إن ما يحاك للبلاد العربية من مكائد، بإثارة النعرات الطائفية، مخطط لها من جهات تضمر الشر لها، يأتي في مقدمتها الحكومة الصفوية بإيران لبذر الفتنة والقلاقل بين أفراد الشعوب العربية، وإشغالهم بأمور هامشية. إن من حرض على تفجيرات المساجد في القديح والدمام هو نفسه الذي حرض على قتل أهل السنة في العراق، وآخرهم حرق مواطن سني أمام كاميرات الإعلام للمبالغة في إشعال الفتنة بين السنة والشيعة. آن الأوان أن يتنادى العقلاء لإطفاء نار الفتنة في مهدها، لتفويت الفرصة على المتربصين لضرب اللحمة الوطنية، من الذين يراهنون على التقاطنا لطعم الانجرار وراء الفتنة، دون التفكير في عواقب الأمور. إن المخطط المراد تمريره هو استغلال مثل هذه الأعمال الإرهابية لإشغالنا بأنفسنا لتتسنى لهم الفرصة لتنفيذ مخططاتهم العدوانية، وتشتيت مجهودات الشعوب العربية. إن الأعمال الإرهابية التي تقوم بها إيران في البلاد العربية ممنهجة تقوم اولاً وأخيراً اعتماداً على أذنابها الذين يعملون ضد مصالح بلادهم، خدمة لأهداف الأعداء. من المؤكد أن إيران لا يهمها مصلحة الإسلام والمسلمين سواء كانوا سنة أو شيعة، فهي دولة آخر اهتمامها أمر الأسلام، إلا بقدر ما يخدم سياستها الداخلية والخارجية. إن السياسة الإيرانية قائمة على تصدير الثورة خارج إيران، فقد فشلت في ذلك عسكرياً، في حربها الطويلة مع العراق التي أكدت أن إيران أقل من أن تهدد أي دولة عسكرياً. مما جعلها تلجأ الى الحروب بالوكالة وقد حققت بعض النجاح في بعض دول شمال شبة الجزيرة العربية، إلا أن الطامة الكبرى هي عندما حاولت التعرض للمملكة التي ألجمتهم وأفشلت خططهم. إلا أن الضربة القاضية عليها كانت في اليمن، قد أفشلت خططها التوسعية باحتلال اليمن بواسطة أذنابها الحوثيين بهدف الوصول إلى مياه البحر الأحمر، مما يتيح لها الفرصة لتهديد أمن الخليج بصفة خاصة وبقية الدول العربية غرب البحر الأحمر بصفة عامة. بقي لها أن تلعب بالورقة الأخيرة لديها، وهي الاستفادة من مليشيات (داعش) التي تعتبر صنيعة إيران والقوى المتحالفة معها في العراق وسوريا ولبنان. إلا أن أهدافهم قد فشلت في تعكير أمن المملكة بسبب يقظة الأمن السعودي الذي حقق نجاحات باهرة في محاربة الإرهاب والوصول إليه قبل أن يحدد أهدافه الإرهابية.