قتل 4 أشخاص على الأقل وجرح 24 لدى تفجير انتحاري من حركة «طالبان» سيارة قادها داخل مرأب مقر وزارة العدل وسط كابول. وتسبب الانفجار في تصاعد دخان أسود فوق المدينة، وكان قوياً لدرجة أن زجاج النوافذ تناثر لكيلومترات في الحي الديبلوماسي بالعاصمة. واعتبر هذا الهجوم الدموي الذي تبنته «طالبان» الثالث خلال أسبوع في كابول. وكان هجوم انتحاري استهدف مطار كابول الأحد الماضي أسفر عن ثلاثة قتلى هم بريطاني يعمل لدى بعثة الشرطة الأوروبية في البلاد وشابان أفغانيان. وتندرج هذه الهجمات في إطار المعارك شبه اليومية المندلعة بين القوات الحكومية والمتمردين الإسلاميين الذين أطلقوا «هجوم الربيع» في نهاية نيسان (أبريل) الماضي، وهو الأول من دون وجود القوات الأجنبية التي أنهت عملياتها القتالية بعد 13 سنة من نزاع بدأ بإطاحة نظام طالبان نهاية العام 2001. وفي بيان تبني الهجوم، الذي أرسله الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد عبر البريد الإلكتروني إلى الصحافيين بعد ساعات على انفجار السيارة، توعدت الحركة بقتل مزيد من القضاة وممثلي الادعاء «العبيد»، علماً أن هذا الهجوم هول الثالث خلال أسبوعين ضد مسؤولين في القضاء. على صعيد آخر، حكِم على 11 شرطياً بالسجن سنة واحدة بتهمة الإهمال في قضية قتل حشد غاضب امرأة تدعى فرخوندة في ال27 من العمر رجماً في مجرى نهر بكابول في 19 آذار (مارس)، بعد اتهامها جزافاً بحرق مصحف، ما أثار الاستنكار في أفغانستان والعالم. ودانت المحكمة الابتدائية في كابول الشرطيين، وبينهم 5 مسؤولين، بتهمة «إهمال الواجب» لأنهم لم يتدخلوا لمنع الحشد من قتل فرخوندة، فيما أطلقت 8 شرطيين آخرين لعدم توافر أدلة كافية ضدهم. وفي مطلع الشهر الجاري، حكمت المحكمة نفسها بإعدام أربعة أفغان في القضية ذاتها، بينهم شخص نصب نفسه إمام مسجد وحرض الحشد على قتل فرخوندة، وبسجن 8 اشخاص آخرين 16 سنة. وكشف التحقيق عن أن فرخوندة لم تحرق المصحف، بل انتقدت بيع تمائم باعتبارها تناقض تعاليم الإسلام، فاتهمها بائع قدم نفسه باعتباره إمام مسجد بالكفر وحرض مجموعة أشخاص على ضربها حتى الموت. وأثارت المأساة التي ندد بها الرئيس اشرف غني و «طالبان» حركات احتجاج في أفغانستان وعواصم أوروبية. كما تحرك مئات من الأشخاص الذين تأثروا. حتى أن نساء حملن نعشها خلال تشييعه في كابول، وهو أمر نادر. وأوضح القاضي سيف الله مجددي خلال جلسة استماع في كابول، أن جميع المحكومين يستطيعون استئناف الحكم، فيما أبدى نجيب الله، شقيق فرخوندة، خيبته من إصدار حكم بإعدام أربعة اشخاص فقط في مقتل شقيقته. كما أبدت منظمات تدافع عن حقوق الإنسان قلقها من حيادية إجراءات القضاء واللجوء إلى عقوبة الإعدام في القضية التي أثارت تساؤلات حول نفوذ أشخاص ينصبون أنفسهم رجال دين ويعرفون ب «الملالي الكذابين»، وانتقادات حول سوء معاملة النساء. وقالت هيذر بار، اختصاصية حقوق النساء لدى منظمة هيومن رايتس ووتش، إن «المحاكمة تعطي انطباعاً بأن الحكومة الأفغانية تريد إجراءات سريعة للانتقال إلى قضايا أخرى». في باكستان، شنت طائرة أميركية بلا طيار غارة في وادي شوال بإقليم شمال وزيرستان القبلي (شمال غرب)، وقتلت خمسة متشددين على الأقل. وتوجد قواعد لحركة طالبان في وادي شوال الذي يعتبر طريق تهريب مهماً إلى أفغانستان. ويقطع الوادي إقليمي شمال وزيرستان وجنوبه اللذين يسيطر الجيش الباكستاني على معظمهما.