الطيب أقول من العجز أن تموت وأنت ميت أصلاً، عندما تعيش ميتاً بلا هدف ولا مشروع، ومن العار أن تموت إرهابياً قاتلاً، فعيش يوم واحد كالأسد خير من عيش مائة سنة كالنعجة!