كنا على ادراك كبير بأن التحذيرات والتهديدات التي صدرت مؤخرا ضد أمن واستقرار المملكة، لها اهدافها وابعادها وادواتها، وان هذه التحذيرات ما فتئت تلعب على اثارة الفتنة الطائفية، هذه الفتنة التي تستهدف المس بوحدتنا الوطنية، وتحقيق اهداف واجندات خارجية، لنتصادم ونتقاتل وتجري الدماء بيننا وينظر الاعداء لتحقيق مآربهم واهدافهم وهم لا يخسرون سوى الضجيج الاعلامي علنا والمؤامرات والدسائس سرا. الكل يتذكر كيف اخليت الموصل وترك مواطنوها دون درع تحميهم، وكيف انسحب الجيش العراقي، وكيف صدرت اصوات مسؤولة تؤكد تسليمها تسليما لتنظيم داعش الارهابي، وكيف اصبح الصدام طائفيا وكيف حضرت ايران بخبرائها وادواتها لتحصد الاخضر واليابس، ولتغرق العراق في الفتنة والصدام المذهبي بعدما عاش العراقيون سنة وشيعة سنوات طويلة من الوئام والاجتماع والسلام. واليوم ترون جميعا كيف انسحب الجيش العراقي من الانبار، وكيف تركت الانبار لتنظيم داعش الارهابي، وجميع صحف العالم تتحدث عن مخطط ايراني، للتدخل العسكري في الانبار، قادت قاسم سليماني، للحضور والبروز مرة اخرى، ليشعل فتيل الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة، وليكرس الاختلاف على قاعدة الدم والدمار والموت، لان مصالح ايران، تتجاوز العرب جميعا سنتهم وشيعتهم، وان هدفها الرئيس هو تفتيت الدول وبعث الميليشيات والطوائف. كنا ندرك أن الاسلحة الايرانية لن تتوانى عن اشعال المنطقة مرة بحجة الدفاع عن الشيعة العرب، ومرة أخرى بتدمير المعابد والمراقد وقتل المراجع، عندما تجد أن الشيعة ليسوا تحت سلطانها، وانهم متوحدون بوطنهم وشعبهم وامتهم، وان الاختلافات مهما كانت لن تجعلهم اداة بيد ايران. ان التنظيمات المتطرفة والتي تحمل اسماء اسلامية للأسف ما هي الا أدوات الصراع الاستخباراتي في المنطقة، وان داعش التي ترونها ما هي الا واحدة من التنظيمات التي اخترقتها المخابرات العالمية والدولية والاقليمية، والتي اتفقت جميعها على تفتيت دولنا وصدام مجتمعاتنا ونهب ثرواتنا، وان الحقائق الكاشفة توضح هذه الحقيقة التي بات يفهمها الجميع، ولهذا كنا وما زلنا نحذر اهلنا ومواطنينا بتفويت الفرصة على اصحاب الاجندات الخاصة من التكفيريين والظلاميين ممن يقتلون ويهدمون وهم للأسف يرفعون راية الاسلام، والاسلام منهم براء. ان جريمة القطيف التي طالت بيتا من بيوت الله، وطالت المصلين العابدين الموحدين لله، هذه الجريمة هي محاولة يائسة لضرب الوحدة الوطنية في بلدنا الذي يتعرض لمحاولات عديدة للنيل من وحدته وارادته، والتي سنفشلها كما افشلنا غيرها، ولانها ستوحدنا اكثر مما مضى سنة وشيعة مواطنين ومقيمين في مواجهة الارهاب والاخطار والتحديات واصحاب الاجندات الخفية. اننا اليوم وامام هذه الجريمة النكراء، سنكون بعون الله اكثر حصانة مما كنا عليه من قبل بسبب وعي مواطنينا وهم العصيون دوما عن أي اختراق، واننا لنتألم كثيرا لما جرى لمواطنينا الابرياء، الا ان الاجهزة الامنية والقيادة السعودية والشعب السعودي اليوم صف واحد لتعزيز الاستقرار ولتعزيز التنمية، ولمواجهة اية تحديات من شأنها الاساءة لنا ولوحدتنا الوطنية. ان ما يجعلنا اكثر ثقة بالانتصار في هذه المواجهة، هم اصوات العقلاء من المراجع الشيعة والرموز الثقافية والاجتماعية في القطيف والمنطقة الشرقية، والموقف الواضح والكبير لهيئة كبار العلماء الذي أكد على ان استهداف بيوت الله والمواطنين الابرياء عمل جبان وارهابي. اننا في هذا اليوم الدامي امام هذه الحثالة من الارهابيين ممن رهنوا ارادتهم لخدمة المخططات الدولية في الفوضى الخلاقة، والتفتيت، والصدام الطائفي بين الاهل والعشيرة، نقول اننا في هذا اليوم كلنا من أهل القطيف من شيعتها ومن محبيها، واننا نكبر تحاملهم على انفسهم في سبيل تفويت الفرصة على كل من تسول له نفسه، او من يظن مجرد الظن انه قادر لا سمح الله ان يسيء لنا او يجرنا الى الصدام والفوضى.