مشكلتي مع زوجي أنه دائم الخروج من المنزل، يبدأ يومه بالذهاب إلى العمل في الصباح، وعند العودة من العمل يخلد للنوم إلى آخر العصر تقريباً، وبعد وقت العشاء يذهب إلى أصدقائه، حيث يقضي معهم معظم الوقت ليعود وهو منهك تماما ليخلد للنوم! الوقت الذي يقضيه معنا يقضيه غالباً في متابعة التلفزيون أو الإنترنت. ليس بيننا نوع حديث، أنا أهتم بمنزلي وبنفسي وطفلي، ولكن في الفترة الأخيرة أصبت بخيبة أمل، فأصبحت متغيرة من هذه الناحية، وعذري في ذلك لمن سأتأنق وأتجمل!! أرشدوني ماذا أفعل؟ الجواب بعض الأسباب التي تدعو زوجك للخروج والسهر طوال الليل خارج المنزل: تأثر الزوج بمرحلة العزوبية، وتعلقه بأصدقائه، وعدم وجود الراحة التي ينشدها في المنزل. أولا جددي مشاعر حب زوجك في قلبك، واطردي تلك الوساوس والأفكار السوداء، والغضب الذي يكاد يفجر قلبك، الرجل يختلف في تفكيره تماما عن المرأة، فالمرأة خلقها الله سبحانه وتعالى عاطفية، تذكري عندما انتقلت من بيت أهلك إلى بيت زوجك، ماذا شعرت عندما زرت أهلك للمرة الأولى؟! كأنك لم تعيشي في ذلك البيت سنوات طوالا، لقد أصبح كل اهتمامك وعالمك ودنياك وتفكيرك هو العش الذي تسكنين إليه، ولو كانت المرأة وزوجها في قبر لا يفارقها لأحست بأنها أسعد امرأة في العالم، وهذه حكمة الله. أما الرجل فلا أقول لك إن الله لم يهبه العاطفة، لكنه خلق فيه توازنا عجيبا، وأيضا لم يجعل الرجال على درجة واحدة، وكذلك النساء، ينظر الرجل إلى منزله سكنا يأوي إليه ويجد فيه الراحة، ولكن في المقابل ينتظره في الخارج الكثير. ولديه من أمور الحياة ما يشغله، والرجل بطبعه اجتماعي يحب مخالطة غيره والاستفادة منهم، ومن الصعب أن تدرك المرأة هذه الأمور.. فإذا فهمتِ هذه النقطة جيدا فقد أمضيت خطوة كبيرة في حل هذه المشكلة. إذا أخذك زوجك في رحلة ولو كانت بسيطة وفي السيارة فقط. فأخبريه بمدى فرحتك بها، والتزمي مظهر السعادة لأيام بها؛ فهذا يشعره بأنك تحفظين معروفه، وسيكررها مرات ولكن بشكل أفضل وإلى أجمل أماكن التنزه، واحذري من إزعاجه برسائل الجوال وكثرة الاتصال عندما يكون بين أصدقائه، فهذا يحرجه أولا، ويغضبه عليك، ولا تدخلي الشك في حياتك لأنه إذا دخل في العلاقة بين الزوجين فعلى المودة ألف سلام، وانظري إلى خروج زوجك نظرة من زاوية أخرى إيجابية، فخروجه يتيح لك فعل أشياء لن تستطيعي فعلها بوجوده، اهتمي بشؤونك الخاصة والتجديد في المنزل.. متابعة هواياتك من قراءة وغيرها...ولا تنسي المفاجأة التي تستقبلين بها زوجك، فالزوج إنسان ذو مشاعر يأتي باللين والعطف وليس جدارًا يأتي بالقسوة والعنف.