وصل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى سويسرا حيث يرأس وفد بلاده في المؤتمر السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس»، الذي بدأ فاعلياته أمس. وتأتي مشاركة السيسي بعد نحو 11 عاماً من غياب الرئاسة المصرية، إذ كانت المشاركات تقتصر على رؤساء الحكومات أو الوزراء ومحافظي البنك المركزي. ومن المقرر أن يلتقي السيسي على هامش المؤتمر عدداً من الزعماء الدوليين وفي مقدمهم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل وملك الأردن عبدالله الثاني، كما سيرأس غداً اجتماعاً دولياً يبحث في مواجهة التطرف والإرهاب. ويرافق السيسي وفد يغلب عليه الطابع الاقتصادي، إذ يضم إضافة إلى وزير الخارجية سامح شكري، وزراء: الصناعة والتجارة منير فخري عبدالنور، والمال هاني قدري، إضافة إلى محافظ المصرف المركزي هشام رامز. ووفقاً لمسؤول رئاسي تحدث إلى «الحياة» فإن مشاركة السيسي في المنتدى الاقتصادي الدولي تهدف إلى «الترويج للمؤتمر الاقتصادي الذي يستضيفه منتجع شرم الشيخ السياحي منتصف آذار (مارس) المقبل، وعرض مشاريع وفرص استثمار في مصر، إضافة إلى حشد الدعم الدولي لجهود مكافحة الإرهاب في المنطقة، وكيفية التعاطي مع انتشار ظاهرة التطرف والإرهاب وإيجاد الحلول لها». وأشار إلى أن الرئيس المصري سيطلب من المسؤولين الدوليين، تبني «استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب تتضمن، بالإضافة إلى البعد الأمني، الشق الاقتصادي والاجتماعي، إضافة إلى تغيير الخطاب الديني». وأكد أنه إضافة إلى الملف الاقتصادي سيكون موضوع الإرهاب ومكافحته «حاضراً بقوة في المناقشات». ووفقاً لبيان رئاسي فإن من المقرر أن يرأس الرئيس المصري غداً (الجمعة) «اجتماعاً مغلقاً تشارك فيه 52 شخصية دولية من رؤساء دول وحكومات، ووزراء، ورؤساء منظمات دولية، وعدد من الشخصيات العامة، سيناقش الجهود الدولية الراهنة للتصدي لظاهرتي العنف والتطرف، من خلال تناول عدد من التحديات والمخاطر الأمنية الراهنة الناجمة عن التنظيمات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط وغيرها، وأوجه التعاون الممكنة بين الحكومات ومجتمع الأعمال والمجتمع المدني للتصدي لظاهرة تنامي التطرف، وكيفية تمكين صانعي القرار من مراعاة التوازن بين الأمن والحريات المدنية». وأوضح الناطق باسم الرئاسة السفير علاء يوسف أن السيسي «سيُلقي كلمة خلال جلسة خاصة ينظمها المنتدى حول مصر مقرر لها الخميس (اليوم)»، معتبراً أن «الجلسة الخاصة» تعد من أرفع مستويات المشاركة في المنتدى، وتُخصص لعدد محدود من رؤساء الدول والحكومات، ولا يتوازى معها أي فاعليات أخرى، وتكون مفتوحة لحضور جميع المشاركين في المنتدى والذين يُقدر عددهم بأكثر من ألف مشارك. وأضاف يوسف أن من المقرر أن يلتقي الرئيس المصري على هامش أعمال المنتدى بعدد من رؤساء الدول والحكومات، من بينهم ملك الأردن الملك عبدالله بن الحسين، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، ورئيسة وزراء النروج إيرنا سولبيرغ، ورئيسة الاتحاد السويسري سيمونيتا سوماروجا، والمفوضة الأوروبية للسياسة الخارجية فيديريكا موغيريني، كما سيلتقي مع عدد من رؤساء مجالس إدارات كبرى الشركات العالمية. ومن المقرر أن تنظم إدارة المنتدى مأدبة عشاء على شرف الرئيس المصري مساء اليوم، يحضرها نحو 70 من كبار رجال الأعمال المهتمين بالتعرف على فرص الاستثمار في مصر، وأوضح الناطق الرئاسي أن النقاش في تلك الجلسة سيركز على «رؤية الحكومة للاقتصاد المصري حتى العام 2020، والصناعات والمشروعات الإستراتيجية اللازمة خلال عملية إعادة تحفيز الاقتصاد المصري، والجهود التي تقوم بها الدولة لدفع عملية التنمية المستدامة والشاملة، مع إيلاء الأهمية اللازمة للشباب ومختلف المناطق الجغرافية في مصر». وقبل مغادرته القاهرة، دعا وزير الصناعة والتجارة المصري منير فخري عبدالنور المستثمرين السويسريين إلى بحث فرص الاستثمار المتاحة في مصر بخاصة في المشاريع القومية التي يجري الإعداد لتنفيذها حالياً لا سيما مشاريع المثلث الذهبي بجنوب مصر ومنطقة السباعية المتخصصة في مجال الفوسفات ومشاريع الطاقة الجديدة والمتجددة والاستفادة من حزم الحوافز التي تتيحها مصر. واعتبر الوزير المصري خلال اجتماعه مساء أول من أمس بسفير سويسرا في القاهرة ماركوس لاتينر، أن المنتدى الاقتصادي العالمي الذي انطلق أمس في دافوس «يمثل فرصة كبيرة لعرض برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تبنته الحكومة المصرية لاستعادة مكانتها كأحد أهم اقتصادات المنطقة العربية والأفريقية والدولية»، لافتاً إلى أنه من المقرر أن يشارك في الاجتماع الوزاري المصغر لمنظمة التجارة العالمية والمزمع انعقاده على هامش اجتماعات المنتدى في دافوس بدعوة من وزير الاقتصاد السويسري للبحث في آخر تطورات مفاوضات المنظمة تجاه قضايا التنمية. ولفت الوزير إلى أن مصر تمتلك إمكانات وقدرات كبيرة تؤهلها لتبوؤ مكانة مهمة على خريطة التجارة العالمية في ظل تنفيذ مشروع تنمية منطقة قناة السويس والذي سيسهم في زيادة حجم التجارة الدولية عبر القناة وكذلك الاستفادة من موقع مصر الاستراتيجي كبوابة مع عدد من قارات العالم المختلفة خاصة السوق الأفريقية التي تعد إحدى أهم الأسواق التجارية لمصر.