لندن، القاهرة، سنغافورة - رويترز - واصلت أسعار النفط أمس ارتفاعها، وسط توقعات باتجاه منظمة الدول المصدرة للنفط («أوبك») إلى رفع سقف إنتاجها 1.5 مليون برميل يومياً، في اجتماعها الدوري الذي ستعقده العاشرة صباح الأربعاء المقبل في فيينا. وارتفع «برنت» في العقود الآجلة دولاراً إلى 115.53 دولار للبرميل، مسترداً خسائر مني بها في وقت سابق مع تراجع الدولار أمام سلة عملات 0.46 في المئة. وارتفع عقد أقرب استحقاق 77 سنتاً إلى 115.30 دولار للبرميل. وكذلك تحوّل الخام الأميركي الخفيف أيضاً للارتفاع، وزاد 33 سنتاً إلى 100.62 دولار للبرميل. أما في ما يتعلق باجتماع «أوبك»، فمن المقرر أن يسبقه اجتماع لوزراء ومسؤولين من لجنة المراقبة الوزارية التابعة لها، والتي تضم الكويت ونيجيريا والجزائر والأمين العام للمنظمة عبدالله البدري. وأفاد بعض مندوبي «أوبك» بأن المنظمة قد ترفع إنتاجها، علماً أنها أبقت مستوياته المستهدفة مستقرة منذ كانون الأول (ديسمبر) عام 2008 حين اتفق على خفض قياسي في الإنتاج لدعم الأسعار. وأفاد مندوب في «أوبك» بأن المنظمة «تدرس رفع مستويات الإنتاج المستهدفة بما يصل إلى 1.5 مليون برميل يومياً»، مشيراً إلى أن «هناك حاجة للزيادة لتعويض النقص في ليبيا... أسعار النفط مرتفعة أكثر من اللازم. 100 دولار تخيف الناس». ورأى أن «النتيجة المرجحة للاجتماع ستكون رفع الإنتاج مليون برميل يومياً. هذا سيهدئ الأسعار». وأشار إلى أن «زيادة الإنتاج المستهدف بمليون برميل يومياً لن تؤدي إلا إلى زيادة طفيفة في الإمدادات الفعلية ل «أوبك». فهذا يرجع إلى أن جزءاً من الزيادة يمثل التجاوز الفعلي لسقف الإنتاج من بعض أعضاء «أوبك». وأنتجت دول «أوبك» ال 11 المقيدة بحصص محددة، 26.23 مليون برميل يومياً في أيار (مايو) أي ما يزيد نحو 1.4 مليون برميل يومياً على المستوى المستهدف 24.84 مليون برميل يومياً. وإذا رفعت «أوبك» مستوى الإنتاج الرسمي، فإن ذلك سيضطرها إلى مواجهة مسائل صعبة. ولا تمتلك بعض الدول طاقة إنتاجية فائضة لكي تزيد الإنتاج، لكنها ستحجم عن التخلي عن الزيادات الرسمية لمصلحة الدول التي تستطيع ضخ المزيد. وتريد دول أخرى أن تكون المستويات المستهدفة معبرة عن التغير في الطاقة الإنتاجية. وفي الإطار نفسه، ذكرت نشرة «انيرجي انتليجنس» نقلاً عن مصادر ومندوبين في «أوبك» أن المنظمة ستبحث زيادة إنتاج النفط بما يصل الى 1.5 مليون برميل يومياً عندما تجتمع الأسبوع المقبل والنتيجة الأرجح هي أن تكون الزيادة مليون برميل يومياً. ونقلت النشرة عن شخص وصفته بأنه «مطلع في «أوبك» قوله في نشرتها «انترناشيونال أويل» اليومية أن «النطاق بين 500 ألف و1.5 مليون... إن زيادة فوق هذا النطاق ربما لن يوافق عليها بعض الأعضاء ومن بينهم إيران وليبيا وفنزويلا». وقال: «أفضل رقم ربما سيكون نحو مليون. هذا سيمثل تعويضاً بالنسبة لليبيا ويظهر للسوق أن «أوبك» تحاول خفض السعر». في المقابل، قال وزير الطاقة الجزائري يوسف يوسفي إنه لا يتوقع أن ترفع «أوبك» سقف الإنتاج. ورأى مندوب آخر في المنظمة أن «لا حاجة لتغيير رسمي لوجود كثير من التعقيدات». وأضاف: «الجميع يضخون كما يريدون على أي حال ويحصلون على المال الذي يريدونه وأكثر». وإذا رفعت «أوبك» مستويات الإنتاج المستهدفة فإن ذلك سيتناقض مع نتيجة استطلاع لوكالة «رويترز» أظهر أن المحللين يتوقعون ترك الإنتاج من دون تغيير في الاجتماع. وفي الشهر الماضي حضت وكالة الطاقة الدولية المنتجين على تعزيز الإمدادات للمساعدة في خفض تكاليف الوقود وحماية التعافي الاقتصادي. وقال محلل النفط لدى «جيه بي مورغان» لورانس ايغلز: «حتى إذا أدى رفع سقف الإنتاج إلى إضافة كمية قليلة من براميل النفط في السوق فإن ذلك سيهدئ القلق في شأن الإمدادات الليبية والمخاوف في شأن تكاليف الوقود المرتفعة». وأضاف: «ستكون هذه خطوة إيجابية من ناحية السياسة بالنسبة للبلدان المستهلكة». وعززت السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم إمدادات النفط في شباط (فبراير) لتعويض النقص في صادرات ليبيا التي تراجعت بسبب الحرب. لكن «أوبك» لم تتخذ أي قرار رسمي بضخ مزيد من النفط في السوق للحد من ارتفاع الأسعار. وقال محللو «جيه بي مورغان اند تشيس» في تقرير أول من أمس: «رفع الإنتاج خبر جيد بالطبع للاقتصاد العالمي الذي يمر بمرحلة حرجة». وأضاف: «لكن ليس واضحاً حتى الآن إن كان ذلك كافياً للحيلولة دون استمرار ارتفاع الأسعار في الربع الثالث».