تزوجت منذ ستة أشهر برجل حسن الخلق، ولكنه كثيرًا ما يخرج خارج البيت ويسهر إلى آخر الليل، تحدثت معه بهدوء فكان لا يستجيب لي، وهو بعيد عن العاطفة حتى صارحني بعدم حبه لي، وأنه كان يمثّل عليّ بحبه، ولكنه الآن لا يستطيع الاستمرار في التمثيل لأنه تعب، ويقول إنه هو المقصر معي.. فهل أبقى معه أم أطلب الانفصال؟ ارشدوني مأجورين. الجواب إن البيوت لا تُبنى على الحب فقط، لكن لا شك أن وجوده مما يجعل الحياة في أجمل وأزهى صورها، ويصبح للعطاء والبذل من كل طرف تجاه الآخر طعم آخر، لكن القلوب بيد الله يقلبها كيف يشاء، وهناك من يملك القدرة على إكمال الحياة الزوجية بدون حب، وهناك من لا يقوى على ذلك، ولا تثريب، فالبشر تختلف طاقاتهم وقدراتهم، وقد سألت امرأة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، الطلاق من زوجها، لا تعيب عليه خلقاً ولا ديناً، إنما لبغض وجدته في نفسها، فلم يعاتبها صلى الله عليه وسلم في ذلك، وكذلك رفضت بريرة وساطة الحبيب صلى الله عليه وسلم، لمّا سألها أن تعود لمغيث لحبه الشديد لها ولطفل بينهما، فلم يجبرها صلى الله عليه وسلم واحترم مشاعرها. حقيقة زوجك، أنه رجل نبيل ومحترم، فلا يمكنني بحال أن أجازف بالقول إنه خدعك أو لعب بمشاعرك، فقد أمهل نفسه كثيراً وحاول، ولم ينكر فضلك وحسن عشرتك، وهذا مما يدفعني لتقدير مشاعرك والإحساس بك كون فراق مثل هذه النوعية من الرجال صعبا وشديدا، ولكن لا يعلم الخير إلا الله، وحسبه أنه لم يخدعك ولم يعدك بشيء فوق طاقته. الأمر إليك؛ إما أن تتحملي الحياة معه دون الضغط عليه مطلقا في أن يبدي لك أي عاطفة، لأن هذا قد يؤدي إلى نتائج عكسية تماماً من بغض ونفور، على أمل أن يروقه الله يوماً حبك، وإما طلب الطلاق، وهذا ما أفضّله لك فما زلت صغيرة ويعوضك الله خيراً منه، كما أنه لو تعلق قلبه في مستقبل الأيام بأخرى وأحبها حباً حقيقياً فسيكون في هذا جرح شديد لمشاعرك قد لا تستطيعين حينها إكمال حياتك معه. أكثري من صلاة الاستخارة، وأسال الله تعالى أن يجعل لك فرجاً ومخرجاً.