مرت الذكرى 25 للوحدة اليمنية التي تحققت صبيحة 22 مايو 1990، بين شطري اليمن الشمالي والجنوبي، والبلد يتجه نحو الدمار، بعد أن أوغلت جماعة الحوثي المسلحة المسنودة بقوات موالية للرئيس اليمني المخلوع صالح، في حرب دامية جرّت أغلب مناطق البلد إلى الخراب والمآسي. «الوحدة اليمينة التي كانت لسنوات طويلة عنوانا عريضا لكل الحروب، هي الآن عنوان للقتل»، هكذا علّق الناشط الاعلامي الجنوبي ماجد الشعيبي، وقال في حديث لمراسل اليوم: في عام 1994 تم اجتياح الجنوب تحت شعار «الوحدة أو الموت»، واليوم يتم اجتياح الجنوب باسم قتال أعضاء داعش والقاعدة، وجميع الحروب ضد الجنوب بهدف إضعافه وحرفه عن مساره في نزع استقلاله، مشيراً إلى أن المقاومة الشعبية الجنوبية، ماضية في تحقيق انتصارات ضد مليشيا الحوثي المسلحة، في كل الجبهات الجنوبية، على رأسها عدن. وتخوض جماعة الحوثي المسلحة، حرباً ضارية في المناطق الجنوبية، وهي تحمل شعارات تعميق الوحدة اليمنية، والحد من نشاط تنظيمي «داعش والقاعدة»، وتسعى من خلف ذلك استمالة مناصري الوحدة في المناطق الجنوبية. لكنها فشلت في تحقيق أي مكاسب على الارض، خاصة بعد تنظيم صفوف المقاومة الشعبية الجنوبية، ودخول فصائل الحراك الجنوبي في كفاح مسلح ضد «الغزاة الجدد»، بحسب الكاتب الصحفي عمار علي أحمد. وقال: المقاومة في الجنوب هي أكثر تنظيما من المحافظات الأخرى لأنها تستند إلى خبرات العشرات من العسكريين الجنوبيين، الذين تدربوا بشكل جيد. وعن ذكرى الوحدة اليمينة، قال أحمد: «الوحدة اليمينة فعلياً بدأت تشهد انتهاء على أرض الواقع، الوحدة لم تعد موجودة بذلك الشكل الذي كان في الماضي، فالجرح الذي سببه الحوثي بغزو الجنوب لن يندمل، وسيستمر في النزيف حتى إعلان الجنوب كدولة مستقلة عن الشمال». وزاد: الحراك الجنوبي في المحافظات الجنوبية، يخوض مع رجال المقاومة -الموالية لشرعية الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي- القتال في خندق واحد، ولدى مقاتلي الحراك مساع لفرض الانفصال عن الشمال بأي ثمن، بعد أن ينتهوا من حربهم ضد الحوثي. في المدن الشمالية، اختقت أي ملامح للاحتفال بالوحدة اليمنية في يوبيلها الفضي، واكتفت جماعة الحوثي التي تحكم سيطرتها على بعض المدن اليمنية منها العاصمة صنعاء، بإعلان يوم «الأحد» المقبل عطلة رسمية بدلاً من «الجمعة» الذي يصادف يوم إجازة رسمية، وكانت اليمن اعتبرت يوم السبت عطلة رسمية إلى جوار يوم الجمعة، وذلك لتحسين وضعها الاقتصادي، وهو ما وجد له معارضة كبيرة، لكن جماعة الحوثي مضت في إعلان «السبت» عطلة رسمية. ومن جانب آخر، حدث عرض عسكري مصغر، في شارع علي عبد المغني وسط مدينة صنعاء، لوحدات من الجيش الموالي لجماعة الحوثي وصالح، من الحرس الجمهوري المنحل والأمن المركزي -سابقاً- القوات الخاصة حالياً، وسط سخط شعبي ضد مليشيا الحوثي والقوات الانقلابية، بسبب تردّي الأوضاع الانسانية والمعيشية للمواطنين، واختفاء المواد الأساسية والمشتقات النفطية، واتهام الحوثي باحتكارها وتوفيرها لمقاتليه.