وافقت وكالتا استخبارات باكستانوأفغانستان على التعاون الثنائي في معركتهما ضد المتطرفين، ما ينهي سنوات من العلاقات السلبية بين المؤسستين. وقال الميجر جنرال عاصم سليم باجوا متحدثا باسم الجيش الباكستاني: إنه تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين جهاز الاستخبارات الباكستاني ومديرية الأمن الوطني الأفغانية. وقال: إن الوكالتين ستتبادلان المعلومات الاستخباراتية، وتنسقان العمليات ضد متشددي طالبان، بموجب الخطة، وإن الاتفاق يتضمن "تبادلاً دولياً (للمعلومات) وعمليات استخبارات ثنائية ومنسقة من كلا الجانبين". ولم يتم الإفصاح بشكل رسمي عن الموعد والمكان الذي تم فيه توقيع الاتفاق، لكن تقريرا تلفزيونيا باكستانيا قال إن هذا التطور جاء الأسبوع الماضي بعد أن زار رئيس الوزراء نواز شريف كابول. وتعهد شريف بتقديم الدعم للرئيس الأفغاني اشرف غني في معركة بلاده ضد طالبان، خلال الزيارة التي رافقه فيها عدد من كبار قادة الجيش والاستخبارات الباكستانية. وعلى مر السنين تبادلت باكستانوأفغانستان اتهامات باستخدام عناصر طالبان كوكلاء لزعزعة استقرار بعضهما البعض، لكن العلاقات تحسنت بشكل كبير منذ تولى غني السلطة العام الماضي. وأصبح القادة السياسيون والعسكريون من الجانبين أكثر استجابة وجدية نحو بعضهما البعض في الأشهر الأخيرة، في الوقت الذي أنهت فيه قوات غربية مهمة قتالية امتدت ل 13 عاما في البلد الذي يواجه تصاعدا في أعمال العنف من قبل طالبان. وفي بيشاور، قالت ثلاثة مصادر في المخابرات الباكستانية: إن طائرة أمريكية بدون طيار نفذت ضربة في وادي شوال بشمال غرب البلاد فقتلت ستة أشخاص على الأقل يشتبه أنهم من طالبان. تأتي الضربة التي نفذت ليل الاثنين الثلاثاء بمنطقة زوي ناراي في وزيرستان الشمالية وهي منطقة جبلية على الحدود مع أفغانستان بعد زيادة عدد القوات الباكستانية في المنطقة، وضربة أخرى بطائرة بدون طيار يوم السبت. وتوجد قواعد لحركة طالبان في وادي شوال الذي يعتبر طريق تهريب مهما إلى أفغانستان. ويقطع الوادي إقليمي وزيرستان الشمالية ووزيرستان الجنوبية اللذين يسيطر الجيش الباكستاني على معظمهما. وشن الجيش الباكستاني هجوما في وزيرستان الشمالية في يونيو حزيران لكن المتشددين ومصادر المخابرات يقولون إن العملية لم تصل إلى حد كبير لوادي شوال. وقال سكان ومصادر في الجيش الأسبوع الماضي إن القوات الباكستانية تتحرك باتجاه الوادي من الشمال والجنوب. لكن لم يتضح بعد نطاق وتقدم العملية. ولا يسمح للصحفيين بدخول المنطقة. وتم قطع اتصالات الهاتف عن مناطق كثيرة وتتحكم حواجز الطرق في حركة المدنيين. وتقول السلطات في أفغانستان إنها لم ترصد تدفق المدنيين فرارا من القتال. وعادة ما تحتج الحكومة الباكستانية على ضربات الطائرات بدون طيار؛ لانتهاكها سيادة البلاد. لكن الكثيرين في باكستان يعتقدون أن الجيش يعمل مع الولاياتالمتحدة في توجيه الضربات. ولم تنفذ أي ضربات لمدة ستة أشهر العام الماضي وهي فترة إجراء محادثات سلام باكستانية مع طالبان. لكن الضربات استؤنفت قبل أيام من بدء هجوم الجيش في وزيرستان الشمالية. إلى ذلك، حكم القضاء الأفغاني على 11 شرطيا بالسجن عاما بتهمة الاهمال في قضية مقتل امرأة بأيدي حشد غاضب في آذار/ مارس في كابول، بعد اتهامها زورا بإحراق مصحف، وتبين فيما بعد براءتها بعد أن لفق لها بائع تمائم هذه التهمة. ودانت المحكمة الابتدائية في كابول 11 شرطيا من بينهم 5 مسؤولين بتهمة "اهمال الواجب" لأنهم لم يتدخلوا لمنع الحشد من قتل فرخوندة في 19 اذار/مارس الماضي في كابول. وأخلت المحكمة سبيل 8 شرطيين آخرين؛ لعدم وجود أدلة كافية ضدهم. والمدانون هم ضباط كبار من شرطة المنطقة الثانية، ومن بينهم قائد المنطقة. وفي مطلع ايار/مايو، حكمت المحكمة نفسها بالاعدام على اربعة افغان في القضية نفسها وعلى 8 اخرين بالسجن 16 عاما واطلقت سراح 18 اخرين. وأوضح القاضي سيف الله مجددي ان كل المحكومين يمكنهم استئناف الحكم. وتعرضت فرخوندة (27 عاما) للضرب حتى الموت بأيدي حشد غاضب قام بإحراق جثتها ورميها في مجرى نهر في كابول. وتناقلت الشبكات الاجتماعية عدة صور وتسجيلات التقطت بالهواتف النقالة يظهر فيها الحشد الغاضب وهو ينهال ضربا على فرخوندة، خريجة الدراسات الإسلامية، بينما عناصر الشرطة يقفون على الحياد، أمام أحد المساجد. وكشف التحقيق أن فرخوندة لم تحرق المصحف، بل انتقدت بائعا يبيع تمائم لأن التمائم تناقض تعاليم الإسلام، فما كان منه سوى ان اتهمها بالكفر وحرض مجموعة من الأشخاص على ضربها حتى الموت. وأثارت المأساة التي ندد بها الرئيس اشرف غني وحركة طالبان حركات احتجاج في أفغانستان وفي عدد من العواصم الأوروبية. وفجرت الواقعة احتجاجات على العنف ضد النساء في كابول. وجرى تعقب بعض المقبوض عليهم من خلال لقطات للهجوم نشروها على مواقع التواصل الاجتماعي؛ للتفاخر بمشاركتهم فيما حدث.