ثلاث مفارقات برزت في اليوم الثاني لفعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس 2015»، تراوحت بين تنبيه مصر لدول المنطقة إلى وحدة المصير، والخشية من «الغلوّ» الذي يجتاح المنطقة، ويضع الجميع في قارب واحد؛ وبين البحث الدائم للفلسطينيين عن «الدولة»، التي ظلت على رأس أجندة المنطقة حتى بدأ ما يسمى ب«الربيع العربي»، فيما نال الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز حظه -مجدداً- من «المقاطعة». الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، حذّر في كلمته بمؤتمري «دافوس 2015» من «الجمود الفكري»، راهناً إياه بالتطرف والغلوّ. وقال السيسي، الذي تحدث في محور «الاستثمار في الشباب»، إن «الجمود الفكرى، الناجم عن التطرف والغلو، الدينى أو المذهبى، تزداد حدته جراء اليأس والإحباط وتراجع قيم العدالة بمختلف صورها، وبالتالى فإن جهودنا للقضاء على التطرف والإرهاب لابد أن تتواكب معها مساعٍ نحو مستقبل تملؤه الحرية والمساواة والتعددية، ويخلو من القهر والظلم والإقصاء». ونبه الرئيس المصري أن «التهديدات فى عالم اليوم باتت عابرة للحدود، ولم يعد أحد منا يمتلك ترف التقاعس عن التعاون والتنسيق حتى يمكن القضاء عليها»، مشدداً أن «دول المنطقة كافة في قارب واحد». وزاد: التحدى الذى يطرحه موضوع الاستثمار فى الشباب ليس مجرد أحد الموضوعات على جدول أعمال الحكومات وحدها، لكنه قضية رئيسية ينبغى أن تكون محل تعاون وتكامل فى الجهود ما بين الحكومات وقطاع الأعمال، ولن يتحقق الازدهار الذى ننشده جميعاً ولن يسود السلام أو الاستقرار إلا من خلال استدامة التنمية والتعاون والتكامل بين الحكومة والمؤسسات الخاصة فى منطقتنا، وأيضاً فيما بينها وبين باقى الدول والأقاليم». وفي السياق، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري على هامش المؤتمر، إن «البروفيسور كلاوس شواب، رئيس منتدى دافوس الاقتصادى، اتفق مع الرئيس عبدالفتاح السيسى على عقد دورة منتدى دافوس الاقتصادى المقبلة فى شرم الشيخ، أواخر مايو القادم». وبين الوزير شكري أن «شواب شكر السيسي على مشاركته فى منتدى دافوس البحر الميت»، معتبراً ذلك إضافة نوعية ل«دافوس». ونال الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز حظه ونصيبه من المقاطعة، التي يحظى بها في كل انعقاد لدافوس في الأردن. ورفضت صحيفة «اليوم»، شأنها شأن غالبية وسائل الإعلام العربية، حضور المؤتمر الصحافي الذي عقده بيريز على هامش أعمال المنتدى الاقتصادي في البحر الميت، وقاطعته.