أنا مقبل على الزواج، وأنا شديد الخجل.. أريد منكم الإفادة.. ارشدوني مأجورين. الجواب أولا نفرق بين الحياء والخجل؛ فالحياء بمعنى (التوبة والحشمة). والخجل: هو الخوف من الناس، والتصريح عن الانفعالات العادية وهو غير محمود لما يترتب عليه من تفويت المصالح أو الرضا بالإذعان ونحو ذلك، كانكماش الولد أو البنت وانطوائه وتجافيه عن ملاقاة الآخرين. قد يتحول بعض الأحيان الخجل إلى رهبة وخوف، وقد يصل إلى رهاب من الناحية العلمية؛ لأن الخوف يولِّد انفعالات عصبية ينتج عنها هرمون يسبب حالة من اليقظة الكاذبة التي تؤدي إلى «ضغط الدم، والصداع، والنسيان المتكرر، والنوم غير المنتظم». إن الأشخاص الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي -الخوف غير المبرر من الناس- يجدون صعوبة في التكيف مع البيئة المحيطة بهم، ويواجهون مشكلات من أهمها تدني مستوى الثقة بالنفس الذي يؤدي في النهاية لحالة من السلبية. أثر الخجل على النفس: تنزعج منه النفس، ولا تطمئن إليه من داخلها (وإن خدعت غيرها بأنها راضية به). عواقب الخجل: يترتب عليه فوات مصالح، أو ضياع حقوق، أو ذلة في غير موضعها.. عليك أخي أن تكتشف نفسك، وتعرف هل تقصد الحياء أم الخجل؟ فإن كان حياء فذلك أمر جميل، ولكن يجب أن لا يزيد عن حده، أما إن كان خجلاً فعليك أن تبادر لفهم الأمور التي تحيط بك على حقيقتها، فليس هناك في هذه الحياة ما يدعونا للخجل إلا ما نهانا عنه ربنا سبحانه وتعالى. عليك أن تعلم نفسك وتدربها على المواجهة، وليس عيباً أن تخطئ فكل ابن آدم يقعون في الخطأ، والعاقل من يتعلم من أخطائه مهما حرص الإنسان بعدم الوقوع في الخطأ لا بد وأن يتذوقه، ولتعلم بأن خجلك خطأ وعليك التعلم منه وتجاوز هذا الخطأ بالمواجهة والقوة وليكن ذكر الله سبحانه وتعالى هو ديدنك طيلة الوقت، وبالأخص في الأوقات التي تشعر فيها بالخجل، لأنه بذكر الله عز وجل تطمئن القلوب وترتاح، وستجد نفسك -بإذن الله- مطمئنًا وقويًا، ثم ليس هناك ما يستوجب الخجل في الزواج؛ فالزوجة هي مستودع أسرار زوجها، وهي ستره كما هو ستر لها، لذلك عليك أن تطمئن لها، وأن تثق بها، وأن توضح لها حقيقة الأمر بأنك تعاني من بعض الخجل، وأنها يجب أن تساعدك، وأن لا تمارس عليك ضغوطاً تؤدي بك إلى حالة نفسية قد تدمر زواجك، وعليك أن تكون منفتحاً معها قدر ما تستطيع لا أن تخجل منها، وتكتم عنها ما بداخلك، أو تخجل أن تمارس معها حقوقك أو تمنحها حقوقها. وعليك إن وجدت نفسك غير قادر على التغلب على هذا الأمر بمفردك أو بمساعدة زوجتك فعليك أن تبادر لعرض نفسك على اختصاصي يساعدك قبل أن يستفحل الأمر معك، ويصبح مرضاً ينهكك.