رحم الله من سقط شهيدا يوم الجمعة الدامي من المواطنين في القديح، وعرفت الشرقية مبكرا أهل القديح، مسالمين، بسطاء، أوفياء، لديهم اعتزاز بوطنهم وانتمائهم. نعم كانت اللحظات بعد التفجير الإرهابي، قاسية، فاجعة، محزنة مع دماء المواطنين الشهداء عند ربهم، جاءت معها عبارات التنديد من الداخل والخارج، كما جاءت بعض التعليقات المخزية التي تريد النيل من المكتسب الأمني والرخاء لهذا الوطن. ظهر الجمعة الدامي، كانت القديح البلدة الوادعة بطيب من يسكنها في قلب كل مواطن ومقيم في هذا الوطن، كانت في قلب الإمارة والوطن، كانت بقلب أمير الشرقية والدولة. أما مشهد عصر أمس في تشييع وعزاء شهداء الوطن فقد كان مهيبا شارك فيه الوطن قيادة وشعبا وجاء معبرا بأن الجميع ضد الإرهاب، ضد النيل من مقدرات الوحدة الوطنية الكبيرة. هكذا تسير مسيرة الانتماء نحو المستقبل المضيء، لا كما يريد أصحاب الجهالة ومستنقعات التخلف والتفجر وضرب الوحدة الوطنية، نحو أفق النمو والتطلعات لما هو مشرق، منير للأجيال القادمة، لا للتناحر الذي يريده لنا أعداؤنا. الأعداء الذين يتربصون بنا، من داعش التي لا تمت للإسلام بصلة وتستهدف الجميع سنة وشيعة فالخلية التي فجرت في القديح هي من استهدفت الشهيد الغامدي, إلى الدول المعادية المشبوهة وها هي الحقائق تتكشف فنحن أمام أجهزة مخابرات من الطراز الأول حيث إن المادة المتفجرة التي تم بها النيل من شهدائنا في القديح هي ذات المادة التي ضبطت في منفذ جسر الملك فهد والتي أعلن عنها قبل أسابيع. لقد كانت «القديح» وهي تودع شهداءنا أمس في قلب الوطن والإمارة.. كما كانت خلال الأيام التي جاءت بعد العملية الجبانة التي استهدفت في المقام الأول زرع الفتنة وزرع اليأس في شموخ الوطن الذي لا تهزه أعمال الجبناء والمخادعين.