قصفت ميليشيا الحوثي وقوات الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح مناطق سكنية في مدينة تعز، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من المدنيين. من جانب آخر، صدت المقاومة الشعبية هجوما للحوثيين في عدن بدعم جوي من طائرات التحالف الذي تقوده السعودية، وعززت المقاومة اليمنية مواقعها وسيطرتها على المناطق الحيوية في مأرب بعد تكبيدها الميليشيات خسائر كبيرة بلغت ثمانية عشر قتيلاً على الأقل، إضافة إلى أسر 15 آخرين، وطردهم من منطقة الجفينة جنوبمأرب، وباتت تحاصر ما تبقى من ميليشيات صالح والحوثي في صرواح. وفي "تطور" مهم في مسار المواجهات، أعلن عن تشكيل مجلس المقاومة الشعبية بمحافظة إب لوجوده في منطقة عرفت بولاء نخبتها التقليدي للمخلوع صالح، وتمثل مركز ثقل سكاني على مستوى اليمن، ومستودعا لكوادر الدولة الأمنية والعسكرية"، وجددت الجامعة العربية دعمها للشرعية في اليمن ممثلة في رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي، وما طالب به من تأجيل جلسة حوار جنيف حتى يمتثل الحوثيون لقرار مجلس الأمن 2216. وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية: إن اشتباكات عنيفة اندلعت صباح امس في منطقة جعولة ودار سعد، مشيرين إلى أن الاشتباكات ما زالت مستمرة، وفي صرواح بمأرب، تزامنت الضربات الجوية التي بلغت 10 غارات مع هجمات نوعية للمقاومة، ما أوقع عشرات الحوثيين بين قتيل وجريح وأسير. وفي تعز، سقط قتلى وجرحى في كمين للمقاومة الشعبية استهدف تعزيزات عسكرية حوثية، فيما قتل نحو 18 جنديا. وشن طيران التحالف هجمات نوعية على مقار وقواعد عسكرية في محافظتي حجة وصعدة حيث التحركات الحوثية. كما تمكنت المقاومة الشعبية اليمنية من إسقاط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات الحوثية، حيث نصبت كميناً لتعزيزات عسكرية متجهة لهم في مدينة تعز، كما تمكنت المقاومة من أسر مئات من الميليشيات في الضالع. واعتبر محللون يمنيون تشكيل مجلس المقاومة الشعبية بمحافظة إب وسط اليمن "تطورا" مهما في مسار المواجهة مع ميليشيات الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، سواء من حيث قطع الإمدادات عن هذا التحالف إلى مدينة تعز، أو استنزافه بجبهة جديدة طالما ظلت محل تساؤلات عن موعد اشتعالها. وجاء الإعلان عن المجلس الأربعاء بعد اتفاق مشايخ قبائل محافظة إب على تنظيم صفوفهم في كيان المجلس، وتوظيف الجهود لمقاومة ميليشيات الحوثي وقوات صالح من أجل تحرير المحافظة، وإعادة الأمن والاستقرار إليها، وصولا إلى عودة مؤسسات الدولة الشرعية لممارسة وظائفها الدستورية والقانونية. وقال عضو المجلس والناطق باسمه الشيخ عبد الواحد حزام: إن المجلس يضم وجهاء وشخصيات من مختلف المكونات السياسية والاجتماعية، وبابه مفتوح لمن يرغب بالانضمام إليه وفق أهدافه المعلنة. ويرى الكاتب ياسين التميمي أن الإعلان عن تشكيل مجلس المقاومة يمثل "تطورا مهما لوجوده في منطقة عرفت بولاء نخبتها التقليدي للمخلوع صالح وتمثل مركز ثقل سكاني على مستوى اليمن، ومستودعا لكوادر الدولة الأمنية والعسكرية". وأضاف: إن هذا التحرك "سيؤدي إلى تغيير مسار المواجهة مع الحوثيين وحليفهم صالح، بالنظر إلى وقوع المحافظة على مفرق طرق إستراتيجي باتصال العاصمة صنعاء ببقية المحافظات. سياسيا، تلقى الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، الليلة قبل الماضية اتصالاً هاتفيًا من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية أنه جرى خلال الاتصال بحث المستجدات والتطورات المتعلقة بالأزمة اليمنية والجهود التي تبذلها الأممالمتحدة من أجل