من المنتظر أن تواصل منظمة أوبك ضخ النفط بأقصى ما تستطيع تقريبا لأشهر أخرى مع قناعتها بأن علاج صدمة السوق في العام الماضي أنعش الطلب وأزاح منافسة متنامية. ومع استقرار أسعار النفط حاليا عند نحو 65 دولارا للبرميل وهو أعلى حوالي 20 دولارا عن مستوياتها المنخفضة في يناير فإن هناك رغبة ضعيفة داخل المنظمة لتعديل الحدود القصوى للإنتاج وهو ما يراه بعض المحللين خارج نطاق قدرتها. وقال مندوب خليجي رفيع في أوبك في وقت متأخر أمس الثلاثاء بعد اجتماع غير رسمي لأربعة أعضاء خليجيين رئيسيين في وقت سابق من اليوم نفسه "هناك توافق بين أعضاء أوبك الخليجيين وآخرين للإبقاء على سقف الإنتاج بدون تغيير." وقال وزير النفط العراقي عادل عبد المهدي إن هناك "تفاؤلا وقبولا عاما بالموقف الحالي." وتجتمع المنظمة يوم الجمعة بعد ندوة تستمر يومين يشارك فيها الرؤساء التنفيذيون لشركات الطاقة العالمية الكبرى ومن بينها بي.بي وإكسون والتي تغيرت حظوظها فجأة جراء قرار أوبك بالإحجام عن بذل جهود للمحافظة على أسعار النفط عند ما يزيد عن 100 دولار للبرميل مفضلةالدفاع عن نصيبها من السوق. وقال المندوب "لا يريد أحد هز السفينة. من المتوقع أن يكون الاجتماع إبحارا سلسا." وقال عبد الله البدري الأمين العام لأوبك اليوم الأربعاء إنه لا يتوقع اجتماعا طويلا للمنظمة مضيفا "كل شئ واضح للغاية". ويشكل هذا تغيرا في النبرة عن اجتماع المنظمة السابق في نوفمبر 2014 حينما حاولت فنزويلا وآخرون دون جدوى إقناع السعودية وحلفائها الخليجيين بخفض الإنتاج. وفي هذه المرة فإن الدعوات إلى التعاون خفتت مع عدم مبالاة من موسكو رغم انتهاز أوبك الفرصة للتأكيد على أهمية العمل معا. وقال المندوب الخليجي إن آفاق سوق النفط إيجابية وبصفة خاصة في النصف الثاني من العام مع قول وزير النفط القطري محمد السادة إن السوق من المنتظر أن تكون "أكثر توازنا". وقال وزير النفط السعودي على النعيمي يوم الإثنين "يمكنكم ملاحظة أنني لست قلقا لكني سعيد." وربما لا تزال هناك بعض اللحظات المتقلبة. فإيران تسعى لضمان حيز لها مع عودتها التدريجية إلى سوق النفط بعد غياب لسنوات حيث قلصت العقوبات صادراتها بنحو النصف إلى حوالي مليون برميل يوميا بحسب ما قاله مسؤول يوم الإثنين. وحتى إذا توصلت إيران والقوى العالمية إلى إتفاق في الموعد النهائي المقرر في 30 يونيو حول رفع تدريجي للعقوبات المرتبطة ببرنامج طهران النووي فإن معظم المحللين يتوقعون أن يستغرق الأمر أشهرا إن لم يكن عاما أو أكثر قبل أن يبدأ الإنتاج الإيراني في التعافي وهو ما لا يجعل هناك سببا يدفع أوبك لبحث تلك المسألة الآن. وكتب محللون لدى باركليز "نظرا للضبابية المتزايدة بشأن صفقة (إيران النووية)..نعتقد أن أوبك من المرجح أن تتخذ منحنى الترقب والانتظار فيما يتعلق باحتمالات ضخ مزيد من النفط."