سألني أحد الأصدقاء إن كنت قد غيّرت رأيي في قنوات الشعر خصوصًا أنني كنت أتوقع أن يكون «مصيرها الإغلاق»، أم كان يود معرفة رأيي في تلك القنوات إن كان تغيّر، بعد أن توقعت لها في مقالاتٍ سابقةٍ عدم الاستمرار والاختفاء سريعًا كما اختفى غيرها من قبل. وكان الحديث تحديدًا عن إيجابيات وسلبيات قنوات الشعر الفضائية، حيث تعدى عددها ال 15 قناة في حين لا يوجد منها ما هو متميّز سوى قناة أو قناتين، فقد أظهرت تلك القنوات العديد من السلبيات، منها إتاحة الفرصة لشعراء أقل بكثير من المستوى المأمول، وذلك من أجل ملء فراغها، حيث أصبح هؤلاء الشعراء يعتقدون أنهم نجوم شعر لمجرد ظهورهم عبر هذه الفضائيات، والعكس من ذلك نجوم الساحة الشعبية الحقيقيون الذين أصبحوا يفكرون كثيرًا قبل إعطاء القرار بالموافقة على الظهور عبر هذه الفضائيات من عدمه. شاعر معروف يرى قصيدته تعرض باسم شاعر آخر ويحاول الاتصال بالقناة للتصحيح ولا مجيب. إحدى تلك القنوات قامت قبل فترة بعرض قصيدة مشهورة لأحد الشعراء دون أن تذكر اسمه بأنه مَن قام بكتابتها، وفي هذا ضياع لحقوق الشاعر الذي ربما لو علم عن الأمر فبكل تأكيد لن يسكت.. في الجانب الآخر شاعر معروف يرى قصيدته تُعرض باسم شاعر آخر، ويحاول الاتصال بالقناة للتصحيح ولا مجيب!!. وفي الجهة الأخرى رأينا قنوات شعرية أخرى تسلك طريقًا مختلفًا كان بمثابة الصدمة لمحبي الموروث الشعبي، حينما بدت وكأنها قنوات غنائية تعرض الحفلات والكليبات ربما لجذب شريحة أخرى من الجمهور وإشغال الشات الخاص بالقناة لحصد الأرباح. في الحقيقة أنني عندما توقعت الإغلاق لهذه القنوات فإن هذا التوقع كان مبنيًا على عدة عوامل، نستطيع اختصارها في جملةٍ واحدةٍ وهي «أن الأهداف التي من أجلها تم افتتاح بعض تلك الفضائيات لم تعُد هي نفس الأهداف».