حلها واستعادة الأمن والاستقرار في اليمن. وثمن الرئيس اليمني خلال الاتصال الجهود التي تبذلها الأممالمتحدة والمجتمع الدولي، وعلى الأخص الدول الشقيقة والصديقة والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ احمد. من جانبه، أعرب الأمين العام لأمم المتحدة بان كي مون عن دعم الأممالمتحدة للرئيس وقيادته الشرعية وجهوده الصادقة والحكيمة في قيادته للعملية السياسية بما يحقق أمن واستقرار اليمن. كما عقد مجلس الدفاع الوطني اليمني اجتماعاً في الرياض برئاسة رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة عبدربه منصور هادي. وقالت وكالة الأنباء اليمنية: إن الرئيس هادي استعرض خلال الاجتماع الموقف السياسي والأحداث، خصوصاً في ضوء المستجدات الأخيرة، المتمثلة في انعقاد مؤتمر الرياض وما نتج عنه والمتمثل في (إعلان الرياض)، بالإضافة إلى الأوضاع العسكرية والميدانية والترتيبات اللازمة في هذه المرحلة، وما تقوم به ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح من أعمال عدوانية وقتل الأبرياء وتدمير الممتلكات العامة والخاصة في عدد من المحافظات. من جهتها، جددت جامعة الدول العربية دعمها للشرعية في اليمن، ممثلة في رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي، وما طالب به من تأجيل جلسة حوار جنيف حتى يمتثل الحوثيون لقرار مجلس الأمن 2216 وتهيئة الأجواء لاستئناف الحوار بين مختلف الأطراف اليمنية. وقال السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة العربية في تصريحات للصحفيين أمس: إن الجامعة العربية تؤكد دعمها للشرعية في اليمن ممثلة في رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي؛ لأنه هو الآن يدير هذه الوضعية اليمنية باعتباره ممثلا للشرعية. وشدد السفير ابن حلي على أن الجامعة العربية مع أي توجه للقيادة اليمنية الشرعية فيما يتعلق بطلبها تأجيل مؤتمر جنيف حتى تلتزم كل الأطراف اليمنية بتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216، موضحا أن الأمانة العامة للجامعة العربية في تواصل مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومبعوثه إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، لمتابعة الأوضاع في اليمن والدفع بالفرقاء اليمنيين إلى طاولة الحوار، وضرورة دفع الحوثيين لتنفيذ ما طلب منهم في قراري مجلس الأمن والقمة العربية. وطالب السفير ابن حلي بضرورة التزام كل الأطراف اليمنية بتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 والذي أكد على عدد من العناصر ضمن هذا القرار لتهيئة الأجواء المناسبة لاستئناف الحوار بين اليمنيين وفي مقدمة هذه العناصر: أن ينسحب الحوثيون من المواقع التي سيطروا عليها وأن يعودوا إلى المناطق الخاصة بهم وتسليم المواقع الرسمية إلى السلطات الشرعية، وأن يتجاوبوا بشكل إيجابي مع قرارات مجلس الأمن والقمة العربية الأخيرة في شرم الشيخ؛ وذلك لتهيئة المناخ المناسب واستئناف الحوار ليبقى العنصر الأساسي والسبيل الأمثل لحل الأزمة اليمنية. وتابع قائلا: إننا نرى أن الحوار هو السبيل الوحيد للعملية السياسية التي تقود اليمن إلى تنفيذ مخرجات الحوار اليمني والمبادرة الخليجية، فهي كلها تشكل الأرضية المناسبة لحل الأزمة في اليمن بكافة جوانبها وبما يحقق المصلحة الوطنية ويحافظ على وحدة اليمن وسلامته والخروج من هذه الأزمة، معربا عن أسفه بأن هذه الأزمة وضعت اليمن الآن في وضع مزر، وهناك معاناة خطيرة وتضرر كبير للأهالي، مناشدا بالإسراع بتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية باعتباره واجبا عربيا قوميا ومسؤولية دولية تجاه اليمن.